طبعا لم يعد لنا في المجال الرياضي سوى الاختصام على (فتات العيش) بعد خسارتنا للخطوة الأخيرة التي توصل إلى جنوب أفريقيا. وسمعنا أن الاتحاد السعودي سوف يفتح الملفات ويبحث عن الأسباب التي أدت إلى التراجع الرياضي في بلادنا. كان سمعا شبيها بالجعجعة التي لا تورث طحينا أو عجينا. المهم أننا لملمنا جراحنا وأصبح همنا الدوري السعودي الذي احتفى بعشرات اللاعبين المحترفين في خانتي الوسط والهجوم مما ينذر بافتقار الأندية إلى المهاجمين وصانعي الألعاب المحليين، ويبدو أن هذا الافتقار الذي سيكون محصلة هوس استقدام اللاعبين المحترفين لن تظهر عواقبه إلا متأخرة، وعندها سنطالب بفتح الملفات القديمة والجديدة، ولن تفتح. وكما لم يتنبه إلى شراهة الأندية لحصد البطولات على حساب المنتخب، حيث لم يعد هناك تفريخ للاعبين محليين مهمين في مركزي الهجوم والوسط، انتقل نفس الداء إلى إسقاط الحكم المحلي من خلال إسقاط الثقة به واستقدام حكام من خارج الحدود. هذه الخطوة التي تساهلت معها (أيضا) الرئاسة العامة لرعاية الشباب أوجدت عندنا فراغا في الجانب التحكيمي، فبعد أن كان الحكم السعودي حاضرا في الدوري المحلي بقوة، ومن خلال هذا الحضور يشارك في المحافل العربية والعالمية، أصبح مثله مثل (الاستبنة) داخليا، أما خارجيا فقد فقد الثقة به لكون بلاده أسقطت منه الثقة، ومن باب أولى ألا يكون محل ثقة حتى في دوري جزر القمر. هذه الأخطاء (عدم تفريخ اللاعبين المحليين وعزل الحكم المحلي عن المباريات المهمة) هي إشارات صارخة إلى أننا نتراجع في المجال الرياضي من غير أن يصحح الرياضيون هذه الأخطاء. وكل جهة رياضية تحولت إلى جمهور يعنيه الكأس أو الدوري بأي مبلغ كان، بينما مستقبل الرياضة أو كرة القدم بالتحديد ليس مهما. ولو جئنا إلى تساهل الرئاسة العامة للشباب مع مطالبات الأندية (والكبيرة تحديدا) بجلب حكام أجانب سنجد أن هذا التساهل لم يأت بالثمار المرجوة من استقدام الحكام، حيث إن هؤلاء الحكام أقل مستوى من حكامنا المحليين، والسبب أن الدول التي تم التنسيق معها لا تدفع إلينا بحكام ممتازين وإنما تصدر لنا حكاما من الدرجة الثالثة أو الرابعة بينما الحكام المتميزين لا ترسلهم إلينا. فإذا كان الحكام بهذا المستوى، فمن باب أولى أن يعطى الحكم الوطني دور القيادة، وألا تكون حجج الأندية ضاغطة على الرئاسة في مقابل أن تخسر البلد حكامها من أجل جلب حكام من رفوف الملاعب الأوروبية. أعتقد أنه لا بد من الحزم وإعادة الثقة للحكم المحلي، فالأخطاء التي تصدر منه أقل بكثير من حكام المغلفات المرسلين إلينا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة