حوّلت طالبة الصف الثالث الثانوي سارة الجبيلان، قصة إخفاقها إلى نجاح، بعدما ابتكرت جهازا يخدم ذوي الإعاقة الفكرية، ولم تنكسر أو تتعثر وهي تفشل، ولم يقتل الفشل طموحها، بل ترى أن سر نجاحها هو اعترافها بالخطأ، وهو أولى بوادر الإصلاح حتى أصبحت مبتكرة، فابتكرت الجهاز متسلحة بالثقة والطموح. محاولات فشلت قالت الجبيلان «عندما كنت في الثامنة من عمري، كنت أجهل لِمَ بعض الأشخاص مقعدون على الكراسي المتحركة، ولا يستطيعون الحركة، وكنت أجهل ماذا تعني عبارة «متلازمة داون»، حينها أصابني فضول لمعرفة هذا المسمى، وعدم قدرة البعض على المشي وما السر وراء ذلك»، وأضافت «في الصف الثالث المتوسط علمت بمسابقة «الأولمبياد الوطني للمشروع العلمي»، وشاركت فيها بمسار البحث العلمي، رغم عدم إلمامي التام بأنظمة المسابقة، وانسحبت نظرا لقلة خبرتي، لكن الإبداع فتح لي أبوابا كثيرة لأتعلّم وأستفيد. وبالفعل، عرفت سر مسمى متلازمة داون، وكذلك السبب وراء الاستعانة بالكراسي المتحركة». وتابعت، أعطتني التجربة الحماس لمواصلة العمل، ودرست أكثر في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعمقت أكثر لمعرفة فئاته وفروعه، وشاركت بفكرة وهي «مساعدة ذوي الإعاقة الحركية عن طريق كرسي يعمل بأوامر صادرة من الدماغ»، ولم أستطع التأهل لتغير مسار التحكيم إلكترونيا. نجاح الابتكار بعدما شكّلت الإعاقة الفكرية ارتفاعا ملحوظا خلال السنتين الأخيرتين، ولا توجد بحوث كثيرة في هذا الشأن، شدّها الموضوع للإبحار فيه ومعرفة ألغازه، وهذا ما دعاها إلى تغيير بحثها جذريا، إلى ذوي الإعاقة الفكرية، وتحديدا الشديدة، وعملت خلال عامي «2016-2017» في هذا الموضوع ومعرفة أعراضه، وساعدها الاستمرار على اكتشافات عدة، إذ وجدت أن كثيرا من الابتكارات توجد في الألعاب الثلاثية الأبعاد والروبوتات، ولو تم توجيهها إلى فئة معينة لكان لها دور في حل مشكلات عدة، ومن بين تلك الابتكارات التي استهدفتها ببحثها وركزت عليها بشكل كبير، أجهزة مسماها العام (mind wave controller)، وتستخدم تقنية الBCI «التواصل الدماغي الحاسوبي»، وتمكنت عام 2018 من التسجيل، وقدمت على براءة الاختراع، وتم قبول الفكرة والطلب، علما بأنها اجتازات المراحل المتقدمة من البراءة. خطوات بعد التقديم قامت سارة بعدة خطوات، منها توزيع استبيان ورقي وإلكتروني لمركز التأهيل، ونشرت الاستبانة الإلكترونية على المجتمع، للتأكد هل هي مشكلة أم لا، ومدى معاناة المجتمع منها؟، وجاءت النتائج مرضية، إذ أيدت نسبة عالية جدا الفكرة، وشجعت على المشروع وتطويره، بعدها نفذّت عدة تجارب على عينة من ذوي الإعاقة الفكرية الشديدة، تضمنت قياس الوقت المستغرق لفهم حالتهم من الأفراد المحيطين بهم، وقد اكتشفت أنه يستغرق وقتا طويلا «دقيقتان كحد أدنى»، ثم عملت تجارب أخرى لقياس الوقت، وكان باستخدام الابتكار والتطبيق الإلكتروني المرتبط به، وكانت النتائج جدا قوية ومرضية، وكان الزمن المستغرق لفهم حالتهم باستخدام الابتكار والتطبيق الإلكتروني وصل إلى ما يقارب ال30 ثانية.
نتائج الاستبيان أثبتت بالتجارب بأنه بمقدور الأفراد المحيطين تحسين التواصل معهم، وتسهيل فهم حالتهم الصحية والنفسية ومتابعتها باستمرار، وكيفية التعامل معهم بشكل ملائم في زمن وجيز، وبكفاءة عالية باستخدام الابتكار والتطبيق الإلكتروني. معاناة مصابي الإعاقة الفكرية 1. صعوبة التعبير عن حالهم وما يعانونه 2. العزلة 3. التأخر دراسيا
إنجازات الجبيلان
* المركز الأول على مستوى عنيزة والقصيم في الأولمبياد الوطني الثامن للروبوت * المركز الثالث على مستوى عنيزة في مجال تأليف الكتب * المركز الأول بأفضل نص مسرحي على مستوى عنيزة * التأهل بعدة مسابقات للبحوث العلمية للمشاركة بجائزة التعليم للتميز * فوزها بجائزة حمدان للأداء التعليمي المتميز على مستوى عنيزة، وتأهلها للمنافسة على مستوى المملكة * المركز الخامس على مستوى المملكة وجائزة خاصة دولية مقدمة من شركة إنتل
