جاء القرار التاريخي والحكيم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – بإصدار أمره الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية ليكون خطوة غير مسبوقة في كيان القيادة السعودية لبناء الجيل الثاني لتسلسل قيادة المسؤولية في هذه البلاد من أحفاد المؤسس - رحمه الله –. ومن المؤكد أن هذا القرار سوف يكون من أهم القرارات التاريخية التي ستحسب لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وما سيحسب له أيضاً - حفظه الله - أنه عند التأسيس لهذه المرحلة الجديدة من بناء جيل الأحفاد في تسلسل مسؤولية قيادة وتوجيه سياسة الدولة أنها كانت عبر شخصية قيادية متمكنة ومؤهلة، حيث أن اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز يمثل القرار الصائب والموفق، ذلك أن سموه جاء من خلفية مدعومة ومعززة بالخبرة القيادية وتحمل المسؤولية، تلك المسؤولية التي نمت وترعرعت في أعباء جهاز عني برعاية الشأن الداخلي أمنياً واجتماعياً وما يتصل بذلك خارجياً عبر وزارة الداخلية التي تعتبر من أهم المؤسسات السيادية في الدولة حيث قاد أهدافها وبرامجها المتنوعة والمتعددة إلى ما مكنها من أن تكون من أهم مؤسسات الدولة التي عنيت بحفظ الأمن الداخلي واستتبابه، وحمايته ومواجهة ومحاربة الإرهاب والتطرف ومخرجاته، ومواجهة ذلك الغزو الفكري المضلل الذي يستهدف عقول الشباب، يضاف إلى ذلك مواجهة هذه الحرب الشرسة التي تستهدف شباب الوطن عبر هذا الكم الهائل من شحنات المخدرات التي وقفت يقظة وفطنة وبسالة رجال الأمن من منسوبي وزارة الداخلية في وجهها، كل هذا النجاح في التعاطي مع تلك المسؤوليات الجسام كانت فرصة لصقل مواهب هذا الرجل وهي التي جعلته في عين ولي الأمر ليكون الشمعة الجديدة والمتقدة في مسار تسلسل المسؤولية القيادية لهذه البلاد. كفاءة واعتمادية لقد جاء القرار الحكيم لخادم الحرمين الشريفين ليؤكد من جديد أن الكفاءة الشخصية والاعتمادية تفرض نفسها في اختيار الأصلح والأفضل والأجدر، كما أن تداول سلطة المسؤولية في هذه البلاد منذ قيامها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله - كانت توضع دائماً في رقبة الأصلح من أبناء المؤسس بعيداً عن أي اعتبارات أخرى، هدف ذلك هو الحفاظ على هذا الكيان وتعزيزه وحمايته ورفعة شأنه، ومن هنا جاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – في اختيار سمو الأمير محمد بن نايف تأكيداً لهذا المبدأ ومنطلقاً من قناعاته -رعاه الله- بما يتوافر في شخصية هذا الأمير الشاب ليكون اللبنة الأولى لتأسيس الجيل الثاني من القيادة السعودية من أحفاد المؤسس القادرين على تحمل المسؤولية والأمانة وتقرير الإرادة ورعاية شؤون الدولة والأمة، وحماية مرتكزات الدين والعقيدة في هذه البلاد، وحماية المقدسات والوطن وحماية مكتسباته، وتنمية وتطوير علاقاته مع محيطه العربي والإسلامي والدولي ورعاية شؤون المواطنين كهدف أول. الأمير محمد بن نايف خبرة قيادية تحملت مسؤولية كبيرة نهج المؤسس إننا حينما نستشرف الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وهو ينعى إلى الشعب فقيد الأمة الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – فقد أكد -حفظه الله- عبر مضامين تلك الكلمة نهجه وتوجهه في السير على خطى الملك المؤسس -رحمه الله- وهو بلا شك النهج القائم على تعزيز الحفاظ على هذه البلاد الطاهرة ومواصلة بنائها بكل معطيات ومقومات التطوير وفق منهاج العقيدة الإسلامية الراسخ، ولذلك لا يستغرب صدور هذا القرار بتعيين سمو الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد ومبايعته، ذلك أن هذا الاختيار وهذا القرار ينسجم مع هذا التوجه الذي أشار إليه وأكد عليه الملك سلمان بن عبدالعزيز في تلك الكلمة السامية، ولاشك أيضاً أن هذه الخطوة سوف تكون اللبنة الأولى لاستكمال تأسيس بناء الجيل الثاني لتسلسل مسؤولية قيادة البلاد، وهي بالفعل سوف تكون محفزاً لجميع أحفاد المؤسس ليكونوا دائماً ومن خلال مسؤولياتهم وإنجازاتهم لبنات أخرى ودماء جديدة تضخ في شرايين هذه المسؤولية القيادية لهذا الوطن الغالي. تأييد القرار إن مما يسر الخاطر ويثلج الصدر لدى كافة أبناء هذه البلاد الأوفياء، وكافة المحبين لهذا الوطن العزيز وقيادته، وما يعزز اللحمة الوطنية أن هذا القرار التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بتعيين سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء إضافة إلى مسؤولياته كوزير للداخلية قد وجد قبولاً وتأييدا كبيرا لدى أفراد الأسرة المالكة الكريمة وفقهم الله جميعاً، وقد جسّد ذلك ما شاهده الجميع من الإقبال الكبير على مبايعة سموه من آبائه وإخوانه أفراد الأسرة المالكة الكريمة، تقديراً منهم لكفاءته وما يتوفر لديه من قدرات وإمكانيات قيادية، وطاعة واستجابة لولي الأمر -حفظه الله- هذا إلى جانب الفرحة الغامرة لدى أفراد ومكونات المجتمع السعودي بهذا القرار وهذا التوجه الذي بعث الطمأنينة والسرور لدى الجميع، معتبرين أن وجود سمو الأمير محمد بن نايف في منظومة تسلسل المسؤولية لقيادة هذه البلاد يعتبر نوعا من ضخ الدم الجديدة في كيان وجسد هذه المسؤولية العظيمة وهذا الكيان الكبير. سائلين المولي القدير أن يعينه ويوفقه على تحمل هذه المسؤولية. في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه - وسمو ولي عهده الأمين النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وأن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها.