فتح القبول للطلبة في الجامعات دون الحصر على المنطقة الإدارية    «مسام» يشارك في ندوة جهود نزع الألغام في جنيف    زوار المسجد النبوي يغرسون أشجار الإيتكس وكف مريم    22.7 % نمو قطاع التأمين في المملكة خلال 2023    أمير جازان يرعى فعاليات مهرجان الحريد في النسخة 20    نائب أمير مكة يقف على غرفة المتابعة الأمنية لمحافظات المنطقة والمشاعر    إيقاف نشاط تطبيق لنقل الركاب لعدم التزامه بالأنظمة والاشتراطات    إطلاق اختبارات "نافس" في المدارس الابتدائية والمتوسطة    «الجوازات»: 41 مليون عملية إلكترونية لخدمة المستفيدين داخل السعودية وخارجها.. في 2023    مناقشة أثر بدائل العقوبات السالبة للحرية على ظاهرتي الاكتظاظ السجني    جراحة ناجحة تٌعيد الحركة لطفل مُصاب بالشلل الرباعي ببريدة    سعود بن طلال يرعى الاحتفال بانضمام الأحساء للشبكة العالمية لمدن التعلم باليونسكو    هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية بحائل تنظم حملة للإصحاح البيئي    أمير تبوك يستقبل أبناء علي بن رفاده البلوي    نائب أمير حائل يزور "مركز انتماء"للرعاية النهارية ويطلع على تقارير أعمال الأمانة    إيقاف 166 متهماً بقضايا فساد في 7 وزارات    حظر تكبيل المتهم عند القبض عليه    أمطار الرياض تروي أراضيها لليوم الثاني    ارتفاع أرباح مصرف الإنماء إلى 1.3 مليار    الذهبان الأصفر والأسود يواصلان التراجع    سمو محافظ الخرج يكرم المعلمة الدليمي بمناسبة فوزها بجائزة الأمير فيصل بن بندر للتميز والإبداع في دورتها الثانية 1445ه    «العالم الإسلامي»: بيان «كبار العلماء» يؤصل شرعاً لمعالجة سلوكيات مؤسفة    النصر والخليج.. صراع على بطاقة نهائي كأس الملك    سعود عبدالحميد: الطرد زاد من دوافعنا.. وهذا سر احتفالي    تغريم ترامب لازدرائه المحكمة والقاضي يهدّد بسجنه إن لم يرتدع    مصر: استدعاء داعية بعد اتهامه الفنانة ميار الببلاوي ب«الزنا»    نائب أمير مكة: مضامين بيان «كبار العلماء» تعظيم لاحترام الأنظمة    انهيار صفقة الاستحواذ على «التلغراف» و«سبيكتاتور»    5 فواكه تمنع انسداد الشرايين    خسرت 400 كلغ .. فأصبحت «عروسة بحر»    النشاط البدني يقلل خطر الاكتئاب بنسبة 23 %    أمير الرياض يستقبل ممثل الجامعات السعودية في سيجما    الأمم المتحدة تشيد بالدعم السعودي لمكافحة الإرهاب    فيصل بن نواف: دعم القيادة وراء كل نجاح    حق التعويض عن التسمّم الغذائي    نتانياهو: سندخل رفح «مع أو بدون» هدنة    طلاب تعليم جازان يستكشفون الأطباق الوطنية السعودية في معرض الطهي المتنقل    مجلس الوزراء: التحول الاقتصادي التاريخي رسخ مكانة المملكة كوجهة عالمية للاستثمار    في موسم واحد.. الهلال يُقصي الاتحاد من 4 بطولات    جيسوس يعلن سر غياب سلمان الفرج    بحث مع عباس وبلينكن تطورات غزة.. ولي العهد يؤكد وقوف المملكة الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني    في ختام الجولة من دوري" يلو".. ديربي ساخن في الشمال.. والباطن يستضيف النجمة    مرسم حر في «أسبوع البيئة»    الأساطير الحديثة.. نظريات المؤامرة    الانتماء والتعايش.. والوطن الذي يجمعنا    محمد عبده الأول.. فمن العاشر؟    