أوضح المواطن محمد جواد أبو شاهين «أحد كبار السن في محافظة القطيف»، أن الأجواء الرمضانية في الماضي بالقطيف كانت تحمل بين نسماتها روحانية وإيمانية مميزة عما هو عليه الحال الآن، حيث كان يقيم الأهالي بعد الإفطار المجالس القرآنية في منازلهم، ويتزاورون فيما بينهم لاستماع القرآن الكريم، لافتا إلى أن الناس كانوا يرجعون في مشكلاتهم إلى عمدة البلدة لأجل حلها وفك النزاعات، إذ إن المشكلات مقارنة مع العصر الحالي كانت قليلة ولا تذكر، منوها أن مائدة الإفطار تعتمد على بعض الأطعمة من منتجات النخيل كالرطب والتمر، إضافة إلى اللقيمات والخبيصة، اللتين تعتبران الوجبة الرئيسية، كذلك مرقة اللحم مع الأرز. وذكر أبوشاهين، أن من العادات التي كان الأهالي في الماضي بالقطيف يمارسونها، تقديم «الفطور» إلى الأهل والجيران، واصفا إياها بالعادة الجميلة، مشيرا إلى أن هذه العادة في عصرنا الحالي انقرضت مقارنة بالزمن الماضي، إلا في بعض الأحيان لكنها قليلة، وربما اندثرت في بعض الأماكن في القطيف، منوها إلى أن الأهالي يعتمدون في الاستيقاظ لتناول السحور على «المسحر»، الذي يجوب في الطرقات، وينادي «السحور يا مؤمنين»، بشكل يومي، بانتظام، مضيفا أن «المسحر»، رجل متطوع في عمله، لهذا فإن أهل البلدة يعطونه شيئا من المال كنوع من الهدية البسيطة، مضيفا أن الإنسان كلما رجع إلى أيام زمان، يحن إلى الماضي، وإلى المجتمع الذي كان يعيش فيه الأهل بعفويتهم وطبيعتهم متحابين ومتعاونين. ونوه قائلا: «الحياة الاجتماعية قديما كانت سعيدة برغم شح الظروف، والناس كانت في قمة حبها وعطائها إلى مجتمعها، فالمجتمع يتسم بالطيبة والتعاون والتكاتف، والجميع يتعايشون بكل الحب فيما بينهم»، كما أن المشكلات الاجتماعية كانت قليلة، وكان أن الناس يرجعون في مشكلاتهم إلى عمدة البلدة في الغالب؛ لحلها وفك النزاعات، إذ إن المشكلات مقارنة مع العصر الحالي كانت قليلة ولا تذكر. وأضاف قائلا: «معظم الناس في الماضي كانوا يسكنون في المزارع، والذين يسكنون في البلدة كانوا قلائل، وكان الأغلبية يمتلكون حس القناعة بشكل كبير، لهذا تمتعوا بالرضا وعاشوا حالة اجتماعية عفوية؛ جعلتهم سعداء، فلم تكن الماديات طاغية على الحياة بهذه الصورة، ولا تشكل هاجسا وهما للأسرة وللفرد.. فالإنسان في الماضي كان أهم شيء لديه أن يعيش مستورا، يأكل ويشرب، مطمئنا على نفسه وعرضه وماله، مشيرا إلى أن الآباء يتفاخرون بعدد الأولاد..