ظل يكرر حتى آخر يوم في حياته : لا أطيق الكسل ولا الفراغ,لا أقدر على الجلوس دون أن أفعل شيئاً,لا بد أن أشغل نفسي بشيء له قيمة.أرسم أزرع أكتب,هذا طبعاً إلى جانب عملي كممثل,ينتابني الجنون لو بقيت بدون عمل مفيد. كان عاجزاً عن تحديد هدفه في الحياة ,بدأ مساحاً للأحذية ثم ملاكماً وانتهى ممثلاً أشبه بالأسطورة.وبين البداية والنهاية محطات من التشرد والضياع والألم والتردد.كان حلمه الأكبر أن يصبح مهندساً معمارياً وعبر عن حلمه بقوله»أريد أن أبني مدناً واسعة يستطيع الإنسان أن يتنفس فيها ,فنحن نعيش الآن في صناديق ,ونتحرك على الاسفلت,ولم يعد الإنسان قادراً على رؤية الشمس أو لمس التراب,ورغم ان اغلب البيوت استمرت مئات السنين وعاشت فيها أجيال وأجيال فإنني أعتقد أنها ليست المأوى الملائم للإنسان,وقد حلمت بتغيير مفاهيم الناس في المدن إزاء بيوتهم .وهي مفاهيم تؤكد أن غالبية البشر لا يعرفون كيف يعيشون. نحن نعيش في صناديق متشابهة تحاصرنا,جدران تعزلنا عن العالم,وأنا أشعر بالحيرة,لماذا يصر المرء على أن يقضي حياته داخل صندوق؟,بالرغم من انه سيقضي فترة طويلة جدا بعد وفاته في قبر مغلق» عاشق الحياة عرفه العالم العربي من خلال فيلمي الرسالة وعمر المختار,وهو»انتوني كوين» الذي ارتبط بعشرات النساء وأنجب 13 ابنا وابنة.ولم يخجل من الاعتراف بأنه كان يقبل بعض الادوار لحاجته للمال لا من أجله ولكن من اجل عائلته,فهم يحبون الراحة وذلك يكلف غالياً ,أحب التمثيل حباً وصل لدرجة الهوس «أحب ان أعيش ولذلك أمثل,وأحب أن امثل ولذلك أعيش.وأستمد من هذا الحب قدرتي على الحياة»وفي فصل آخر من سيرته التي كتبها بنفسه وظهرت بعنوان»الخطيئة الاصلية»يقول الممثل الاسطورة: حياتي كممثل كانت طويلة..عبرت خلالها مراحل العمر المختلفة حتى الخمسينيات ثم الستينات والسبعينات ودلفت الى الثمانينيات..وخلال سنوات ما بعد السبعين ,أصابني القلق من أن يكون الوهن قد أصاب عضلاتي الفنية.أن التقدم في السن شيء تعس بالنسبة للمثل على وجه الخصوص,وربما يعني له ما أكبر من التوقف عن العطاء.لذلك فإن ما فعلته كان بمثابة عملية احلال مبعثها اصراري على ان السينما لا يمكن أن تسمح بتقدمي في العمر الى مرحلة الشيخوخة ما دمت قادراً على أن أعطيها وأن أعطي حياتي شيئاً آخر,وهكذا بدأت أرسم مرة اخرى,ووضعت أدوات الرسم في كل مكان أتواجد فيه.بما في ذلك مواقع التصوير,وكان هدفي هو ملء الساعات الطويلة غير المثمرة التي كنت أقضيها بين المشهد والآخر.لقد قال بيكاسو ذات يوم ,إن الانسان يحتاج لشخصين بداخله حتى يصبح رساما,الاول لكي يرسم والثاني ليخبره متى يتوقف عن الرسم....وما لا يعرفه الكثيرون: ان انتوني كوين الى جانب شهرته كممثل ورسام ونحات كان كاتباً .ترجم الجزء الاول من سيرة حياته الى 12 لغة وحقق نجاحا كبيرا.وكذلك الجزء الثاني من السيرة «الغروب المفاجئ»وله كتاب شيق عن الزهور.وله روايات ايضا.وظل يكرر حتى آخر يوم في حياته:لا أطيق الكسل ولا الفراغ,لا أقدر على الجلوس دون أن أفعل شيئا,لا بد ان أشغل نفسي بشيء له قيمة.أرسم أزرع أكتب,هذا طبعا الى جانب عملي كممثل,ينتابني الجنون لو بقيت بدون عمل مفيد.أشعر بأنني جثة هامدة.وبهذا أقاوم دائما الكسل والفراغ.