في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. حلم باريس سان جيرمان يصطدم بقوة دورتموند    السعودية تنضم للتحالف العالمي للذكاء الاصطناعي    ازدواجية الغرب مرة أخرى    «جوجل» تطلق شبكة تعقب الهواتف    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج    ينجو من فكي دب بفضل احترافه الكاراتيه    تعزيز الأمن المائي والغذائي    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة "37 بحرية"    الهلال والأهلي في قمة مبكرة والاتحاد يلتقي الابتسام    إنقاذ حياة معتمر عراقي من جلطة قلبية حادة    أمير منطقة الباحة يشهد اتفاقية تعاون بين تجمع الباحة الصحي والجمعية السعودية الخيرية لمرضى ( كبدك )    وزير الدفاع يحتفي بخريجي كلية الملك فهد البحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السمنة تصيب 17 مليون مواطن بينهم 3 ملايين طفل

أدى تغير الأنماط الغذائية في المجتمع خلال الثلاثين سنة الماضية، واعتماد الأفراد على المأكولات المعلبة والجاهزة والسريعة، وتناول وجبات غذائية غنية بالدهون والشحوم، فضلا عن رواج سلع لها تأثيراتها السلبية على المدى الطويل، واستخدام أسمدة وتركيبات كيميائية في الخضراوات والفواكه والبيض والدواجن، أدى إلى أن يحمل الإنسان في جوفه العديد من الأمراض على المديين القريب والبعيد، حيث كل ما يحيط به من سلع ومواد غذائية لا يخلو من هرمونات وسرطانات وكيماويات.
دراسات .. وإحصائيات
بداية يوضح رئيس اللجنة الاستشارية لبرامج مدينة الطائف الصحية محمد يوسف العالي أن 89 في المائة من الأمراض الحديثة كالسكر والضغط والكوليسترول والسمنة والفشل الكلوي والسرطان، يكون النظام الغذائي هو السبب الرئيس فيها، وهذا ما تؤكده الكثير من الدراسات الطبية حول ذلك، مشيرا أن معظم تلك الأمراض الحديث هي ضريبة المدنية الحديثة، حيث العوامل النفسية ونمط الحياة وعدم ممارسة الرياضة، فيما يلعب النظام الغذائي الدور الأكبر في الإصابة بهذه الأمراض حيث انتشرت المأكولات السريعة المليئة بالزيوت والسكريات والمواد الحافظة، ويقابلها عدم الحركة.
وزاد العالي: أن الكثير من المواد الحافظة والملونات ومحسنات الأغذية الموجودة في المعلبات هي مسببات للسرطان والفشل الكلوي، مشيرا أن برنامج مدينة الطائف الصحية أحد البرامج التابعة لمنظمة الصحة العالمية الذي يلعب دورا كبيرا في هذا الجانب، حيث اضطلع بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية والأهلية بإنشاء العديد من مضامير المشي، وإزالة جميع المزارع غير النظامية والتي تعتمد على مياه المجاري في سقيا الخضروات.
وتشير إحصائيات حديثة إلى وجود ثلاثة ملايين طفل بدين، ما يضع المملكة في مقدمة دول منظمة الصحة العالمية من حيث السمنة، الأمر الذي نتج عنه ظهور كثير من الأمراض الحديثة، كالعجز الجنسي والسكر والضغط والكوليسترول والفشل الكلوي والسرطان، ما يدعو لتبني نظام غذائي صحي يعتمد على التغذية السليمة، ومكافحة السمنة وممارسة الرياضة واجتناب التدخين.
