أكد نائب رئيس مركز «هيرتيج» للقضايا الخارجية والدفاعية، جيمس كارافانو، أنه بعد أقل من عام سيكون مر 20 عاما على نهاية آخر حرب في منطقة البلقان. ومضى يقول في مقال بمجلة «ناشيونال انترست»: فيما لم تعان المنطقة من صراع مفتوح خلال تلك الفترة، يبقى البلقان مكاناً مضطرباً، لدرجة أنه يوصف بأنه أكثر المناطق هشاشة في أوروبا. ودلل الكاتب على ذلك بقوله: إن القضية الألبانية – الصربية لم تغلق في البلقان، وهي تشبه ما يجري بين إسرائيل والفلسطينيين. شراء النفوذ وأضاف كارافانو: إذا نجحت دول المنطقة في جذب السياح إلى ربوعها الجميلة، فتظل حقيقة أن البلقان مكان يشترى فيه النفوذ بالقليل من المال، خاصة أن اقتصاداته راكدة، لدرجة رفع نسب البطالة والسماح بالتدخلات الخارجية. وأشار الكاتب إلى أن الموقع الجغرافي المهم للبلقان بين البحرين الأدرياتيكي والأسود، الذي يقع عند مفترق طرق بين شمال وجنوب وشرق وغرب أوروبا، دفع كثيرا من اللاعبين الكبار إلى السعي لكسب النفوذ والتأثير، مثل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، بل وأيضا جيران المنطقة المباشرين، ومنهم اليونان والنمسا وكرواتيا، الذين لديهم مصالحهم يسعون لرعايتها هناك. تقويض الاستقرار كما لفت الكاتب إلى أن المنطقة تعيش في ظل صراعات لم تتم تسويتها، وهي تولد انقسامات وتقوض الاستقرار حتى لو لم تؤدّ لحرب مفتوحة، أما نقطة الضعف الثانية في المنطقة، فتتجلى في انعدام برامج تنمية اقتصادية وتكامل بين دولها. وأبرز الكاتب أهمية أن تلعب واشنطن دورا في توظيف البلقان في تحقيق رؤية أمريكية لمجتمع أقوى عبر الأطلنطي وفي وضع حجر أساس لأوروبا أقوى، مشيرا إلى أنه بمقدور الولاياتالمتحدة تقديم مساعدة عبر سلسلة من العلاقات الثنائية تصبح كمحرك قوي لنمو اقتصادي، وكممر لضمان حيوية السوق الحرة، وتعزير الأمن الأوروبي.