نال العريف سليمان المالكي شرف الشهادة الأولى في معركة عاصفة الحزم بعد أن قضى نحبه على حدود المملكة مع اليمن يوم أمس الأول. هذه الشهادة، وليس استشهادات الإرهابيين، هي التي يضوع لها البخور وترفع لها الرؤوس وترتفع من أجلها الأكف بالدعاء أن يتغمده الله بواسع رحمته ويلهم أسرته وذويه الصبر والسلوان. دمه الطاهر الذي سفحه دفاعا عن وطنه وأهله سيبقى خالدا وشاهدا على أن الرجال يختلفون باختلاف معادنهم. فرق كبير بين أن تموت بلباسك العسكري الطاهر فداء لوطنك وأن تموت إرهابيا ومعتديا على أمن وطنك ومواطنيك. أو أن تموت في ظل راية وإرادة أجنبية تحارب قوميتك وتتربص بها الشرور والدوائر في كل مكان، بينما أنت تجأر وتنتحر باسم العدو تبريرا لأفعاله ودفاعا عن ارتكاباته في حق قومك الذين يحاربهم عدوك وعدوهم. إذا أردتم أن تنقلوا صورة (حية) لشبابنا عن معنى البطولة والرجولة والرسوخ في الوطنية والعروبة، فانقلوا صورة شهيد العاصفة الأول الذي غدرته اليد الحوثية الآثمة بالوكالة عن اليد الفارسية النجسة، التي طالما سعت في الأرض العربية خرابا وفسادا واقتتالا بدعم وموالاة ومساندة من بعض العرب الخائنين الذين ينوبون عنها في تخريب بيوتهم وبيوتنا وأمنهم وأمننا. حربنا العربية في اليمن حرب مقدسة ضد القومية الفارسية المعتدية. ومهما ارتفعت أصوات طبول الباطل وأبواقه، فإن الحق في هذه الحرب عربي؛ لأننا لم نعتد وإنما دافعنا عن أنفسنا في وجه دولة تقف على أبوابنا ويتبجح مسؤولوها ومريدوها «بأنها أصبحت تحتل أربع عواصم عربية». و«أن بغداد عادت لتكون عاصمة الإمبراطورية الفارسية الساسانية». دم شهيدنا الأول سليمان المالكي سيخلد في لوحة الشرف السعودية العربية التي لا يدانيها شرف. وسيبقى في ذاكرتنا وذاكرة الوطن باعتباره من حمل روحه على كفه ليهديها لمواطنيه الذين تولى، مع رفقاء درب التضحية والبطولة، عبء الدفاع عن وجودهم وأمنهم في وجه الصلف والغطرسة والتبجح الإيراني الذي صدق أوهامه بأن العرب أمة خارت ووهنت ويمكن التلاعب بمصالحها ومصيرها من خلال اختراق بعض جدرانها الهشة. يعلم الإيرانيون وغيرهم الآن أن موت السعوديين في سبيل وطنهم وعروبتهم حقيقة، وأنهم مستعدون لمزيد من التضحيات من أجل كرامتهم وأوطانهم. سليمان المالكي رحمه الله المثل الأول وليس الأخير، ولدينا في سابق أيامنا أمثلة لا حصر لها.