في يحمل قربته المثقوبة يوميا , ويأخذ طريقه بين البئر وحقله ، عند البئر يسكب له الساقي في القربة ولا تمتلئ فهي تسرب الماء ومع الكثير من السكب يأخذ الفلاح قربته وفي طريقه إلى حقله تسرب القربة ما بها من ماء وعندما يصل للحقل يجد أن قربته قد فرغت وأن كل الماء الذي بها قد تم نثره في الطريق التي بدأت تنتعش نباتاتها السامّة ومع استمرار الفلاح بحمل قربته ومحاولة سقي حقله كانت اشجار الطريق واعشابها السامة تزداد خضرة ، حقله الذابل يطلب الماء ويرى الحقول حول حقله بدأت تثمر وحقله يعاني من ظمأ مما يجعله يكثر من مرات الذهاب إلى البئر ومع أن القربة المثقوبة لن تسقي الحقل يبقى مصراً على استخدامها ، وحتى الساقي حين يرى حال الحقل يزيد من حصته في الماء وبعد فترة وجد أن الحقل شبه ذابل وان الاعشاب والأشجار السامة بدأت تسد الطريق وتجتاح مساحات أكبر . وكلما زاد ظمأ حقله زاد نشاطه وزاد من استخدام الماء والذي يذهب للسميات التي تحاصر الحقل وتقف في طريقه، عندما يحصد الآخرون حقولهم لا ثمر في حقله ليحصده ، لذلك تم تشكيل لجان أربع لدراسة حال حقله وحال السقي والطريق والاعشاب والشجيرات السامة , واستمرت اللجنة في توصياتها بتغيير القربة بقربة أخرى ورغم ذلك اكتشفوا ان القربةالجديدة مثقوبة أيضاً , تكبر المشاكل مع زيادة اتساع رقعة الاشجار السامة و اعاقتها للطريق وكلما زادت عوائق الطريق انسكب الكثير من الماء وزاد انتعاشها ، ازاء ذلك كان الحل الذي رأته اللجان أن يستخدم قربة أكبر تحمل كمية ماء أكثر وللأسف كان ذلك يعطي اشجار الطريق المزيد من الماء . القضية اصبحت قضية الحقول جميعها مع زحف تلك الاشجار واجتياحها لحقولهم ، ولا حل لحقل ذبلت سنابله وتحول لغبار تذروه الريح وفي الطريق إليه اشجار سامة تجتاح الحقول , حينها فقط قرر الساقي أن يستمر السقي حتى لو لم يستطع أحد أن يتجاوز تلك الاشجار فليكن الماء حيث يصل وليترك مصير قرية كاملة للجوع ويستمر في صرف ماء ذلك الحقل لحيث يصل بدون أن تستطيع اللجان العمل أو الوصول حتى للحقل , كثيراً ما نبقي على ادوات اثبتت فشلها ونبقي قرب مثقوبة لا تكتفي مهما سكبنا فيها الماء ولا يصل منها شيء للحقول التي تثمر وتجعل الحياة تستمر وتكافح الاشجار السامة التي تعيق الطريق وتشرب كل الماء وكلما شربت زادت شراسة في اجتياح موارد الحياة ؛ فالحل ليس بزيادة كمية الماء ولا بجعل القربة أكبر الحل في استخدام قربة صالحة وازالة العوائق من الطريق. 1