أكد الكاتب في تاريخ الحضارات سلطان الموسى، أن الأساطير في حقيقتها لها معنى ومنهج ومدارس كاملة، وهي معتقدات للشعوب القديمة، مشيراً إلى أن كل الآثار الموجودة اليوم قامت على أساس أسطوري، وذلك خلال الندوة العلمية (تاريخ ومعتقدات) ضمن البرنامج الثقافي لمعرض المدينةالمنورة للكتاب 2022 الذي أقيم بمركز الملك سلمان الدولي للمعارض والمؤتمرات. وقال: "لولا الأساطير القديمة لما وجدت الأهرامات وأبو الهول، وبالمثل الحِجر في العلا، وغيرها من آثار العالم"، أخذاً الحضور في جولةٍ فكرية عن نشأة الحضارات وما سطره التاريخ، مُعرفاً بالأساطير؛ وفقاً للعالم البولندي برونيسلاف مالينوفسكي، إذ عرَّفها بأنها ركن أساسي من أركان الحضارة الإنسانية التي تعبّر عن معارف وتأملات الإنسان الأول وأخلاقه ومستويات علومه، كما تُنظم المعتقدات وتعززها وتصون المبادئ وتقومها وتضمن فاعلية الطقوس، وتنطوي على قوانين عملية لحماية الإنسان. وتناول الموسى نشأة الأساطير من خلال أربع نظريات؛ هي الطبيعية، التاريخية، الرمزية، والدينية، داعياً للتفريق بين الأسطورة والخُرافة، حيث إن المعيار الحقيقي للتفريق بينهما يكمن حول واقعية الحدث التاريخي، وتشترك الأسطورة مع الخرافة في الخوارق والمحسنات والأهداف وتختلف معها في معيار الواقعية، متناولاً أربعة أنواع للأساطير؛ تعليمية ووعظية وعلمية، إضافةً إلى أساطير الأبطال، كاشفاً أنه سيُعرِّف بالحضارة السعودية من خلال كتاب جديد. يذكر بأن الموسى عُرف عنه شغفه بتاريخ الحضارات وكتب فيا عدداً من المؤلفات، إضافةً إلى القصص القصيرة والروايات، حيث صدر له: أقْوَمُ قيلاً، تثريب، يوم المغفرة، والقصة القصيرة "كبيرة الورد"، ورواية "المرأة الكاملة".