استراتيجيات وقائية
وأوضح مسؤول القطاع الصحي الأوسط في صحة منطقة الرياض الدكتور عبدالملك بن حسين الصبان أن نسبة المراجعين للمراكز الصحية الأولية في المنطقة تبلغ 85 في المائة، وأن المملكة تأتي في المرتبة الثانية في انتشار الأمراض المزمنة على مستوى الشرق الأوسط، وهذا المؤشر يدل دلالة مباشرة على التغيير المفاجئ في العادات الغذائية، وخاصة اعتماد الأفراد على الأغذية السريعة والأغذية المعلبة والجاهزة، وعدم ممارسة الرياضة أو الحركة بصورة دورية، وضعف الوعي الصحي وأن هذه الزيادة في انتشار الأمراض المزمنة غير المعدية تشكل ضغطا شديدا على قطاع الخدمات الصحية، بالإضافة إلى مضاعفة التكلفة، ما يدعو إلى التصدي لهذه الأمراض، وتبني الاستراتيجيات الوقائية للحد من الإصابات والمضاعفات الناتجة عن المرض.
العودة إلى الطبيعة
ومن جانبها ترجع خبيرة التغذية الدكتورة سها هاشم عبدالجواد عميدة كلية الأسرة والمشرفة على قسم الطالبات في جامعة طيبة في المدينة المنورة أسباب الإصابة بالأمراض المزمنة والمرتبطة بالأغذية، إلى الاجهاد التأكسدي الذي يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والشيخوخة المبكرة، فيما ينخفض نشاط مضادات الأكسدة مع تقدم العمر ويزداد إنتاج أنواع الأكسجين الفعالة، وقديما قال الطبيب اليوناني الشهير أبقراط «ليكن غداؤك دؤاك .. وعالجوا كل مريض بنباتات أرضه، فهي أجلب لشفائه»، مشيرة إلى أهمية العودة إلى الغذاء الطبيعي وزيادة الإقبال على العلاج باستهلاك الخضروات والفاكهة الطبيعية الخالية من المواد المصنعة والكيميائية والمواد الحافظة والمواد الملونة والآفات والتي تؤثر تأثيرا مباشرا على التركيب الكيميائي لهذه الأغذية.
وأوصت د.سها بأهمية استهلاك الأغذية من مصادر نباتية والعودة إلى غذاء الطبيعة، كما وجهت جميع الفئات العمرية المختلفة وخاصة فئة الشباب وصغار السن إلى الاهتمام بتناول الخضراوات والفاكهة وعصائرها من مصادرها الطبيعية وزيادة استهلاك الذرة، البطاطا، الخس، التفاح، والموز، وكذلك تناول الخضروات ذات اللون الأخضر الداكن، والحمضيات، والفاكهة ذات اللون الأصفر والبرتقالي لما لها من فائدة على جسم الإنسان في تلك الفترة العمرية.
فيما يتبنى الدكتور أسامة نور أخصائي أطفال في جدة مبدأ العودة للأغذية الطبيعية ومطالبة الأمهات بالعودة للمطبخ المنزلي قائلا إن من المؤلم أن نعايش بصورة يومية مشاهد وحالات نجد أن السبب الرئيسي في وجودها هو هذه الأغذية المصنعة أو المعلبة أو ما يسمى بالوجبات السريعة أو (الديليفري)، والمشكلة أن الجميع يدرك نتائج مثل هذه الأغذية ومع ذلك يقبل عليها أو يتساهل في تناولها، فعندما يتوجه الأب مثلا ويشتري (التشبسي)، ويترك لابنه العنان لكي يلتهما دون أن يكلف نفسه عناء قراءة البيانات التي تكتب على هذه الأكياس من وجود مكسبات طعم أو ألوان صناعية أو مواد كيماوية، مشيرا أن أكبر ضرر هو ما تتعرض له الكلى من مشاكل جراء وجود هذه المواد داخل الجسم، فيما يمتد الضرر لكل الأغذية التي ترتبط بالتصنيع سواء باستخدام البروتين الأنثوي في مسألة اللحوم البيضاء (الدجاج) أو حتى الأسمدة الكيماوية بالنسبة للفاكهة أو الخضار، ولعل البلوغ المبكر لدى الإناث وتأخر البلوغ لدى الذكور هو الشاهد على هذه النقطة بالذات، فضلا عن السمنة المفرطة ومشاكل المعدة وعسر الهضم وفقدان الشهية، مضيفا أن كافة المواد المصنعة والتي يتم تناولها مع مثل هذه الأغذية المعلب منها أو السريع أو حتى المجهز للأطفال، هي من المواد المسرطنة التي حذرت منها منظمة الصحة العالمية، ودعت للوجبة الصحية الكاملة، وخصوصا بالنسبة للطفل الذي لا يفترض أن يتناول في مراحل نموه المبكرة إلا الوجبات الصحية، داعيا إلى العودة للغذاء الطبيعي، ومحذرا كل ربة منزل في الوقت نفسه من أن تعطي طفلها أو بيتها أي وجبة جاهزة الإعداد أو تناول الأغذية السريعة، بل تعد وجبة زوجها ووجبة أطفالها من المطبخ.
التوعية .. والطب الوقائي
وكشف عضو هيئة التدريس في جامعة الدمام والمشرف على مكتبة الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع في المنطقة الشرقية الدكتور عبدالله بن سرور الجودي أن نسبة مرضى السكر لدى الرجال أكثر من النساء، مشيرا إلى أن نسبة السمنة في المملكة قد تصل إلى 70 بالمائة، مرجعا سبب ذلك إلى الغذاء غير الصحي في بعض الأعمار، مؤكدا أن 90 في المائة من دول الخليج بما فيها المملكة تركز على العلاج أكثر من الوقاية، وهذا مؤشر سلبي في حد ذاته.
وأضاف الجودي أن الإحصائيات الأخيرة تدل على أن نسبة المصابين بمرض السكري لمن تجاوزوا سن الثلاثين حوالى 25 في المائة ومن هم فوق الخمسة عشر عاما حوالى 18 في المائة، وذلك في آخر دراسة لوزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض.
وزاد إن هذا يدل على تفاقم حجم المشكلة لدينا، والحل من وجهة نظره يكمن في تعاون القطاعات الأخرى والمطالبة بفتح الأندية الرياضية لممارسة الرياضة لأن 95 في المائة من المصابين بمرض السكري هو من النوع الثاني، وخمسة في المائة فقط مصابون بالنوع الأول، والذي يرجح لأسباب وراثية.
وألمح إلى مقولة انشتاين: «العقل الذي صنع المشكلة ليس العقل الذي يحل المشكلة» في إشارة منه إلى أن أكثر العاملين في المجال الصحي هم من الأطباء الذين تدربوا في المستشفيات وتفكيرهم منصب على علاج المريض، مرجعا سبب تفكيرهم هذا إلى أن كليات الطب لا تدرس الطب الوقائي من جهة ولا توجد زمالة في المملكة في الطب الوقائي من جهة أخرى، موضحا أن ملايين الريالات تنفق لبناء المستشفيات ولا ينفق نصفها على برامج التوعية والوقاية، مستشهدا بضعف الرعاية الصحية الأولية، مطالبا في سياق حديثه بتغير نظرة القادة الصحيين في المملكة للمرض، وإلا لن يتغير شيء وسيزداد حجم المشكلة.
مرض السكر
ومن جهته، دعا استشاري السكر والغدد الصماء في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر الأستاذ المساعد في جامعة الدمام الدكتور وليد البكر، إلى الدقة في الإحصائيات من الصحة لأن الأرقام لا تعكس حجم المشكلة، متوقعا الارتفاع في الأرقام والإحصائيات خلال السنوات المقبلة، فبدلا من أن يصاب ربع السكان بداء السكري يتضاعف هذا الرقم ليشمل النصف، إن لم نبادر بإيجاد برامج وقاية وتثقيف بأهمية الكشف المبكر لمرض السكر والحد من المضاعفات الصحية له والتي تزيد تكاليف علاج المريض الواحد، بالإضافة إلى تكاليف غسيل الكلى وعلاج العين والقلب والسمنة والبتر، مؤكدا أن في إنشاء مراكز متخصصة لعلاج السكري تعنى باكتشافه مبكرا قبل حصول المضاعفات وكذلك التوعية الإعلامية المصاحبة يكمن الحل.
المملكة الأولى
وأوضح أخصائي التغذية في مستشفى أرامكو السعودية الدكتور باسم فوتا رئيس وحدة التثقيف الصحي في جمعية السكر السعودية أن مرض السكري ومضاعفاته يشكل خطرا على صحة بلدان العالم حيث تشير التقديرات لعام 2010 إلى أن عدد المصابين بالسكري يتجاوز 285 مليون نسمة في العالم، فيما شهد عام 2005 وفاة نحو 1.1 مليون نسمة بسبب السكري، وأضاف أن نصف الوفيات تقريبا من الفئة التي تقل أعمارها عن 70 عاما، كما تسجل نسبة وفيات النساء 55 في المائة من إجمالي تلك الوفيات، مشيرا إلى أن توقعات منظمة الصحة العالمية تفيد بأن وفيات السكري ستتضاعف في الفترة بين عامي 2005 2030 م.
وأبان أن الإحصائيات المعلنة تعتبر مخيفة ومقلقة، مستدركا أن التوعية الصحية والتثقيفية يمكن أن تقي من المرض أو تؤخر ظهوره من خلال دعوة الأفراد إلى تبني نمط حياة صحية معتمدة على التغذية السليمة ومكافحة السمنة وممارسة الرياضة واجتناب التدخين للتقليل من خطر الإصابة وتضمن سلامة أفراد المجتمع.
وأضاف أن الاستثمار في تبني أسلوب حياة صحي يقي من الإصابة بالسكري من 7090 في المائة، واتخاذ أسلوب حياة صحي بموازاة الأدوية، يساعد المصابين بالسكري في ضبط السكر بالجسم بنسبة 80 في المائة، محذرا من الزيادة المضطردة في السمنة لدى الأطفال بالمملكة حيث تشير الإحصائيات الأخيرة إلى وجود ثلاثة ملايين طفل بدين، وأن المملكة من أول دول منظمة الصحة العالمية في السمنة بالنسبة للرجال والنساء. وتوقع فوتا انفجارا في نسبة المصابين بالسكري على مستوى المملكة، إذا لم تسارع الجهات المعنية بالوقوف بحزم لمواجهة هذا الخطر خلال الخمس السنوات أو العشر القادمة، مستشهدا بأنه قبل 25 عاما كانت نسبة مرضى السكر بالمملكة حوالى ثلاثة في المائة، وزادت خلال العشرين سنة الماضية إلى أن تجاوزت 28 في المائة.
تغيير الأنماط الغذائية
وقال فوتا إن سبب زيادة البدانة في المملكة يرجع إلى ظهور تغييرات في الأنماط الغذائية في المجتمع خلال الثلاثين سنة الماضية بشكليها الكمي والنوعي، وزيادة تناول الدهون والشحوم في الوجبات الغذائية حاليا بنحو أربعة أضعاف ما كانت عليه في الماضي، الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة معدلات السمنة عند الفرد.
المعدة بيت الداء
وينبه الدكتور محمد الغامدي إخصائي الأمراض المعدية في أبها: يجب ألا نعمم فكرة وجود نوعين من الأغذية وتقسيمها إلى ضار وغير ضار، فالغذاء كله ضار إذا زاد عن حده، فالمعدة بيت الداء كما قيل قديما، وإذا نظرنا للغذاء من هذه الزاوية، فسندرك أن الإفراط في تناول الطعام يجعل كل مفيد ضارا، وعندما يوصي الأطباء بالإكثار من تناول غذاء معين، فإن الهدف يكون تعويض الفيتامينات، والإكثار هنا يقصد تناول طعام معين باستمرار وليس تناوله دفعة واحدة، وفي مقدمة الأغذية المضرة سلبا الأغذية التي تحوي كميات كبيرة من السكريات نظرا لتسببها في الضغط على الغدة التي تفرز الأنسولين، وبالتالي نقص هذه المادة وهي الوقود الذي يتم بواسطته حرق ما يفيض عن حاجة الإنسان من السكر، ويزداد تأثير الأغذية التي تحوي السكريات كلما زادت نسبة السكر فيها وكان مصنعا، مشيرا أن معظم محلاتنا تعج بمثل هذه النوعية من الغذاء، خاصة أن ارتفاع نسبة المواد السكرية في المواد الغذائية يعد وسيلة لترويج السلعة، والأمثلة على هذه النوعية كثيرة فيكفي أن تلقي نظرة على أي محل للمواد الغذائية لندرك على الفور أن ما يعرض من الحلويات والشكولاتة والبسكويت يدعو للمرض بقدر ما يشجع على تناولها.
