قرية الحليلة واحدة من أكبر قرى محافظة الأحساء من حيث المساحة وعدد السكان وتبعد عن مدينة الهفوف قرابة 15 كم، تجاورها من جهة الشمال قريتا الكلابية والمقدام، ومن جهة الشرق قرية القارة ذات الجبل المشهور في الأحساء (جبل قارة). وتقع الحليلة على الخط الرئيسي المباشر والمؤدي إلى معظم المعالم السياحية والتراثية في محافظة الأحساء مثل متنزه الأحساء الوطني المشهور بحجز الرمال وجبل القارة بمغارته الشهيرة في الأحساء بالإضافة إلى مسجد جواثا الذي أقيمت فيه ثاني صلاة جماعة في الإسلام. وذكر الباحث المهتم بتاريخ الأحساء حسين الحجي أن مدينة الحليلة من مدن الأحساءالشرقية ويبلغ تعداد سكانها قرابة 30 ألف نسمة وسكانها في نمو متزايد بشكل كبير جداً، وأضاف: الحليلة بحاجة إلى وجود خدمات بلدية كتأمين مواقف سيارات متعددة، وكذلك بحاجة إلى توسيع شوارع في داخل الحليلة القديمة؛ حيث تعاني ضيق شوارعها مع التكدس السكاني فيها مما يمنع دخول سيارات الطوارئ كإسعاف الهلال الأحمر أو الدفاع المدني في حال حدوث ما لا تُحمَد عقباه. وكذلك تحتاج إلى تطوير السوق الشعبي وتكملة أرضية الشوارع بالطوب، حيث تمّ عمل الجهة الشرقية فقط، وتوقف المقاول عن العمل بحجة انتهاء المخصص لها من الطوب، وهذه الشوارع غير صالحة تمامًا، حيث لم تتم صيانتها منذ 40 عامًا، كما توجد أرض مخصصة لإنشاء حديقة عليها في حي النخيل لم تر النور حتى الآن. لافتة القرية على الطريق وأضاف طاهر العيثان أحد الأهالي: إن المدخل الرئيس الجنوبي يضيق في وسطه بسبب المحال التجارية والمنازل وهذا الشارع يستخدمه كل من العابرين والمتجهين إلى متنزه الشيباني والأصفر ومتنزه مسجد جواثا والمتجهين إلى بلدات القارة والتويثير والعمران، وكذلك المقدام والكلابية، ولما لهذا الشارع من حيوية كبرى خاصة أيّام العطل الأسبوعية والإجازات الرسمية مما يسبب ازدحاماً وتأخرًا في حركة السير. ورغم اعتماد مركز صحي جديد لحي البستان وروضة أطفال ومدرستين ابتدائيتين إحداهما للبنين والأخرى للبنات إلا أنه لم يتم تخصيص أراض لهذه الاعتمادات ولا مقار لها، ويأمل الأهالي من الجهات المختصة الالتفات لها وسرعة إيجاد الأراضي وبنائها للاستفادة منها. وتحظى الحليلة بمستوى من المدنية لما فيها من تطور وتمدد عمراني وكثافة سكانية، حيث تضم ثماني مدارس حكومية وعددًا من رياض الأطفال الأهلية وجمعية خيرية وناديا رياضيا وهو نادي العدالة. كما تحوي مركزًا صحيًّا إلا أن عبد الله المشعل، أحد الأهالي، قد أكد أن القرية بحاجة إلى مركز صحي آخر، إضافة إلى إنشاء مبان لمدرستين جديدتين، طلابهما وطالباتهما مدمجون مع مدارس قائمة وتعاني ازدحامًا في الفصول لكثرة الأعداد. ويتطلع أهالي الحليلة إلى مزيد من الخدمات من بعض الإدارات والهيئات الحكومية والتي أهمها إخفاء قناة الري الرئيسة الواقعة جنوب الحليلة، وكذلك بعض المصارف المائية القريبة من المساكن. ومن الجدير بالذكر أن الحليلة قد مرّ بها عدد من العلماء والشعراء البارزين أمثال العلامة الشيخ محمد بن عبدالله العيثان، والذي قطن بها ما بين 1320 إلى 1331؛ وتوفي يوم الأربعاء 1331/12/26. ومن أعلامها أيضا الشاعر أحمد بن ناصر العباس والملقب بالمتليك والمتوفى سنة 1340 تقريبًا.