تقف المرأة بين اختيارين ناريين عندما تفكر في الكتابة، فهي تكتب ولكنها ترى أن «الكتابة مخيفة دائما لأنها تأخذ لنا موعدا مع كل الأشياء التي نخاف أن نواجهها، أو نتعمق في فهمها» هذا ما أحست به (أحلام مستغانمي) تجاه الحرف، رعب دائم لمواجهة الخفي الأعمق داخل نفس شفافة محاصرة محاسبة حتى على الهمس وتأويلات تفتح أبواب الجحيم! فالكتابة رغبة وشوق دائم لكسر ذلك الطوق، والرغبة في انعتاق تلك الكينونة والانطلاق بها نحو الحرية، كمطلب إنساني، ولكنها في حق المرأة تمرد، فكيف إذا تكاتف ذلك التمرد مع الكتابة؟ ذلك الفعل الوجودي المقاوم للنسيان. تعبر (لطيفة الزيات) عن ذلك بقولها «كانت الكتابة بالنسبة لي، على تعدد مقاصدها، فعلا من أفعال الحرية، ووسيلة من وسائلي لإعادة صياغة ذاتي ومجتمعي، وإن تعددت في ظل الإطار ذاته أوجه الحرية التي مارستها في الكتابة «فالرعشة التي تعانق تلك النفس وهي ترسم الحروف رغبة ورهبة تقودها إلى التفكير في طرق النجاة لها من شبهات واتهامات مريضة لا توصلها في أفضل الأحوال إلا إلى الاختباء خلف اسم مستعار، أو تقلد الصمت و«لأننا نتقن الصمت حملونا وزر النوايا» كما عانت منه (غادة السمان)! فالمرأة ذات وزر دائما وبيدها تختار، إما الموت كتابة أو تحمل الوزر صمتا؟ وبأيهما تلفه حول رقبتها إن ارتضت الكتابة للوجود أو الصمت للعدم؟ وقد حسمت أمنا (شهرزاد) النتيجة منذ زمن، عندما كان البوح والكلام والقص طريق النجاة الوحيد لها من (شهريار) الذي غلبت عليه شهوة الاستماع على شهوة القتل، فكان أن أعطاها صك عتقها نتيجة ثرثرة أوصلتها للخروج من القمقم والفوز بالحياة! لتأتي بناتها وحفيداتها الآن ليواصلن ما بدأته أمهن ويستمر السرد والحكي لمواجهة الإلغاء والإقصاء، وهي سنة شهرزادية رأت أن للصمت خطاياه أيضا!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة