يترقب الناس حلول فصل الصيف من كل عام حيث يعد السفر والنشاط السياحي في وقتنا الحاضر من أبرز النشاطات الترويحية عن النفس مهما كانت مدة هذه الإجازة قصيرة كانت أم طويلة ؛ ونظراً لتفشي فيروس كورونا المستجد فقد بدأ العالم كمُدن تسكنها الأشباح حيث شاهدنا معالم سياحية خالية من السياح، ورحلات سفر مُلغاة ومطارات مغلقة، وطائرات مصفوفة كأسراب طيور حطت على مدارج المطارات إلى أجل غير مسمى فقد عطّل انتشار فيروس كورونا حركة السفر والسياحة في جميع دول العالم. وبنظرة تفاؤلية إلى السياحة الداخلية والتي تشهد نقلة نوعية إلى حدٍ ما مقارنة بما كان عليه الحال قبل بضع سنين فإننا بدأنا نراهن ونعول على الحركة السياحية الداخلية من خلال الترويج للمناطق السياحية في جميع مدن ومحافظات وطننا المعطاء وجذب عشاق المغامرات والسياحة البيئية التي يمكن أن توفر لهم سياحة آمنة من الأوبئة والأمراض والبحث عن أماكن الاستجمام التي تقلل رتابة الفراغ أثناء العطل والإجازات وخاصة في مثل هذه الظروف التي يمر بها العالم بأسره حيث تأتي الفرص دائماً من رحم المعاناة . ومن منطلق تشجيع السياحة الداخلية فإنه يجب التسويق للمناطق السياحية التي يزخر بها وطننا من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه وتقديم التسهيلات للمستثمرين في هذا القطاع وتهيئة المجتمع للتوجه لمثل هذه المناطق والاستمتاع بمقوماتها السياحية من خلال سياحة مستدامة على مدار العام مع ضرورة أن تكون السياحة الداخلية أقل تكلفة وأعلى جودة مما يبحث عنه السائح السعودي خارجياً . لذا فإن دورنا كمواطنين يكمن في تشجيع السياحة الداخلية والأنشطة الترفيهية الهادفة في المناطق السياحية، والعمل على الاستثمار في شركات الاستثمار السياحي والترويج لسياحة سعودية فريدة من نوعها في المنطقة والمساهمة في تحقيق أهداف وتوجهات استراتيجية تنمية السياحة في وطننا الغالي، واعتبار ذلك واجباً وطنيًا، وأحد روافد رؤية السعودية 2030، والتي تهدف إلى إعادة تحريك عجلة الاقتصاد وتقييم دور السياحة كضرورة ملحة كما يجب أن تشكل مرحلة ما بعد كورونا انطلاقة جديدة للسياحة الداخلية بالدرجة الأولى من حيث اكتمال المشاريع السياحية التي ستحقق بإذن الله تطلعات واحتياجات السائح السعودي والأجنبي . وأخيراً فأنني أوجه سؤالي إلى هيئة الترفيه ولجان التنشيط السياحي في مختلف مناطق المملكة ونحن في ظل أزمة كورونا وفي ظل تقفيل الرحلات الدولية بين مطارات العالم وتوجه جميع المواطنين والمقيمين للسياحة الداخلية فهل مدننا ومحافظاتنا السياحية قادرة على استيعاب العدد الذي كان يصيف خارج الحدود بالإضافة إلى محبي السياحة الداخلية أم أننا سنعيش صيفاً ساخنًا مادياً بارداً ترفيهياً وثقافياً ؟!!