يقتات العم سالم مساعد المورقي، من بيع مساويك الأراك، منذ أن كان طفلا لم يتجاوز عمره 13 عاما، حينما عاش صباه يحفر عنها في الرمال ويحملها على ظهور الجمال من جازان والقنفذة والقرى المحيطة بها ليقدمها للمعتمرين والزوار والحجاج. ويقول المورقي «عندما كنت أسكن في وادي عرنة بالقرب من مكة، تعلقت بالمساويك، وكنا نمتطي الجمال ونتجه إلى الشاقة التابعة لمحافظة الليث وجازان ونبقى فيها بضعة أيام حتى ننتهي من تعبئة المساويك في أكياس بعد البحث عنها في عمق متر ومتر ونصف تحت الرمال، وكثيرا ما واجهتنا صعوبات كبيرة خاصة بعض الثعابين والهوام والحشرات التي تخرج لنا من تحت الأشجار، وتستمر رحلتنا 12 يوما حتى نصل إلى مكة». وأفاد انهم كانوا يقومون ببيع مساويكهم في الصفا والمروة داخل المسعى ويحصلون على ربح جيد يكفي لتوفير متطلباتهم اليومية. وعن انواع المساويك قال «لا نغالي في السعر وبعض الحجاج ياتوننا دون أن يكون معه نقود ونقوم باهدائه مسواكا مجانا»، مضيفا أن أفضل المساويك ما يطلق عليه الحامي وابو حنش، وهذان النوعان يقبل عليهما الخليجيون بشكل عام نظرا لحرارتها في الفم وقوة تعقيمها ورائحتها الزكية واسعارها لا تتجاوز 10 ريالات، فسعر شرائها غال واليوم قل أن تجدها. وأشار إلى وجود دخلاء على المهنة اصبحوا يقومون بالغش باغراق المساويك بالمياه ووضعها في الثلاجات فترة طويلة مما يفقدها طعمها وقوة تاثيرها. وأوضح المورقي أن كل ابنائه اتجهوا للوظائف الحكومية ولم تستهوهم هذه المهنة، مبينا أنه سيظل متعلقا بها حتى اخر رمق في حياته، كونه يعيش الجو الروحاني بجوار الحرم ويقدم خدمة للمعتمرين ولحجاج بيت الله الحرام.