من متن الخبر المنشور مطلع هذا الأسبوع في صحيفة عكاظ: « طالبت المديرية العامة للدفاع المدني وزارة التربية والتعليم باستحداث وظائف جديدة في مدارس التعليم العام بمسمى (مسؤول أمن وسلامة) بما يعادل موظف لكل 100 طالب في المدرسة تتمثل مهام مسؤولياته في إشاعة ثقافة السلامة والحرص على توفير أقصى وسائلها في المدرسة». حسنا، بجوارنا مدرسة ابتدائية في منتصف طلعة تخترق حيا عشوائيا، المبنى بالطبع مستأجر ويظهر عليه الأسى من الخارج. والمنطقة المحيطة تقع في قلب زحام الحرم وباصات النقل أكثر من عدد الحجاج ولا أبالغ إلا قليلا. أمام هذا المظهر، ما الذي سيقوله موظف الأمن والسلامة للطلاب في حال تم تنفيذ الأمر؟!، وكيف يرجو لهم السلامة وهم يقطعون الطريق جيئة وذهابا بين ضجيج المحركات المصطفة في الشوارع والمختنقة بالحديد الحار؟!. طبعا أنا لا أعارض فكرة تعزيز ثقافة السلامة وأخذ الاحتياطات التي ترجو من خلالها المديرية العامة إخلاء المسؤولية مع حرصها على سلامة الطلاب!. ولست في صدد متابعة تصريحات مدير عام الأمن والسلامة في وزارة التربية المؤكدة على عدم تلقي أي خطابات رسمية بهذا الشأن ( ليت شعري أي جهد تعانيه مسألة الأمن والسلامة من كل هذه التصريحات؟)، لا علينا.. أخيرا أقول: إن ثقافة السلامة مرتهنة لبيئة صحية مناسبة ومبان سليمة وأماكن بعيدة عن خناقات الطرق والتواءات الأحياء الشعبية، والتصحيح الفعلي يحتاج أولا وأخيرا لقراءة الواقع المحيط ودراسته جيدا وإلغاء معضلة المدارس المستأجرة التي تحولت بعض منافعها إلى فصول دراسية فضلا عن عدم توفر أبجديات الأمن والسلامة فيها!!، بل إن من أهم لوازم النجاح في تعزيز مفهوم السلامة والأمن من وجهة نظري الشخصية يكمن في متابعة الوعود المعمرة في سبيل معالجة المشكلات المدرسية وآلية تجاوب المسؤولين عنها بشكل مباشر، ومحاسبتهم على ذلك دون تأخير وانتظار!.