حذر الشارع من الظلم ونهى عنه أشدّ النهى,فقال : اتقواالظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة " رواه مسلم وفى الحديث القدسي قال الله عز وجل" ياعبادى انى حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا" والظلم له صور كثيرة في واقع الناس, وعاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة, وعقوبته بالغة الأثر قد يعجلها الله لعبده وقد يؤخرها!!! والظالم في عذاب نفسي, وقلق دائم يطارده شؤم الظلم وان تظاهر بالفرح والسرور! ولا يزال ضميره يلاحقه ويؤنبه ولو بعد فوات السنين , ولا يُمكّن من التوبة والأنابه غالباً إلا بعد ذهاب أهل الحقوق وتفرقهم! وهذا كاف في الزجر عن الظلم ما يحصل للظالم في آخر أمره من الحسرة والندامة, والخوف من المثول بين يدي الجبار العادل يوم القيامة, وكم رأينا وشاهدنا الكثير من الظالمين الذين ندموا في آخر حياتهم وراحوا يبحثون....... ويسألون عمنّ يرخص لهم ويخرجهم من هذا المأزق الكبير !! وتتحدث الحكمة "نوم الظالم عبادة" , و قال أحد الشعراء عن الظلم : لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل وذكر الطرطوشي في كتابه "سراج الملوك": "أنه كان بصعيد مصر نخلة تحمل عشرة أرادب تمراً، ولم يكن في ذلك الزمان نخلة تحمل نصف ذلك، فغصبها السلطان، فلم تحمل في ذلك العام ولا تمرة واحدة". والظلم ظلمات في الآخرة، ونزع للبركات في الدنيا . أسأل أن يجنبنا وجميع إخواننا المسلمين الظلم، وأن يوفقنا للعدل والإنصاف، في الشدة والرخاء، والرضا والغضب، وأن يصلح الرعاة والرعية، وأن يؤمن المسلمين في أوطانهم، وأن لا يسلط عليهم عدواً من غير أنفسهم، وأن يقيهم شر أنفسهم .