يقول المثل: قابلني ولا تغديني. واستقبال الفرد أو الجماعات ببشاشة وصدر رحب يمتص أي انفعال أو حرقة تجري بين الحنايا.. إلا أن المتحدث باسم سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة ورئيس قسم الشؤون الإعلامية يبدو أنه لا يرى أهمية لقلق الناس على أموالهم كما يبدو أنه ليس على دراية بالأساليب الدبلوماسية في مواجهة الإعلام أو الناس على حد سواء.. والدارسون للعلوم السياسية لديهم أكثر من مادة معنية بتلقينهم فنون الدبلوماسية والقنصلية من كيف تتحدث إلى كيف تمسك بالسكين والشوكة في الموائد الرسمية.. وهذه فرصة لمخاطبة سمو الأمير سعود الفيصل بالالتفات لخريجي العلوم السياسية من جامعاتنا وإحلالهم (كدماء شابة) في السفارات والقنصليات المنتشرة في بقاع العالم. ولأني أحد خريجي هذه الكلية أعرف تماما أن الدخول أو التوظيف في السفارات السعودية بحاجة إلى (بور) من نوعية 16 حصانا .. فكثير من خريجي العلوم السياسية لا يجدون وظيفة تتناسب مع مؤهلاتهم، ويتم إحلالهم في وظائف ليس لهم بها من علاقة سوى الدخل الشهري. المهم، نعود إلى هلع المواطنين السعوديين على استثماراتهم في مصر وبحثهم عمن يطمئنهم، وهي استثمارات ضخمة في مجالات مختلفة فالتقرير الرسمي الصادر عن وزارة السياحة المصرية يقول: إن السعوديين يملكون أكثر من مليون و600 ألف شقة ووحدة سكنية في مصر، بين القاهرة والإسكندرية والساحل الشمالي، وأنهم يعدون أكبر جالية عربية مالكة للعقارات المحلية المصرية. هذا في الجانب العقاري بينما هناك استثمارات مالية ضخمة في مشاريع متعددة بما يعني أن هؤلاء الناس بحاجة إلى رسالة تطمئنهم بأي صورة كانت. وبالضرورة لن يجد هؤلاء المواطنون من يسألونه سوى سفارتهم هناك، إلا أن المتحدث الرسمي باسم السفارة كان فاقدا للياقة التعبير حين رد قائلا: «الحامي هو الله عز وجل، أنا لا أضمن حياتي أن أخرج للشارع وأعيش ساعة، فلا سمح الله قد تدهسني سيارة عابرة، فأمر العقارات لا بد أن نؤمن إيمانا جازما بأن الله هو المتكفل بحمايتها، وهو الذي يسير كل شيء». ونقول له نعم كلنا لا يضمن حياته ولذلك وجب علينا كتابة وصيتنا قبل أن (نفطس) لأن هناك آخرين يعنيهم ما نخلفه خلفنا ومن هنا جاءت مقولة (الحي أبقى من الميت) .. وإذا كان المتحدث لا يضمن نفسه فنحن لا نريد أن يضمنها ولكن نريد أن يضمن لنا أن السفارة تحركت في هذا الجانب لحماية وضمان حقوق مواطنيها.. أما قوله الذي صرح به للصحافة فهو قول من يقتعد مقعدا في الحراج ويصيح نبيع بضاعة (سكر في مويا).. وإذا أجزنا قوله هذا، فماذا يعني وجود سفارة في بلد من البلدان إن لم يكن همها الأول مصالح مواطنيها؟ فإن لم يضمن المتحدث الرسمي لسفارتنا في القاهرة عقارات المواطنين فماذا عن الاستثمارات الضخمة السعودية أليس لها ضمان أيضا أو بمعنى آخر ألا تدخل هذه من ضمن اهتمامات السفارة؟ نعلم أن السفارة لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يحدث للمواطنين هناك لكن التصريح الصحفي الذي تصدر الصحيفة البارحة الأولى يؤكد غياب الدبلوماسية في الحديث.. ولذلك هي نصيحة لكل سفاراتنا في الخارج: لاقيني ولا تغديني. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة