(الأتوجراف) عالم من الأحلام الذي ليست له نهايات يجعمع الفرح والأمنيات وحتى الأحزان التي تعد رموزا لخفايا وحكايات البنات، ولكل فتاة أسرارها الخاصة التي تظل خفية عن الأعين خوفا من أن يقتحم أحد عالمها الخاص الذي تخفي بين طياته الكثيرة من المعاني المشفرة التي لا تستطيع البوح بها. حيث تتفنن البعض من الفتيات باختيار ألوانه وأشكاله ليمثل شخصية كل من تكتب فيه كونه يعد مرآة صاحبته وصورة معبرة عنها. «عكاظ» كانت لها وقفة مع مجموعة من الفتيات كشفن عن أسرارهن وارتباطهن الوثيق بالدفاتر اليومية التي باتت تعد غرضا أساسيا لدى البعض منهن. «دفتري عالمي الخفي» .. بهذا الجملة عبرت سناء محمد (18 سنة) عن (أوتجراف) يومياتها، وزادت «الكتابة لم تكن يوما مجرد ذكريات عابرة من خلال الورق، بل هي برأيي ذرات هواء أتنفس بها أخرج بها من الحياة التي تقبع في داخلنا وترفض الخروج للواقع، بل هي أشبه بمصافحة قطرات الندى لصفحات الورد لتضيف لها الراحة والانسجام، وهي نوع من الحديث مع النفس لتفريغ الشحنات الداخلية الإيجابية أو السلبية، سواء كانت على هيئة مشاعر وأحاسيس بلغة الحروف والكلمات». وبالنسبة لي لا أخفي شيئا، وإن كنت أشعر أنها شيء خاص بنا نحن الفتيات، ولكن بها أظهر ما يضيع مني، فهي عروق الحياة التي تنظم جريان الفلسفة التي نعيشها من خلال التجارب والذكريات، وإن كنا نعبر عنها بغموض لكنها في النهاية تظل تقودنا للوضوح فهي مفتاح لكل قلب كتبها. أما ماجدة البراهيم (20 سنة) اعتبرت الكتابة أكثر من مجرد هواية أو كتابة على الورق، فهي بمثابة الصديق الذي يباح له كل ما في داخلنا من ألم وحزن وفرح وسعادة، أما الحديث مع النفس عن طريق الكتابة فهي نوع من مواساة النفس من خلال التعبير عن المشاعر والأحاسيس وكل ما يجول بخاطر المرء. وأضافت: لكل فتاة خواطرها الخاصة وأحلامها الوردية، سواء أكانت واقعية أو خيالية، فهي تعبر عن نفسها في مذكراتها من خلال الأحلام التي تتمنى أن تتحقق، بل تعمد كل فتاة إلى كتابة كل ما تعجز عن قوله لأي كان. أما سلمى محمد (22 سنة) فكان لها رأي آخر، حيث اعتبرت الكتابة نوعا من أنواع التنفيس نتيجة للكبت أو لسلسلة من الإحباطات المتكررة، وقد تكون موهبة وتتطور عن طريق الممارسة والإطلاع، فبعض الكتابات لا تتجاوز كونها «ثرثرة» حرة على الورق، أما حديث النفس فينم عن نفسية صاحبها وما تحمل من غضب وحزن أو فرح، وباختصار يعتبر الأوتوجراف أرضا خصبة للأحلام. فالفتاة تعتبر دفتر المذكرات «مقدسا» بالنسبة لها، إذ لا يحق لأي شخص أن يقتحم صفحاته دون علمها، أما ماذا تخفي فهي إما أحاديث مع الذات أو بعض الطموح والأحلام والانكسار المر الذي تنتقم منه من خلال هذا الدفتر. في حين اعتبرت سكينة العبدالله (23 سنة) الكتابة الطريقة المثلى للتعبير عن المشاعر، فهي أسلوب رائع يحاور الإنسان بهِ نفسه بكل ما يعتريه من آلام وهموم دون مجاملة النفس.