مَن يتخذ مِن وضعه المالي السيئ حُجة؛ لكي يبتعدَ عن القراءة وعالم الكتب؛ فقد تُثبت له هذه القصة أنه على خطأ. ففي كولومبيا استغل "عامل نظافة" عَملَه في جَمع الكُتب- التي يُلقيها سُكان الأحياء الراقية بمدينته في القُمامة- لكي يقرأها، ثُمّ أسَّسَ بها (...)
أعجبني تقسيم الكاتب السعودي فاضل العماني للقراءة في أحد مقالاته إلى خمسة مستويات حسب الاهتمام، الذي يوليه لها القارئ، وحسب التركيز والفائدة منها. وقد رتب العماني هذه المستويات، كما جاء في صحيفة الرياض (3 فبراير 2021م)، تصاعديًّا كما يلي:
جاء في (...)
لا تنبع أهمية المكتبة المدرسية من كونها تتضمن نفائس الكتب ونوادرها، بل من كونها المحطة المعرفية الأولى خارج المنزل التي يمكن أن يشاهدها الطفل في حياته، ويتبلور من خلالها عشقه وتعلقه بعالم الكتب والقراءة؛ فبعد أن توضع البذرة الأولى لحب القراءة داخل (...)
تضطلع المكتبات المنزلية- ولا تزال- بأدوار مهمة جدًّا في حياة المجتمعات، وكان لها الأثر المحوري في بناء أجيال عديدة في المجتمعات الإنسانية منذ عصر الكتابة. فمنها تعلم وتخرج كبار العلماء والكتاب والفلاسفة والمفكرين، وفيها تفتقت الأفكار الخلاقة (...)
إذا كان تعميق الفهم المشترك لأحد النصوص بين أعضاء مجموعة من نوع ما هو الهدف، فإن القراءة الجماعية هي الأسلوب الأمثل لتحقيق ذلك الهدف. ويعود السبب في ذلك إلى أن هذا النوع من القراءة، الذي يقوم على قراءة كتاب أو أي مادة مكتوبة بشكل مشترك بين مجموعة (...)
لم يحفِل بها أحد في حياتها، لكنها أصبحت بعد وفاتها رمزًا وطنيًّا لإنجلترا تقترب من مقام كاتبها الشهير ويليام شكسبير، حتى طبعت صور قصصها على طوابع البريد هناك. إنها الكاتبة الإنجليزية جين أوستن (1775-1817) التي حين كتبت روايتها الأولى (انطباعات أولى) (...)
قليلة جدًّا هي اللحظات التي يستطيع فيها أحدنا في هذه الأيام أن يختلي بنفسه، ويفكر في حاله وفي الكون، أو القيام بما يسمى التأمل (Meditation )؛ الذي يعرّف بأنه ممارسة عقلية إرادية، يقوم بها البعض؛ بهدف تهدئة العقل والجسم وتعزيز التركيز والوضوح الذهني، (...)
من يحاول قراءة المشهد الثقافي في العالم العربي، يلاحظ أن هناك ما يشبه الخصام بين الإنسان العربي والكتاب. فهذا الكائن المسالم رغم أنه صديق لا يخون كما أسماه الجاحظ، فإن شريحة كبيرة من العرب لا يطيقونه، أو لا يطيقون الاقتراب منه أبدًا، وهو سر الانخفاض (...)
يمكن عد القراءة هواية في بداية الانخراط بها، حين نتخير من الكتب؛ أسهلها عبارة وأسلسها أسلوبًا وأجملها غلافًا وشكلًا، لكننا عندما نتورط معها، فإنها سوف تصبح الأصل وما خلاها فرع واستثناء محدود. سوف نشتاق إليها كلما غادرناها، نحِنّ إليها في جميع (...)
كثيرة هي الصدمات التي يتعرض لها الإنسان في حياته كمًّا ونوعًا. ربما يتعافى من بعضها سريعًا، وربما لا يستطيع ذلك بسهولة، أو ربما لا يجد من يقف معه بشكل كاف، ما يجعله مكشوفًا أمامها وعرضة لنتائجها ومضاعفاتها.
وقد تكون الصدمات شخصية؛ كفقدان قريب أو (...)
إذا كانت كل صفحة تُقرأ هي بمنزلة طوبة تضاف إلى عقل القارئ، فإن مزيدًا من القراءة يعني مزيدًا من الطوب، ومزيدًا من البناء للعقول في زمن لا مكان فيه إلا للمتمكنين علميًّا ومعرفيًّا.
ليس القول بأن القراءة هي ما تبني عقول الأجيال أطفالًا صغارًا؛ فشبابًا (...)
لأن القراءة تعد أهم بوابة للمعرفة والوعي؛ فإنه كلما ازداد منسوبها، ازداد في مقابله الاطلاع أكثر على أحوال الناس الحقيقية في مختلف بقاع العالم، ومعرفة معاناة الضعفاء، والمشاكل والحروب التي تحصل فيه. كل هذا بدوره يزيد من منسوب الوعي الاجتماعي لدى (...)
