7 دول طلبت من المحكمة الجنائية الدولية وقف اعتقال مسؤولين إسرائيليين    هل يُغادر صلاح ليفربول وينتقل إلى الاتحاد؟ صحفي إنجليزي يُجيب!    إنقاذ معتمرة عراقية توقف قلبها عن النبض    السعودية وأمريكا تقتربان من إبرام اتفاق أمني    75.3 مليار ريال إيرادات السعودية للكهرباء في 2023    وزير الدولة للشؤون الخارجية يلتقي بالممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج    جازان: القبض على 8 مخالفين لنظام الحدود لتهريبهم 160 كيلوغراما من نبات القات    انضمام السعودية للتحالف العالمي للذكاء الاصطناعي    هيئة تطوير المنطقة الشرقية تشارك في منتدى التكامل اللوجستي 2024    الاحتلال اعتقل 8505 فلسطينيين في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر    أمير الشرقية يقلد قائد قوة أمن المنشآت برأس تنورة رتبة لواء    أمين منطقة حائل يفتتح معرض أسبوع البيئة 2024    أمير تبوك يطلع على نسب الإنجاز في المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة    أخبار سارة في تدريبات الهلال قبل الكلاسيكو    الاعلان عن الأفضل في دوري روشن في أبريل    نصف نهائي "أغلى الكؤوس".. ظروف متباينة وطموح واحد    أمير تبوك يدشن فعاليات أسبوع البيئة بالمنطقة    شراكة عالمية لجمع 500 مليون دولار لمبادراتٍ في مجال التعليم    «سلمان العالمي» يُطلق أوَّلَ مركز ذكاء اصطناعي لمعالجة اللغة العربية    اتفاقية لإنشاء "مركز مستقبل الفضاء" بالمملكة    الكلية التقنية للبنات بجدة تطلق هاكاثون تكنلوجيا الأزياء.    زلزال بقوة 5 درجات يضرب شرق تايوان    أمير المدينة يستقبل سفير إندونيسيا لدى المملكة    أمير المدينة يدشن مهرجان الثقافات والشعوب بالجامعة الإسلامية    النيابة العامة: التستر وغسل الأموال يطيح بوافد و3 مواطنين لإخفائهم 200 مليون ريال    "جائزة الأميرة صيتة" تُعلن أسماء الفائزين بجائزة المواطنة المسؤولة    القبض على 8 أشخاص لقيامهم بالسرقة وسلب المارة تحت تهديد السلاح    افتتاح الملتقى السنوي الثاني للأطباء السعوديين في إيرلندا    سياسيان ل«عكاظ»: السعودية تطوع علاقاتها السياسية لخدمة القضية الفلسطينية    أمطار مصحوبة بعدد من الظواهر الجوية على جميع مناطق المملكة    «مطار الملك خالد»: انحراف طائرة قادمة من الدوحة عن المدرج الرئيسي أثناء هبوطها    وزيرا الإعلام والعمل الأرميني يبحثان التعاون المشترك    الفيحاء يتوّج بدوري الدرجة الأولى للشباب    اللواء الزهراني يحتفل بزفاف نجله صلاح الدين    استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    الأهلي بطلاً لكأس بطولة الغطس للأندية    فيصل بن بندر يؤدي الصلاة على عبدالرحمن بن معمر ويستقبل مجلس جمعية كبار السن    دولة ملهمة    «رابطة العالم الإسلامي» تُعرِب عن قلقها جرّاء تصاعد التوترات العسكرية في شمال دارفور    ديوانية الراجحي الثقافيه تستعرض التراث العريق للمملكة    النقد وعصبية المسؤول    مهنة مستباحة    نائب أمير مكة يطلع على تمويلات التنمية الاجتماعية    فئران ذكية مثل البشر    إستشاري يدعو للتفاعل مع حملة «التطعيم التنفسي»    منجزات البلدية خلال الربع الأول بحاضرة الدمام    اكتمال جاهزية كانتي.. وبنزيما انتظار    جامعة «نورة» تفتتح منافسات الدورة الرياضية لطالبات الجامعات الخليجية    المصاعد تقصر العمر والسلالم بديلا أفضل    سعود بن بندر يستقبل أعضاء الجمعية التعاونية الاستهلاكية    صحن طائر بسماء نيويورك    ذكاء اصطناعي يتنبأ بخصائص النبات    تطبيق علمي لعبارة أنا وأنت واحد    أمير تبوك يواسي أبناء أحمد الغبان في وفاة والدهم    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    المسلسل    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيدا ل اليوم : مهمة الإبراهيمي إعادة إنتاج لخطة عنان الفاشلة

اعرب عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطنى السورى عن تقديره لمواقف المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا المساندة لثورة شعب سوريا ضد نظام بشار الأسد.
وقال إننا لن ننسى هذه المواقف أبدا وهى ما زالت مستمرة فى تقديم كل أنواع الدعم لنا مشيدا فى الوقت نفسه بالموقف الخليجى على وجه الإجمال والذى اعتبره المرتكز الذى استند اليه التحرك الذى قادته الجامعة العربية بعد ستة أشهر من انطلاق الثورة السورية.
وتناول فى حديث شامل أدلى به «سيدا» ل«اليوم» مواقف المجلس الوطنى حيال التطورات الراهنة على صعيد الأزمة السورية خاصة ما يتعلق باللجنة الرباعية واجتماعاتها الأخيرة ومواقف مختلف أطراف الأزمة بالإَضافة الى التطورات الميدانية على الأرض.
وتاليا نص الحوار ....
 بداية كيف تقيم الدور السعودى فى التعاطى مع الأزمة السورية ؟
- إننا نثمن دور الشقيقة المملكة العربية السعودية القوى فى وقوفها الى جانب الشعب السورى ومساعدتها على الانطلاق فى ثورته سعيا لتحقيق الانتصار وبناء دولته الجديدة القائمة على التعددية والمواطنة والديمقراطية فضلا عن تقديم كل الإمكانات فى سبيل تخفيف آثار المحنة عليه.
نحن ندرك أن ايران تواجه الكثير من المشكلات الداخلية , الى جانب أزمة ملفها النووى أو على الصعيد الاقتصادى وهو ما يتطلب من القيادة الايرانية إمعان النظر فى الواقع الإيرانى ومحاولة العمل على حل معضلات الداخل , فذلك من شأنه أن يقود الى أن تكون إيران دولة فاعلة مستقرة فى المنطقة , أما أن تقوم بتصدير أزماتها الداخلية من خلال القيام ببعض ما تعتقد أنه «نجاحات» فى الخارج فذلك قد يستمر نسبيا لكن أمام وضعية الثورة السورية وهى وضعية مغايرة فإنه يتعين على ايران أن تستعد لمرحلة ما بعد الأسد.
الى أى مدى تشعرون فى المجلس بأهمية الموقف الخليجى تجاه الثورة السورية ؟
- الموقف الخليجى على وجه الإجمال إيجابى ربما يكون هناك تفاوت بين هذه الدولة أو تلك بيد أنه فى المحصلة النهائية فإن هذا الدور يمثل الأساس فى الموقف العربى , فهو الذى حرك الجامعة العربية بعد مضى ستة أشهر على اندلاع الثورة باتجاه بلورة سلسلة القرارات والمبادرات على صعيد التعامل مع الأزمة والتى شكلت فيما بعد أساسا للتحرك الدولى خاصة الخطوات التى اتخذها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى وذلك موضع تقديرنا.
اللجنة الرباعية
 كيف تنظر للمبادرة التى طرحها الرئيس المصرى الدكتور محمد مرسى بشأن اللجنة الرباعية لإيجاد حل للأزمة السورية والتى تضم الى جانب مصر كلا من السعودية وايران وتركيا والتى عقدت اجتماعا تمهيديا فى القاهرة قبل أيام ؟ وهل يمكن أن تفضى الى تحقيق نتائج على الأرض فى ظل مشاركة ايران فيها والتى تمثل الحليف الرئيسى للنظام الحاكم فى دمشق ؟
- ثمة ارتياح شديد للغاية لما تعكسه هذه المبادرة من العودة القوية لمصر لدورها الفاعل على الصعيد الأقليمى , فالمعادلات الاقليمية كانت تعانى من خلل واضح وكبير وعدم توازن بفعل غياب هذا الدور ولا شك أن مبادرة الرئيس مرسى تهدف الى حشد الأطراف الفاعلة اقليميا والتى بوسعها المساهمة إيجابيا فى بلورة حلول للأزمة المشتعلة منذ أكثر من ثمانية عشر شهرا , أما فيما يتعلق بإيران فهى عمليا ترتبط عضويا بالنظام الحاكم فى سوريا بمعنى أنها لا تتقاطع معه من جهة المصالح أو الاهتمامات بل هى فى حلف عضوي متماسك يضمها مع هذا النظام وحزب الله فى لبنان.
ومع ذلك فإن قناعتنا فى المجلس الوطنى أنه ليس ثمة مشكلة بين الشعبين السورى والايرانى , فثورتنا هى بالأساس نتيجة لاحتياجات داخلية من فرط انسداد الأفق السياسى أمام الشعب السورى وبالتالى نؤكد استعدادنا لبناء أفضل العلاقات بين ايران وسوريا المستقبل على قاعدة احترام تطلعات الشعب السورى والتوقف عن تزويد النظام الحاكم بالأموال ووسائل القتل من أسلحة وغيرها مما يمكنه من الاستمرار وتوفير التغطية السياسية له.
وعلى أى حال اذا تمكن الرئيس محمد مرسى من إقناع إيران بضرورة الاستعداد لمرحلة ما بعد الأسد فيشكل ذلك خطوة متقدمة على الطريق الصحيح ولكن اذا استغلت طهران المبادرة المصرية لتكون ميدان مناورة أخرى تمنح النظام الفرصة ليتمكن من ممارسة المزيد من القتل فى حق السوريين على أمل أن ينجح فى إسكات صورة الثورة فذلك ما لا نقبل به وأحسب أن القيادة المصرية على دراية كاملة بذلك.
الموقف الايرانى
 وفق قراءاتك للمشهد الراهن هل تعتقد أن ايران ستستجيب للطرح المصرى عبر هذه المبادرة ؟
- بالتأكيد من مصلحة ايران أن تتجاوب مع هذا الطرح والذى تم إبلاغها بمضمونه فى الاجتماعات التى عقدت بالقاهرة ونحن نرى أن اندفاعها باتجاه الاستمرار فى تقديم كل هذا الدعم للنظام الحاكم فى دمشق أمر غير مفهوم , فهل هى تريد أن تسيطر على المنطقة من البوابة السورية ؟ وذلك بالضرورة غير مقبول بالمرة فالوقائع التاريخية والجغرافية ترفض هذا التوجه تماما , فضلا عن ذلك فإنه يتعين على طهران أن تضع فى حساباتها أن هناك قوى اقليمية فاعلة .
