أقرت وزارة التعليم عدة خطوات للتعامل مع المعلمين المصابين بأمراض نفسية، منها خفض النصاب إلى النصف، والتحويل إلى العمل الإداري في حالة فشل العلاج، والتقاعد المبكر عند إتمام خدمة 20 عاما ! وعندما كنت طالبا لم نكن بحاجة لتقارير طبية للتعرف على المعلمين المرضى نفسيا، فقد كنا نكتشفهم فورا من «نفسياتهم» في التعامل ومتطلباتهم المتعسفة في تدريس وتقييم الطلاب في المدارس والجامعات ! في ذلك الوقت لم يكن أحد يكترث لطبيعة العلاقة بين المعلم وطلابه، فالوزارة تعتبر المعلم سيدا في ميدانه، والبيت كانت رسالته للمدرسة: لكم اللحم ولنا العظم، لذلك عانى كثير من الطلاب من سوء معاملة وتعسف بعض المعلمين الذين كانوا يعانون من أمراض نفسية لم يتحملها سوى طلابهم ! اليوم أصبح المجتمع أكثر وعيا بالأمراض النفسية وكيفية التعامل مع المصابين بها، كما أن المرضى أنفسهم باتوا أكثر قبولا لطلب المساعدة من الآخرين بعد أن كانت أمراضهم مكتومة مكبوتة لا يدركها إلا المقربون والمتعاملون معهم بشكل مباشر ! وبرأيي أن حقل التعليم ليس حقلا صالحا لعمل المرضى النفسيين، فبيئة التعليم تشكل ضغطا نفسيا وذهنيا رهيبا على الأصحاء فكيف بمن يعانون من الاعتلالات النفسية، كما أن طلابنا ليسوا بحاجة لأن يبدأوا حياتهم بالتعامل مع معلمين مرضى نفسيا ينفرونهم من الدراسة ويجعلون حياتهم التي لم تبدأ بعد جحيما ! المعلم يجب أن يكون مؤهلا علميا وفكريا وعقليا وصحيا! [email protected]