قامت الاديبة البريطانية»دوريس لسنج» الحائزة على نوبل لعام 2007 بارسال رواية بعنوان»مذكرات جار طيب» الى احد الناشرين واستخدمت اسما مستعارا هو «جان سومرز» وذكرت انها الرواية الاولى لها. ورد عليها الناشر معتذرا بعدم صلاحيتها للنشر, فكان ان ارسلتها لناشر آخر وتلقت نفس الرد. ثم أرسلتها لناشر ثالث علق عليها بقوله انها قريبة من أسلوب دوريس في شبابها, ووافق على نشرها, وحينئذ اعترفت له المؤلفة بالحقيقة وقرر الاثنان جعل جان سومرز مؤلفة ناجحة, وحين صدرت الرواية تجاهلها معظم النقاد, ونتيجة لذلك رفض الناشرون اصدارها في طبعة شعبية تتوفر للجميع. وحين اذيع الخبر في الاوساط الادبية احتدم النقاش بين المثقفين وعموم الناس حول ما حدث. وبرز سؤال مهم جدا»ما الذي نستخلصه من حكاية جان سومرز؟وكانت الاجابة: دور النشر عاجزة عن اكتشاف المواهب وتعتمد على الاسم لا الموهبة. وتطبق المقولة القائلة «انه لا ينجح الا النجاح, او كما يقولون الشهرة تجر الشهرة او المال يجلب المال, ومن جانب آخر فضحت هذه الحكاية النقاد الذين يخصصون مساحة كبيرة لنقد كتب المشاهير ويتجاهلون المبتدئين , الشهرة كما يقول فيلليني متعبة ومكلفة.اذ يتوجب عليك دفع بقشيش اكبر لانك مشهور, للحلاق او سائق التاكسي او نادل المطعم ,او تتهم بالبخل وتشوه سمعتك.كما أن عليك ان تتوقع الزوار وتقديم واجب الضيافة لهم دون تذمر. والناشرين والنقاد معا ليس لديهم بعد نظر ويتشابهان في التعالي وقصر النظر, وحسمت دوريس النقاش بقولها»ان شخصية جان منفصلة عنها وانها تدور في فلك مختلف. وانها أي دوريس اكثر موهبة من جان سومرز...وللشهرة فوائدها بالرغم من انها لا تجلب السعادة كما يقول البعض. اذ اعترف الممثل انتوني كوين انها أنقذته من الموت ذات مرة.فبينما كان يسير وحيدا ليلا في سنترال بارك في نيويورك شعر بحد السكين فوق رقبته,وعندما استدار لمواجهة الهجوم وجد شابين ملثمين.وما أن شاهدا وجهه حتى صاحا معتذرين :لم نكن نعرفك سامحنا.وانصرفا وهما يشعران بالخجل...والشهرة كما يقول فيلليني متعبة ومكلفة.اذ يتوجب عليك دفع بقشيش اكبر لانك مشهور, للحلاق او سائق التاكسي او نادل المطعم ,أو تتهم بالبخل وتشوه سمعتك.كما ان عليك ان تتوقع الزوار وتقديم واجب الضيافة لهم دون تذمر, وعانى تولستوي من الشهرة وكان عاجزا عن طرد عشرات الضيوف من بيته. ضيوف كانوا يأتون ليبدوا اعجابهم بكتاباته وينتهي الامر باقامتهم لأسابيع في منزله. ولا يقتصر الامر على تحمل نفقاتهم بل بتعطيله عن عمله.