مرسي وتنحي بشار
 كيف تفسر إصرار الرئيس مرسى على رحيل نظام بشار الأسد فورا فى غير مناسبة ,كان آخرها خلال زيارته لبروكسل ولقائه بمسئولى المفوضية الأوروبية ومن قبل فى قمة مكة الاسلامية وفى قمة طهران لعدم الإنحياز وأمام الجامعة العربية والذى تزامن مع تأكيده على التغيير وليس القيام بإصلاحات ؟ هل هو تجسيد لفعالية الدور المصرى أو ممارسة للضغوط باتجاه دفع النظام الى الرحيل ؟
- اعتقد أن كلا الأمرين معا ولا شك أن العودة المصرية لممارسة دورها الاقليمى أربكت المعادلات السائدة فى المنطقة ولعلي ألفت هنا الى أن ما حدث فى العراق من قبل وما يحدث فى سوريا الآن هو نتيجة لغياب فعالية الدور المصرى وبالتالى فإن الفعالية الأٌقليمية لمصر باتت مطلوبة بإلحاج الآن , الى جانب أن العلاقات المصرية السورية التاريخية تجعلنا نتوقع دائما من مصر أن تكون قوة داعمة ومساندة للثورة السورية , أما فيما يتعلق بإشكالية التغيير والإصلاح فى سوريا فقد طالبنا فى البداية بإدخال اصلاحات وكانت هناك بعض الإطروحات تنادى بأن يقود بشار الأسد بنفسه مسيرتها بيد أنه بعد كل هذا الدم الكل مقتنع بأنه لم يعد ثمة أى مجال لأى مشروع إصلاحى بل هو غير ممكن عمليا وبالتالى فإنه يتعين على النظام أن يرحل فتأخره فى الرحيل معناه سقوط المزيد من القتلى والشهداء والدمار , لقد تحول نظام بشار الى كتلة سرطانية تمارس النخر فى الجسم الوطنى السورى فضلا عن أنه يسعى الى دفع الأمور نحو الحرب الطائفية البغيضة التى يمقتها السوريون بطبيعتهم من خلال إشعال الفتنة بين السنة والعلويين وينقل الأزمة الى دول الجوار والأهم أن يحاول أن يضرب المكونات الاجتماعية السورية بعضها ببعض واذا استمرت هذه المحاولات فإنه سيهدد بلا شك الوحدة الوطنية مما يعنى أن بقاء سوريا كدولة فاعلة مهدد فى صميمه وربما تعلن دولة فاشلة وبحكم أن سوريا دولة مفتاحية فى المنطقة فإن كل ذلك سيؤثر على مجمل الاستقرار الاقليمى , لذلك فإن رحيل نظام بشار الأسد فورا ينبغي أن يكون مطلبا للجميع وهو ما طالبنا به الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى خلال لقائه به مؤخرا بالقاهرة وقلت له ان الجامعة بالذات مطالبة بأن تتخذ موقفا فاعلا من خلال أن تتجاوز حالة إدارة الأزمة التى تقوم بها حاليا الى معالجة الأزمة بشكل جذري .
المعالجة الجذرية
 هل لديك تصور لهذه المعالجة الجذرية ؟
- على الجامعة العربية أن تنسق تحديدا مع الاتحاد الأوروبى والذى قمت بجولة فى عواصمه المختلفة قبل فترة – لبلورة مبادرة عربية أوروبية مشتركة تطالب برحيل النظام فورا وممارسة الضغط على مجلس الأمن وعلى روسيا والصين فى سبيل استصدار قرار تحت البند السابع لميثاق الأمم المتحدة لوقف أعمال القتل ويفتح الأبواب أمام تطلعات الشعب السوري .
 لاحظت فى أغلب المبادرات والتصورات السياسية المطروحة للتعامل مع الأزمة السورية عبارة انتقال سلمى للسلطة فما تصورك لهذا الانتقال ؟ هل يكون عبر آلية الانتخابات أم أن هناك آليات أخرى ؟
- أظن أن ثمة محاولة عبر هذا الطرح لإعادة إنتاج النموذج اليمنى بيد أن الوضعية السورية هى أقرب الى حد كبير للوضعية الليبية أبان ثورة السابع عشر من فبراير فهل كان الحديث آنذاك ممكنا عن انتقال سلمى للسلطة ؟
