شكا أهالي قرية المرشدية (23 كيلومترا) غرب العاصمة المقدسة، من ضعف تغطية أبراج الهواتف المتنقلة والاتصالات الجوالة وقالوا إنهم ظلوا يعانون منذ عدة سنوات من تلاشي شبكات الاتصالات وضعفها البائن مع أن القرية تشكو أصلا من عدم وجود خدمة الهاتف الثابت وكان أملهم أن الجوالات ستنهي معاناتهم غير أن الأمر بقي كما هو إذ تصمت هواتفهم طوال اليوم وتضعهم في حيرة من أمرهم. شر البلية سكان قرية المرشدية قالوا ل«عكاظ» إن الشركة المشغلة للهواتف النقالة لزمت الصمت إزاء إلحاحهم بضرورة تقوية الشبكة وحل الإشكالية ومحاولة إصلاح الأبراج المنصوبة في محيط القرية بلا فائدة. فواز البركاتي (40 عاما) أعلن رفضه وقلقه عن حالة شبكة الاتصالات في القرية وقال: شر البلية ما يضحك، كنا إلى عهد قريب نعاني من انقطاع التيار الكهربائي بعد كل عاصفة رعدية أو ترابية واليوم تتكرر المأساة مع شبكة الجوال رغم أن البرج قائم في طرف القرية وأصبح وضع جهاز الجوال في موقع مرتفع من الثقافات التي ينتهجها الأهالي بغية الحصول على الحد الأدنى من خطوط الشبكة المتاحة. مشيرا إلى أن هذا الوضع المأساوي تعيشه القرية منذ سنوات خلت دون إيجاد حلول لهذه المشكلة حيث أصبح الجوال من أهم الضروريات خاصة التواصل مع العالمين المحلي والدولي مشيرا في هذا الجانب إلى قصص طريفة حدثت في القرية بسبب سوء شبكة الاتصالات. تواصل صعب أما عبدالحميد البركاتي (68 عاما - متقاعد) فذكر أن الانقطاع ليس وليد اللحظة بل متكرر بشكل دائم، حيث اعتاد سكان القرية على العزلة التامة عن العالم خاصة في مواسم الإجازة والأعياد إذ تصاب الشبكة بالشلل التام وتبقى الهواتف النقالة في حالة صمت حتى تهب رياح شبكة الجوال من إحدى القرى المجاورة. ويضيف عبدالحميد أنه شخصيا يعاني من ضعف الشبكة في التواصل مع ابنه المبتعث خارج الوطن ومع اختلاف فارق الساعات بينه ومكان نجله في الغربة يضطر إلى الاستعانة بأحد أبراج الجوال في محافظة الجموم حتى يضمن سلامة الاتصال دون تعثر ويضطر إلى البقاء في ذلك المكان حتى ساعات الفجر الأولى. وأضاف أن مطالب سكان القرية المتكررة لهذ المعاناة ذهبت مع أدراج الريح دون تحرك واضح من الشركات المشغلة. ذات المشكلة تحدث عنها الطالب الجامعي الشاب أحمد ياسين (20 عاما) فقال إن الأموال الباهظة التي يدفعها المستهلك نظير فواتير الشبكة نهاية كل شهر لم تشفع في تحسين مستوى الخدمة للقرية وتزيد المعاناة عندما يحتاج الطالب لمادة علمية من الشبكة العنكبوتية أو عند الرغبة في مراجعة إعلان وظائف أو التقديم عبر الإنترنت.. ومع تلاشي الشبكة يضطر الطلاب إلى حمل أجهزتهم والتوجه إلى أقرب مصدر وفير بالخطوط المتاحة لإكمال عمليات التسجيل أو البحث. وتذكر الشاب أحمد فصول تسجيله في برنامج قياس حيث بقي خارج المنزل عدة ساعات قرب أحد أبراج الجوال في منطقة الشميسي حتى يكمل التسجيل بنجاح. يختم الطالب الجامعي حديثه متسائلا: أين مقابل رسوم الخدمة التي تتقاضاها شركات الاتصالات من جيوب العملاء عند نهاية كل شهر.. لماذا ندفع تلك الرسوم في ظل تدني مستوى الخدمة المقدمة؟. السكان يأملون من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات النظر في مطالبهم والاستماع إلى نداءاتهم وإيجاد حلول سريعة لها وحل مشكلة عزلتهم عن العالم الخارجي.