لم تكن فكرة عابرة كالعديد من الأفكار عندما توقفت سارة الجبيلان ابنة العشرين عاما عند أجهزة الألعاب الثلاثية الأبعاد، التي ألهمتها لعمل طوق يساعد في تشخيص الحالة المرضية والصحية والنفسية لذوي الإعاقة الفكرية الشديدة، لتسجل بعدها الفكرة للحصول على براءة اختراع، وذلك لضمان حقوقها محليا ودوليا. فكرة الاختراع وعن فكرة الاختراع، أوضحت الجبيلان ل«اليوم» أنه عبارة عن طوق يوضع على الرأس، مزود بحساسات متوزعة على مناطق معينة في الرأس تقوم بالتقاط الإشارات العصبية، تُرسل بعدها بشكل لا سلكياً عبر تطبيق مرتبط بالهاتف لتظهر بشكل نص مقروء، لمعرفة الحاله النفسية والصحية من معدل نبضات القلب ودرجة الحرارة وإمكانية متابعتها باستمرار، إضافة إلى طرق التعامل معه بشكل مُلائم بزمنٍ وجيز وبكفاءة عالية، لتتيح مراقبة الحالة عن بُعد بواسطة التطبيق، الذي يستطيع الاتصال بأقرب مستشفى وفق نظام ال «GPS» في حال حدوث حالات خطرة للمريض، إذ يقوم التطبيق بإرسال إشارات عبر الشبكة للإسعاف للوصول إليه بزمن قياسي تفادياً من تضاعف الحالة. مصدر الإلهام وعن انطلاقتها في هذا المشروع، قالت الجبيلان: «عدة أسباب دفعتني للتفكير بهذا الاختراع، أبرزها عدم وجود أبحاث وابتكارات كافية في مجال ذوي الإعاقة الفكرية، إضافة لنسب الإصابة بالإعاقة الفكرية الشديدة، التي ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنتين الأخيرتين دون معرفة الأسباب البارزة، كما لاحظت وجود اختراعات كثيرة في مجالات عدّة لو تم توجيهها لفئات معينة لأصبحت حلا مناسبا لهم وإن كان بشكل مؤقت. وأضافت: «جذبتني الأجهزة التي تستخدم في الألعاب الثلاثية، والتي تعمل أيضاً كأجهزة تحكم للأجهزة المحيطة من خلال استخدامها لتقنية ال»التواصل الدماغي الحاسوبي - BCI«، من هُنا أُلهِمت، فالابتكار يقوم بتشخيص حالة المريض الصحية والنفسية في الوقت الحالي، ومازال قيد التطويّر حتى يصبح ذا كفاءة أعلى مما يتميز به». كفاح وعزيمة وعن رحلتها لتنفيذ الاختراع، ذكرت الجبيلان أنها تحصلت على دعم وتعاون من المؤسسات التعليمية في منطقة عنيزة ومنها إدارة تعليم المنطقة، ومراكز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، كما شاركت بأولمبياد إبداع، وهي تجربة دامت خمس سنوات من التعب والجهد، وسط مقاومة لمجموعة من التحديات والمثبطات والثغرات والمحاولات العديدة الفاشلة، التي اعتبرتها إضافة جميلة لاختراعها ولشخصيتها. فيما تم تقديم فكرتها لمكتب البراءات السعودي إضافة لمكتب البراءة العالمي بهدف حفظ حق الاختراع محلياً وعالمياً. إنجازات متتالية وللتميز والنجاح قصة مستمرة مع سارة الجبيلان، حيث حصدت المركز الاول لأفضل نص مسرحي على مستوى عنيزة، والمركز الثالث على مستوى المنطقة في مجال تأليف الكتب بمسابقة «نحو القمة» المنعقدة في مركز التنمية الاجتماعية، والمركز الرابع على مستوى المنطقة بمسابقة التمثيل المسرحي، والفوز على مستوى عنيزة بجائزة الشيخ حمدان للأداء التعليمي المتميّز، والتأهل للمنافسة على مستوى المملكة والتأهل بعدة مسابقات للبحوث العلمية، إضافة للتأهل للورشة التدريبية لتمثيل المملكة بالمعرض العالمي ISEF2018، والتأهل للورش التدريبية لتمثيل المملكة في المحافل الدولية، والتأهل للمشاركة بجائزة التميز للتعليم، والحصول على المركز الخامس على مستوى المملكة بالبحث العلمي في مسابقة الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع 2018»، كما تحصل اختراعها على جائزة دولية من إنتل كوربوريشن.