فى سوريا الآن نظام يمارس القتل والتخريب منذ أكثر من 18 شهرا مما أسفر عن استشهاد أكثر من ثلاثين ألف شخص وهناك أكثر من ثلاثة ملايين نازح فضلا عن أكثر من ربع مليون لاجئ فى دول الجوار بشكل رسمى بينما هناك أكثر من نصف مليون من لجأوا بأساليبهم الخاصة بالإضافة الى عشرات الألوف من المفقودين والمعاقين وهناك أكثر من مائة الف معتقل وهو ما يستوجب من الأطراف المؤثرة أن تسعى الى المعالجة الجذرية التى تنطلق من تضافر الجهود باتجاه إرغام هذا النظام على الرحيل فورا والا ستكون التداعيات شديدة المخاطر سواء على سوريا أو على المنطقة
مهمة الابراهيمى
 هل أفهم من ذلك أنك غير متفائل بمهمة الأخضر الابراهيمى المبعوث الجديد المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية ؟
- لا شك أن كل أزمة أو وضعية صعبة تستوجب حلا سياسيا هذا أمر مفروغ منه ؟ وقد التقيت بالأخضر الابراهيمى فى باريس وأبلغته أننا التزمنا بخطة المبعوث السابق كوفى أنان احتراما للجامعة العربية والشرعية الدولية وكانت نتيجة ذلك أنه خلال فترة الالتزام بها خسرنا ثلاثة آلاف شهيد من جراء قصف النظام للمدن والبلدات السورية بكل أنواع وصنوف الاسلحة الثقيلة بما فيها الطائرات الى جانب ارتكابه المجازر الوحشية وتقديرى أن خطة أنان وفرت فرصة للنظام على مدى ثلاثة أشهر ليمارس القتل بحق السوريين أملا فى القضاء على الثورة غير أن الشعب السورى يقدم فى حقيقة الأمر شجاعة أسطورية غير مسبوقة وأقول بهذه المناسبة اننا صدرنا للعالم فى يوم ما أبجدية الحرف والآن نقدم له أبجدية الشجاعة بكل معانيها ومقاييسها .
على أى حال أكدنا للأخضر الابراهيمى أن طرح مبادرة تكون تتمة لمبادرة أنان ستكون فرصة اضافية للنظام ولن نلتزم بها حتى تكون الأمور واضحة منذ البداية خاصة أن المبادرة خاضعة لآليات مجلس الأمن المشلول الفعالية بسبب الفيتو الروسى الصينى ولكن إذا تمكن المبعوث الجديد من اقناع روسيا بالامتناع عن استخدام الفيتو فى المجلس فإن ذلك سيكون تحولا نوعيا فى الاتجاه الصحيح ودون ذلك فإن الأمور ستتجه نحو المزيد من التفاقم والسوء وسيدفع الشعب السورى وحده الكلفة باهظة.
 لكن بشار الاسد أعلن قبل أيام استعداده للتنحى بشرط اجراء انتخابات هل تثقون فى جدية ومصداقية مثل هذا الطرح ؟
- ليس من حق بشار أن يضع هذا الشرط فهو لم يصل الى السلطة عبر صناديق الاقتراع ووفق آلية الانتخابات ولكنه وريث الجمهورية السورية التى صاغها والده حافظ الأسد بعد انقلاب عسكرى سيطر به على مقاليد الأمور فى 1971 واستمر فى الحكم مستعينا بالقبضة الأمنية ثم أخذ يهيئ الأمور ليسلمها الى ابنه بشار ضمن نطاق لعبة واضحة المعالم مستلهما فى ذلك تجربة كوريا الشمالية وهو ما حاوله نظام مبارك فيما بعد لكن ثورة الشعب فى الخامس والعشرين من يناير أجهضت المحاولة.
وفى ضوء ذلك فإنه لا يحق لبشار أن يقول ما صرح به مؤخرا بشأن الانتخابات ولكن مع ذلك يمكن الاستعانة بقوات عربية دولية تكلف بمهمة حماية أمن السكان والإشراف على إجراء انتخابات نزيهة ووقتها نرى النتيجة.
قوات عربية دولية
 هل طرحت هذه الفكرة خلال لقائك بالأمين العام للجامعة العربية بالقاهرة ؟
- بالفعل لقد اقترحت خلال هذا اللقاء تشكيل قوات دولية على أن يكون جسمها الرئيسى عربىا اسلامىا لتقوم بمهمة المحافظة على الأمن وتوفير ضمانات دولية للشعب السورى لتمكينه من ترتيب البيت الداخلى ثم اجراء انتخابات ديمقراطية تحت إشراف دولى عربى وبعد ذلك يمكن النظر فى النتائج.