لأن الغرور صفة مقيتة مرتبطة بشعور الشخص بالثقة المفرطة بالنفس أو الإعجاب بها، سواء كان ذلك مبنيًّا على حقيقة أو وهم، فإنها قد تكون معيقًا حقيقيًّا للتطور.
فكما أنه"من علم أنه علم فقد جهل"، فإنه في المقابل من يعتقد بأنه قد حقق من الإنجازات الكثير؛ (...)
لطالما كان الفضول خصلة طيبة عندما يتعلق الأمر بمعرفة ما يجري من حولنا من ظواهر طبيعية. فهو الذي يجعل الطفل يتعلم أبجديات الحياة والتعامل معها ومع كل ما يحيط به، وهو ما يجعل الناس في جميع الأعمار يتعلمون ويطورون من معارفهم وقدراتهم، وهو الذي أوصل (...)
يُعد رُهاب الشعر (Metrophobia) من الأنواع غير الشائعة للرُهاب؛ إذ ينحصر في عدد محدود من الأشخاص في بعض البلدان، ربما لأن المصابين به لم يكونوا يتحدثون عن ذلك، أو يحاولوا علاج أنفسهم. كما أنني لم أجد في قراءاتي أديبًا مشهورًا كان مصابًا به، رغم وجود (...)
يختلف رُهابُ الكتب عن مفهوم الخوف من الكتب في أن الثاني يعني مجرد الخوف من الأفكار التي تتضمنها دون أن يتحول ذلك إلى حالة مرضية هي التي تسمى حينها رُهاب الكتب أو فوبيا الكتب (bibliophobia).
ويتكون هذا المصطلح من شقين؛ الأول (biblio) ويعني كتاب، (...)
أغلب من يخاف الكتب، إنما يخاف من مضامينها التي تخالف ما يعتنقه من أفكار، أو من منظومة فكرية وثقافية شبّ عليها، أو اعتاد عليها زمنًا طويلًا. وربما يمكن إرجاع ذلك الخوف، إلى الضعف الداخلي الذي يشعر به الخائفون من تأثيرات هذه الكتب عليهم، أو على من (...)
حينما تولّى الشاعر والأديب عبد الله بن المعتز العباسي الخلافة في عام 909م، لم يلبث إلا يومًا وليلة حتى قُتل، قيل حينها إنه أدركته حِرفة الأدب! لأنه كان أديبًا، وهو مؤسس علم البديع، العلم المعني بتحسين أوجه الكلام. وهو أيضًا شاعر، ومن أشهر ما قال:
لا (...)
تتعدد وتتنوع مصادر المعرفة في كل زمان ومكان، غير مقتصرة على مجال واحد. فقد كانت البشرية في البداية- كما وصلنا- شفهية في تلقيها للمعرفة؛ تنتقل بينهم إما بالملاحظة، أو بالحديث أو بالتجربة. وتعدّ هذه الأساليب اليوم بدائية للغاية، وبطيئة لدرجة كبيرة، (...)
اختلف الناس عبر العصور في نظرتهم إلى سرقة الكتب؛ فمنهم من يعدها سرقة مكتملة الأركان، ومن يعدها سرقة بيضاء، وثالث لا يعدها سرقة على الإطلاق! وفي استعراض قصير لما ورد عن ذلك في بعض الكتب، يتبدى اختلاف النظرة إلى سارق الكتب من زمن لآخر، ومن مجتمع (...)
جاء في دراسة للعالم باسل برنشتاين، أن الحرمان المادي، يؤدي الى حرمان ثقافي، يتجلَّى في ضعف في القدرة على التواصل، واستخدام عبارات تفتقر الى المرونة، ويغلب عليها الطابع القمعي، متجسِّدة في أوامر ونواه ولوم وتحقير وتخجيل، مع عدم القدرة على التفكير (...)
يلحظ كثيرونَ على الكتاب ميلهم إلى الكتابة السوداوية الحزينة، وربما يعود ذلك إلى أنهم إنما يكتبون من أجل أن ينفِّسوا عن احتقان داخلي مليء بالحزن والأسى. يقول الكاتب والقاص السعودي أحمد الدويحي: "لو لم أكتب تلك المجموعة (مجموعة قصصية) في حينها لمسَّني (...)
هناكَ إيجابِيَّةٌ في الكتب الإلكترونيَّةِ وهي نَسْخُ ولَصْقُ بعضِ الفِقْراتِ أو الفِكَر وتخزينُها في ملفَّاتٍ خاصَّةٍ يمكِنُ الرُّجوع إلَيْها مستقبَلًا. هذهِ المَيْزَةُ يمكِنُ أنْ تكونَ بديلًا عنَ الخَرْبَشَةِ على الكُتُبِ، أو الاضطرار إلى كتابتها (...)
حين يقول الباري عزّ وجلّ: (فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)، فإنه بذلك يدعونا إلى أن نكون منفتحين على الاستماع إلى ما يقال، على أن يكون لدينا أذن ناقدة، تقوم بعملية فرز دقيقة لما نستمع إليه، ثم نختار (...)