كانت جدة تتميز على مدن المملكة بميادينها الكبيرة والجميلة إضافة إلى مزايا أخرى، كانت الميادين الابن المباشر لميدان البيعة وسط جدة حيث يصب فيه ويخرج منه عدد من الشوارع الهامة. ثم اتسعت المدينة بأحيائها الشمالية وشوارعها العريضة المتقاطعة شمالا وجنوباً وشرقاً وغربا وتوسطتها ميادين فسيحة ملأوا مركزها بمجسمات جمالية معبرة.. الإبهام والقبضة وقطع الكنداسة القديمة وما أمكن تشكيله أو إقامته بتجميع فني كالطائرة والصواريخ، أغلب مدن المملكة أخذت هذا التقليد الجمالي والحضاري من جدة فجعلت في تخطيطها الحديث ميادين بمجسمات للدلة وللمبخرة وأخرى من الشعبيات، ثم ماذا؟ ازدحمت جدة وعمتها موجات من النزوج إليها إضافة إلى آلاف المتخلفين من أفريقيا وآسيا، وهكذا تضاعف سكانها وازدحمت بيوتها وعشوائياتها وشوارعها، وحارت أمانتها وإدارة مرورها وأصبحت المشكلة أكبر من قدراتهم العملية والعلمية، وخصوصا المرور ابتدع حلولا تشويهية بسد التقاطعات لا بوضع إشارات مرور تنظم الحركة ثم سعوا بكل جهد لإزالة أهم معالمها الميادين الفسيحة التي تضفي عليها جمالا واتساعا وتخفيفا من التراكم الاسمنتي في المباني، وصدرت الصحف قبل أيام بقرار (قتل) بشع بإزالة ميادين جدة المشهورة، ستة ميادين وأكثر، وأؤكد لكم أن إزالتها لن تحل مشكلة المرور ولا العشوائيات ولا النظافة. عندما شككنا في أهمية أسماك القرش في بحر جدة خرج بعض الأكاديميين يدافعون بحرارة لحمايته، وها هي جدة سوف تفقد أجمل معالمها وكل جهابذة الهندسة وكلياتها في غياب مريب، أيها السادة، انقذوا جدة من مأساة جمالية وبيئية قادمة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة