من المعروف أن السرقة أمر محرم في الدين، وممقوت في المجتمع، ولو سألنا أي شخص في الدنيا عن ما إذا كان سارقا أم لا ؟ لأجاب بالنفي، وعلى الفور دون تفكير أنه لم ولن يسرق أبدا، لكن هل ندرك أننا في الواقع نسرق كل يوم. ولتوضيح ذلك نجد أنه في الغالب ارتبط تعريف «السرقة» بالاستيلاء على الأشياء المادية المملوكة للآخرين، مثل الأموال والممتلكات الأخرى، لكن هناك سرقة من نوع آخر نغفل عنها كثيرا، ويمكن أن نضرب عليها مثالا بذلك الموظف الذي يمسك بالهاتف لإجراء حديث ودي دون أن يفكر بأنه يسرق وقتنا، لكي يوظفه لغرض شخصي وقد تترتب على هذه السرقة أضرار جمة، كأن يضطر المراجع إلى أن يزور المكان لمرة أخرى مما قد يسبب له مشكلات عديدة وخسائر مادية. كذلك يمكن أن نسرق أفكار الغير ونقوم بتنفيذها أمام أعينهم المتحسرة، وأنفسهم التي لا تملك إلا لوم اللسان على الكلام، على الرغم من أن معظم دول العالم ومنظمة التجارة العالمية يحاربون ليل نهار من أجل حماية الملكية الفكرية، وفي الدول التي تقدر ذلك لا تتساهل في محاكمة سراق الأفكار ويحاكمون على أفعالهم تلك، خصوصا إذا تعلقت بمسألة مهمة كأفكار الشركات الهندسية أو حتى الأفكار الأدبية. وفي الحياة الوظيفية أتذكر ذات مرة أن زميلة لي عبرت عن غضبها الشديد لأنها في كل مرة تشتري فيها قلما تعود لتجده قد اختفى، لأن إحدى الزميلات قررت أن تستعيره بلا عودة، تساءلت حينها في نفسي أليست هذه سرقة.. ومن وجهة نظري المتواضعة أرى أن السرقة أي ضرر يلحقه شخص بآخر سواء كانت ممتلكات فكرية أو مادية أو حتى أشياء بسيطة لا قيمة لها في نظرنا، فربما كانت تعنى الكثير لأشخاص آخرين، وحقيقة أن ننتهك حقوق الغير يعني ذلك أننا نغتصب ما ليس لنا به حق.