 هل تقبلون بأن يرشح بشار نفسه فى مثل هذه الانتخابات؟
- دعنى أكن واضحا فى هذا السياق فبشار الأسد لم يعد له أى موقع فى العملية السياسية بعد كل هذا القتل الذى مارسه ضد شعبه ليس بشار فقط ولكن كل زمرته التى تشاركه ارتكاب الجرائم ,أقول ذلك ليس من مقام التحدى ولكن من المنطقى أن كل من ساهم فى قتل السوريين وعلى رأسهم بشار والمجموعة الحاكمة معه لا مكان له فى أى عملية سياسية قادمة.
 ثمة دعوة لتشكيل حكومة انتقالية لكنها قوبلت بتحفظ دوائر عدة سواء على المستوى الوطنى أو المستوى الاقليمى أو المستوى الدولى بسبب تفكك قوى المعارضة ومع ذلك تم الاعلان عن حكومة انتقالية فى القاهرة والمجلس الوطنى أعلن أنه بصدد الاعلان عن حكومة تمثله وهناك تفكير فى حكومة انتقالية بالداخل ألا يضر ذلك بأداء المعارضة ؟
- ليس ثمة حكومة انتقالية لا فى القاهرة أو فى غيرها ونحن فى المجلس الوطنى لم نفكر فى تشكيل مثل هذه الحكومة بيد أن هذا التحدى سنواجهه إن عاجلا أو آجلا وليس المهم الوصف الذى يطلق عليه حكومة أو هيئة أو سلطة انتقالية وإنما الواجبات الملقاة على عاتقه ونحن نقوم حاليا بإجراء مشاورات معمقة بمشاركة مختلف المكونات الاجتماعية والقوى السياسية والقوى الميدانية الفاعلة على الأرض حتى تكون هذه السلطة موضع توافق الجميع ولا شك أن أى مبادرات متسرعة على هذا الصعيد سينتج عنها جملة من الحكومات الهزيلة وليس حكومة واحدة وذلك معناه أننا ندفع الأمور نحو المزيد من التعقيد وليس الحل ولتفادى ذلك سنعمل على ترتيب حوار وطنى بين القوى السياسية الفاعلة لمناقشة هذه الفكرة.
 هل ذلك يعنى أن المؤتمر الجامع للمعارضة الذى عقد تحت رعاية الجامعة العربية فى مطلع يوليو الماضى لم يسفر عن تصور لفصائلها وتنظيماتها بهذا الاتجاه ؟
- بالعكس لقد نجح مؤتمر القاهرة فى بلورة وثيقتين مهمتين احداهما للعهد الوطنى التى تحدد ملامح مستقبل سوريا والثانية تمثل خارطة طريق للمرحلة الانتقالية وأظن أن أى لقاء بين قوى المعارضة السورية ينبغى أن يضع هاتين الوثيقتين فى الاعتبار لكن ما نرمى اليه فى هذه المرحلة هو أن ندعو مجموعة من الفصائل الأساسية - ليس كل الفصائل - الفاعلة فى الميدان فى سبيل تشكيل ما يمكن وصفه بالنواة الصلبة للبديل عن النظام القائم فى دمشق ,ولا شك إذا تمكنا من بنائها فحينئد سيكون من السهل البناء عليها ودعوة الأطراف الأخرى للمساهمة فيها بفعالية غير أنه بدون حوار حقيقى بين الفصائل الأساسية لن نصل الى الحل المطلوب بمعنى أنه ليس المطلوب عقد مؤتمر يكون بمثابة تجمع لكل فصائل المعارضة وإنما نحن فى حاجة الى حوارات متعمقة تتناول كل المسائل المتعمقة التى تتعلق بمصير سوريا بعد سقوط النظام.
 ثمة مخاوف من حدوث فوضى بعد سقوط النظام فى ظل استمرار حالة التشرذم التى تسود قوى المعارضة بل وقوى الداخل ؟
- لا اعتقد أن التشرذم فى المعارضة ليس على النحو المبالغ فيه والذى تصوره وسائل الاعلام خاصة أن قواها متوافقة على وثيقتى العهد الوطنى وخارطة طريق المرحلة الانتقالية وثمة تواصل بين مختلف المكونات والأطراف ولدى ثقة قوية فى أن السوريين قادرون فى نهاية المطاف على تحديد مستقبلهم بأنفسهم .
 البعض يصف ما يحدث الآن فى سوريا بأنه حرب أهلية وليس ثورة شعب ضد نظام مستبد هل توافق على ذلك ؟
- مصطلح الحرب الأهلية يروج له بقوة من قبل النظام وللأسف فإن بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية تنساق وراء هذا المصطلح الذى يعكس فى مفهومه الصحيح أن مجموعة من الشعب تدخل فى مواجهات مع مجموعة أخرى بيد أن ما يجرى فى سوريا هو ثورة بكل المعايير والمفاهيم أطرافها : كل مكونات الشعب السورى الذى يسعى الى القطع مع هذا النظام الذى يدفع الأمور نحو الحرب الأهلية أو الحرب الطائفية لكن الشعب متيقظ بقوة لذلك.
 الثوار يعانون من مشكلات لوجستية ونقص فى العتاد والأسلحة فهل تعملون على حل هذه المشكلات خاصة أن المجلس الوطنى شكل مكتب ارتباط عسكرىا قبل أكثر من ثمانية أشهر؟
- هذه الأمور تخضع لمسئوليات مجموعة من المختصين فى هذا الشأن لكن ثمة جهودا بذلت وما زالت تبذل لتوفير متطلبات واحتياجات الثوار فى نطاق المجالس العسكرية بكل محافظة سورية فى سبيل التمكن من القيام بواجباتها الدفاعية .
 ما تأثير ما أعلن عنه الرئيس الفرنسى مؤخرا من تزويد الجيش الحر بالأسلحة لتمكينه من البقاء فى المواقع التى يسيطر عليها على الدعم اللوجستى للثوار؟
- لا شك أنها خطوة مهمة ونحن نطالب المجتمع الدولى فى هذا السياق بأحد أمرين اما فرض مناطق حظر جوى فى سبيل توفير ملاذات آمنة للسوريين وبالتالى منع الطائرات الحربية من قصف المدنيين وكذلك منع استخدام الأسلحة الثقيلة التى تستخدمها القوات التابعة لبشار أو تزويد السوريين بالوسائل التى تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم والتى تتمثل فى الأسلحة المضادة للطائرات والمضادة للدروع وهى كما ترى وسائل دفاعية وليست هجومية لدفع القتل والأعمال الوحشية التى ترتكبها قوات النظام ضد الشعب وذلك حق مشروع وأظن أن ثمة جهودا تبذل فى هذا المجال نأمل أن تكلل بالنجاح وتسفر عن نتائج طيبة
 هل السبب فى تراجع الثوار أو انسحاباتهم التكتيكية من بعض مواقعهم فى دمشق وحلب وحمص يعود الى نقص هذه المتطلبات ونتيجة للاستخدام المفرط للقوة من قبل جيش النظام ؟ - لا شك أن النظام يحاول أن يصور ما يجرى من انسحابات تكتيكية أو التى تفرض على الثوار فرضا بفعل عدم التكافؤ لعدم الميزان مع قوات النظام التى تستخدم كل أنواع الأسلحة الثقيلة من دبابات وطائرات وراجمات صواريخ ومدفعية ثقيلة ولكن الشعب – بالطبع ليس كله وإنما المجموعة التى خرجت تحمل السلاح – قرر أن يدافع عن وجوده ببعض ما يتوافر لديه من أسلحة خفيفة واللافت أن النظام يصور انسحابات الثوار التكتيكية باعتبارها نصراحققته قواته وهو ما يعنى أن المناطق التى يستعيد السيطرة عليها يقوم بتدميرها بشكل كامل وهو ما يترتب عنه حالات انسانية شديدة المأساوية مما يدفع بالثوار الى القيام بعمليات انسحاب تكتيكية من هذه المنطقة أو تلك حماية للسكان. فى نهاية المطاف إننا على ثقة تامة بأن الشعب السورى سيستمر بما هو متاح من إمكانات ولن يتراجع وسيحقق انتصاره التاريخى على هذا النظام وبالتأكيد سيدفع ضريبة باهظة لذلك وهو ما يدفعنى الى القول للأِشقاء والأصدقاء : إذا تمكنتم من الإسراع بتقديم الاسناد والعون للشعب السورى والوقوف الى جانبه فإن كلفة هذه الضريبة ستكون أقل وسيكون حجم التدمير والمخاطر والتداعيات على الأمن والاستقرار أقل ايضا.
 هناك تخوفات من وجود عناصر تابعة للسلفية الجهادية وتنظيم القاعدة تقاتل الى جانب الثوار وهو ما يعمل النظام على تسويقه بشكل يسيء الى الثورة السورية فهل ثمة ما يضبط هذه العناصر؟
- لا شك أن التطرف ينمو وينتعش دوما ضمن نطاق الأزمات وهو ما يحدث فى أوروبا عندما تتعرض لأزمات وصعوبات اقتصادية والتى يلاحظ معها نمو النزعات المتطرفة المعادية للأجانب , وفى الحالة السورية وأمام اشتداد واستمرار أعمال القتل وعدم ارتقاء الجهود الدولية الى ما ينسجم مع متطلبات واحتياجات الشعب السورى لوقف إراقة دمائه التى تسفك يوميا فإنه يكون على استعداد للتعاون مع أى جهة أو أى طرف فى سبيل التخلص من هذه الوضعية , وفى هذه الأجواء تنمو أرضية خصبة للنزعات المتطرفة لذلك حذرنا وما زلنا نحذر الجميع بأنه ما لم يتم التدخل بأقصى سرعة لتقديم العون للشعب السورى فإن الأمور ستتجه نحو المزيد من اشكال التطرف مما سيكون له تداعيات شديدة الكارثية على الداخل السورى وعلى دول الجوار.
 لوحظ أن بعض الدوائر الدولية باتت تتعامل بقدر من التجاهل مع المجلس الوطنى فهل ما زال المجلس يمثل رقما مهما فى معادلة المعارضة السورية ؟
- المجلس بالتأكيد يمثل الجسم الأكبر والمؤسسة التى حازت على شرعية الداخل والشرعية الدولية وهو يضم مختلف المكونات السياسية والاجتماعية فهناك العرب والأكراد والسريان والتركمان الى جانب ذلك لدينا المكونات الدينية والمذهبية من مسلمين ومسيحيين وسنة وعلويين واسماعيلية بالإضافة الى تمثيل كافة الاتجاهات السياسية من إخوان مسلمين وممثلى إعلان دمشق وليبراليين ويساريين وغير ذلك وهو ما يجعل المجلس المؤسسة الأكبر للمعارضة السورية وبالطبع هو يتعرض لبعض الانتقادات فضلا عن بعض الضغوط غير أنه من خلال اتصالاتنا وأنشطتنا أن هناك احتراما للمجلس من قبل الجميع سواء من المؤيدين أو من المعارضين وحتى من قبل المنتقدين الذين يدركون فى قرارة أنفسهم أنه لا يمكنهم تجاهل المجلس أو تأثيره أو فعاليته.
 هل تم الانتهاء من عملية إعادة هيكلة المجلس والتى بدأت منذ فترة طويلة ؟ - لقد شارفنا على الانتهاء من هذه العملية وكنا خلال الفترة الماضية فى عمل دؤوب عبر إجراء حوارات ومشاورات مع العديد من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى التى ترغب فى الانضمام للمجلس وفى بداية الشهر المقبل سيعقد اجتماع للبحث بكل جدية فى تفعيل حركة المجلس من خلال انتخاب هيئاته بصورة ديمقراطية الى جانب ذلك فقد تم وضع القواعد والمحددات التى من شأنها تمكين القوى الجديدة من المشاركة فى أعماله وأنشطته .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.