منذ خمس سنوات حل للسكن في حينا، ومنذ سكنه بيننا لا يكاد يمر يوما علينا إلا ونسمع صرخات أطفاله الصغار وعلو أصوات أبنائه الكبار رغم محاولات بعض كبار السن في ثنيه وتفهيمه أن تربية الأبناء لا تعتمد على العنف والتعنيف، ورغم كل تلك الجهود التي يبذلها كبار السن مع هذا الجار إلا أنه مستمر في عنفه ضد أبنائه وليته يتوقف عند هذا الحد، بل عنفه وصل إلى طريقة مخاطبته مع الآخرين داخل الحي، وانعكس ما يعانيه أطفاله على علاقتهم مع بقية أطفال الحي، أصبحوا عنيفين معهم وكثيري المشاجرات معهم. كيف نتعامل مع هذا العنف، وكيف نتصدى للعنف الذي بات واضحا في تعاملات بعضنا البعض مها الطائف أضم صوتي إلى صوتك وقد كتبت في هذا الشأن أكثر من مرة وأقصد هنا موضوع العنف الأسري، وأرى أن اعتماد مادة دراسية أساسية في المدارس أمر مهم جدا، ولكنه لا يكفي وحده، ولابد من التفكير في إحداث تغيير حقيقي في فكر الذين يمارسون العنف ويستندون في ذلك إلى مسوغات شرعية الشرع منها براء، ذلك أن العنف لا ينحصر في الضرب والكي والحبس والسجن، بل يندرج تحته الكثير من الأساليب المستخدمة من قبل بعض الآباء والأمهات، ويبدو أن العنف ينسحب على جميع أفراد الأسرة في بعض الأحيان، فهناك زوجات يتعرضن للعنف، كما أن هناك أزواجا يتعرضون للعنف، وهناك آباء وأمهات وأبناء وبنات يتعرضون جميعا للعنف، ولابد من الإسراع في وضع كل القوانين اللازمة لدرء هذا العنف عن كل من يقع عليه، سواء كان داخل الأسرة أو خارجها. إن مجتمعا مسلما مثل مجتمعنا ينبغي أن يكون قدوة لكل المجتمعات، وعليه فإن ما يقوم به مجلس الشورى من إجراءات لسن القوانين التي تكفل حماية جميع أفراد المجتمع إنما هو جهد مشكور ومقدر ويحتاج إلى دعم الجميع، ولابد من المثابرة في هذا الاتجاه حتى يتمكن المجتمع من وضع كل ما من شأنه أن يساهم في حماية أفراده.