شهدت بعض المناطق العربية، اعتصامات ومظاهرات وثورات، كان الدافع وراءها -كما يزعم أصحابها- الظلم والفساد الإداري والحكم بقوانين وضعية ظالمة من صنع الإنسان نفسه، وبعيداً عن الحكم على صحة تلك الادعاءات أو بطلانها، وبنظرة المراقب الغيور على مستقبل أُمتنا العربية، نلاحظ أن المتظاهرين خرجوا عن حدود هذا المسمّى إلى ما وراء حدود الشغب والمشاكسة والتخريب. وقد تبع ذلك دعوة قام بها جمعٌ يسير من بني جلدتنا بضرورة التعبير الجماعي عن الرأي على صورة التجمهر والتجمع في مملكتنا الحبيبة -حفظها الله من كل سوء-، لتغيير يريدونه، وإصلاح بنظرتهم يبتغونه. يدعو ديننا الإسلامي الحنيف إلى مبادئ الحوار والشورى والتناصح وغيرها من المبادئ الإنسانية السامية، وقد أكدت هيئة كبار العلماء على حرمة المظاهراتومما لا شك فيه إن إبداء الرأي لا يحتاج إلى تجمهر ولا صراخ، وإنما يفرض العقل ممارسة الطرق الصحيحة عبر القنوات الرسمية في إطار من الموضوعية والرويّه، حيث يدعو ديننا الإسلامي الحنيف إلى مبادئ الحوار والشورى والتناصح وغيرها من المبادئ الإنسانية السامية، وقد أكدت هيئة كبار العلماء على حرمة المظاهرات، ولزوم الأسلوب الشرعي الذي يجلب المصلحة ويدرأ المفسدة، ويلمس الجميع عمق التواصل بين القيادة في بلدنا والمواطنين على مختلف أطيافهم، فأبواب ولاة الأمر مفتوحة، ومجالسهم تستقبل الجميع، ومن لديه كلمة أو نصيحة أو مقترح أو غير ذلك، فما عليه سوى التوجه لتلك المجالس عبر أبوابها، كما أن القنوات الأخرى كمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ووسائل الإعلام، وغيرها من سبل التواصل تمثل امتداداً لتلك المجالس. إن الأمر في ديارنا مختلف تماماً، ولا يصح لمواطن عاقل أن يساوي بين ما يجري من حولنا وبين معطيات حياتنا؛ ودليلنا أن أرضاً حباها الخالق صفات وخصالاً لم يعطها بقعة على وجه المعمورة كلّها، ونظاماً حكم بكتاب الله وسنّة نبيّه. فقمّة هرمنا، وتاج رؤوسنا ملك تسمّى بلقب خادم الحرمين الشريفين، همّه خدمة الإسلام والمسلمين، وهاجسه رعاية أبناء المملكة وتوفير سبل العيش الكريم لهم. وخلاصة القول: مجتمعٌ متمسك بدينه، محافظ على عاداته وتقاليده الأصيلة، سيظّل يداً واحدةً متيقظاً لكّل من يريد به سوءاً، فقد حفظه الله ثم رعته قيادة حكيمة حرصت على مدّ جسور التواصل بين أبناء هذا البلد لما فيه الخير للجميع. [email protected]