ويتفق مع الرأي السابق، محمد الأحمري إخصائي تغذية في أبها الذي يرى أن كل الطعام ليس آمنا إلا ما كان طبيعيا ونباتيا، أما البقية التي تدخل الصناعة في إنتاجه أو أسهمت فيه بأي شكل من الأشكال، كالتسمين أو إضافة مواد صناعية لتحسين نكهته أو لونه أو رائحته فإنها ضارة، لافتا أن الألبان ومنتجاتها والتي يعتبرها الإنسان مفيدة وذات قيمة غذائية عالية، لا تخلو من وجود المواد المضرة أيضا، ويعود ذلك إلى المستويات العالية التي يمكن أن تحتويها هذه المنتجات من البكتيريا الضارة المعروفة ب«لستيريا»، وهذه البكتيريا يمكن أن تسبب لدى النساء الحوامل الإجهاض أو ولادة الطفل ميتا، وقد تصيب الجنين بتوعكات مرضية قد تورث عيوبا تشريحية، مشيرا إلى أن هناك آثارا جانبية لبعض الأطعمة على أشخاص معينين، ولكنها قد تكون مفيدة لغيرهم، ومن هنا ندرك أن تفاعل الجسم مع نوعية الطعام تقوم على معرفة فصيلة الدم، وتحديد نوعية الطعام المفيد والمضر لكل جسم وهو ما يدعو إلى ضرورة أخذ الاستشارة الغذائية خلال الحمل من المختصين بشؤون التغذية، وعدم الاعتماد على الأقاويل الشائعة.
نظام غذائي خاطئ
ويؤكد الدكتور محمد صلاح طبيب لدى مركز علاج في جدة أن النظام الغذائي المتبع في المملكة خاطئ في كثير من الأحيان، والدليل أن أغلب من يراجعون المركز لدينا شباب يتبعون نظاما غذائيا خاطئا ينتج عنه كثير من المشاكل الصحية مستقبلا، كالضعف الجنسي وهو أخطر مرض يمكن أن يصادف الشباب في بداية حياتهم خاصة المقبلين على الزواج، ودائما ما يصاحب الضعف الجنسي العقم فهو يضعف من الحيوانات المنوية، موضحا أن ذلك يشمل جميع الفئات العمرية وكلا الجنسين ولكن الأكثر عرضة للضعف الجنسي هم الرجال، كما أن مفهوم الرفاهية الذي يعتبره الشاب راحة للبدن، لا يعلم أن جلوسه أمام شاشات الحاسب الآلي والتلفاز والأكل مما لذ وطاب، دون مراعاة لجسده وحرمانه من ممارسة الرياضة وتنظيم وجباته، له تأثير خطير على المدى القصير ومضر للصحة هذا، فضلا عن أن الكثير من الأكل يدخل في صناعته المواد الكيميائية والمعلبات والوجبات السريعة، مشيرا إلى أنه قد لاحظ أن الكثيرين يأكلون وجبة تعتبر رئيسية وبشكل يومي وعلى مدار العام، وهي (الكبسة باللحم) وكما معلوم أن الرز يحتوي على كثير من النشويات ويقابله اللحم الذي يحتوي بدوره على الكثير من البروتينات، وهذان العنصران يصعب امتصاصهما وهضمها في وقت قصير وأخذ الجسم الفائدة المرجوة منهما، فبدلا من أن يكون الطعام في هذه الحالة مفيدا تنعكس الصورة ويصبح مضرا وهذه كارثة لابد من الحرص والتنبه إليها، وعلى كل ولي أمر أن يتنبه لما يأكله طفله ولا يتركه لعاطفته الأبوية في تناول كل ما تشتهي نفسه.
مواد مسرطنة
ومن واقع تجربته العملية، يشير محمد جميل صيدلي في جدة أن أغلب المقبلين على شراء الأدوية الخاصة بالمقويات الجنسية هم من الشباب في الفئة العمرية ما بين(25 30 عاما)، وبالذات في ليلة الدخلة، بينما تحتل الفئة العمرية من (40 50 عاما)المرتبة الثالثة، لافتا أن المسألة بحاجة لبحث ودراسة فمثل هذه الأدوية والمرخص لها أصلا لم توضع، إلا لمن يعانون من أمراض أو ضعف جنسي، وكان المتوقع ألا يقدم على تناولها إلا من صنفوا بذلك لكن الواقع أن المسألة صارت ترتبط بالشباب والذين هم في عمر ونمو جسماني من المفترض معه ألا يفكروا في مثل هذه الأدوية!
احذروا البقالات
ومن جانبه أشار مدير عام التراخيص والرقابة التجارية في أمانة بلدية جدة بشير أبو نجم، أن منتجات المواد الغذائية المصنعة في المملكة مبنية جميعها على المواصفات القياسية السعودية والخليجية، فيما تتولى هيئة الغذاء والدواء فحص المواد الغذائية المستوردة للتأكد من مطابقتها للمواصفات السعودية وفي حالة وجود أي مخالفات يتم منعها من الدخول، مشيرا إلى أن المخالفات هي التي تصنع في داخل الشقق السكنية، موضحا أن البقالات الصغيرة احتمالية غش المنتجات الغذائية بها وارد.
تجهيز خاطىء
وقال خالد الحداد أحد المهتمين بصحة غذاء الإنسان، أن أسلوب حياتنا غير صحي، نتيجة تناول أطعمة طرق تجهيزها خاطئ، وبعض المنتجات الزراعية معالجة بالأسمدة الكيميائية.
وإلى ذلك يؤكد مدير الشؤون الزراعة في منطقة مكة المكرمة المهندس محمود أحمد أنه تم تطبيق مخالفات على ثلاثة مشاريع دواجن والرفع بها إلى الوزارة التي حددت العقوبة، مشيرا أن هناك متابعة مستمرة لمزارع الدواجن عن طريق الأمن الوقائي في الوزارة للتأكد من مدى التزامها بالشروط الصحية، وفي حالة وجود مخالفة فأنه يطبق بحقها العقوبة اللازمة، إلى جانب لجنة تعمل على سحب عينات من الهرمونات بالتنسيق مع عدة جهات، ولجنة لإزالة المزارع التي تروى بمياه الصرف الصحي في كل من مكة وجدة والطائف، فيما تضطلع الوزارة بتوعية المزارعين بخطورة المبيدات الحشرية.
وهذا ما يؤكده أيضا المتحدث باسم أمانة الطائف إسماعيل إبراهيم الذي قال إن الأمانة أزالت ضمن لجنة مكونة من محافظ الطائف، مزارع كانت تغذي محاصيلها بمياه الصرف الصحي، وخاصة تلك التي كانت في وادي العرج، وفي شمال الطائف، وفي منطقة الحوية، مشيرا أن هناك رقابة على المواد الغذائية التي تصل للبقالات من الخارج من قبل هيئة المواصفات والمقاييس، وتحليلها من قبل صحة البيئة، والوقاية الصحية، مشددا على أهمية التركيز على الورقيات من الخضروات كالكزبرة والخس والجرجير والملوخية، وغسلها وتنظيفها تفاديا لأضرارها الصحية، فيما لو تم أكلها مباشرة بدون غسيل أو تنظيف.
ومن جانبه أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في فرع وزارة الزراعة في المدينة المنورة محمد قاسم أن إدارته تشرف على أكثر من 13 ألف مزرعة وتطلع على أنشطة تلك المزارع وتقدم كافة الإمكانيات اللازمة لأداء دورها على أكمل وجه، مشيرا إلى رش تلك المزارع بواسطة فنيين ومشرفين من المديرية وتنفيذ حملات تثقيفية لمحاربة آثار سوس النخيل وأمراض الطماطم وغيرها من الآفات التي تتعرض لها المزارع ومتابعتها بما يكفل سلامة الصحة العامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.