الاهتمام بالمساجد مطلوب، بل ومأجور كل من يقوم على خدمة بيوت الله، ولا نستغرب من تفاعل اهل الخير وتفانيهم في السباق لبناء وعمارة المساجد، ولكن هناك أمورا يجب أن تكون في الحسبان لا تقل أهمية عن عمارة المساجد، سوف أجتهد في ذكرها في الأسطر التالية. أولا، قبل اختيار المواقع للبناء لابد من إيجاد من يشرف على مخططات المساجد من البداية، ولديهم المعرفة التامة بتحديد حجم المساجد قبل انشائها حتى لا يكون هناك مساجد كبيرة في احياء صغيرة بينما قد نجد الحي الأكبر والمكتظ بالسكان لم يوفق بجامع كبير ولائق مقارنة بعدد المصلين وهنا يكون مكمن الخلل في الاختيار المناسب، وعليه لابد من دراسة أماكن المساجد وتحديد حجمها قبل بنائها، ولا ننسى ان التخطيط وما يسمى دراسة الجدوى جزء من ديننا. لكل فاعل خير حريص على بناء الجوامع، لدي اقتراح أتمنى ان لا يساء فهمه!، لماذا لا يطلب من كل فاعل خير ان يكون لديه المرونة في تقديم ما ينفع المجتمع وليس بالضرورة ان يقتصر التبرع على بناء المساجد فقط خصوصا إذا كان هناك ما يكفي من المساجد؟، أتوقع السؤال التالي، وما البديل؟ الحل ان يكون هناك مراكز اجتماعية شاملة تعليمية وترفيهية وتشتمل على مكتبة وفصول دراسية ومركز رياضي لخدمة الحي، وبهذا نكون وفرنا مراكز للشباب، ونحن في هذا الزمان نحتاج مثل هذه المراكز لاحتواء ابنائنا امام اعيننا قبل ان يحتويهم غيرنا من أصحاب التوجهات المشبوهة. مشكلة أخرى مع الأولويات عند المتبرعين، مثال، على الرغم من ان بعض المساجد تحتاج صيانة تكييف، اصلاح دورات المياه المتهالكة، ترميم مداخل ومخارج المسجد، لا نجد فاعل خير متحمسا على المساهمة، بل نجد الاصرار على تغيير الفرش وبمبالغ طائلة تكفي لإصلاح كل ما سبق ذكره، وعلى فكرة اعرف اكثر من جامع تم تغيير الفرش اكثر من مرة خلال سنوات بسيطة وكأن في الامر وجاهة ومجاكرة بين المساجد، وهنا نحتاج تغيير اعتقاد المتبرعين فيما يخص تقديم الخدمات والتبرعات للمساجد وملحقاتها على انه ليس هناك افضلية في تغيير السجاد على صيانة التكييف او دورات المياه، عزيزي فاعل الخير ترى الاجر واحد وكل هذه المجهودات تصب في مصلحة وراحة المصلي وستجد من يدعو لك في ظهر الغيب. ولكي نتجنب الحلول الوقتية (البنادولية) وانتظار فاعل خير يفزع، يفضل التعاقد مع شركات صيانة مهمتها الاشراف الدائم على بيوت الله والعمل على اصلاح اي عطل او خلل في حينه بطريقة احترافية والبعد عن الفزعات و(القطات) والارتجالية ولا مانع من بناء وتخصيص اوقاف للمساجد يصرف منها على الصيانة! كانت نيتي أختم المقال عن أئمة المساجد وحكاياتهم مع التغيب والتأخير ولكن وبعد الاطلاع على هذا البند من الوثيقة الذي اصدرتها الشؤون الإسلامية قبل عامين تقريبا (ثالثا– لا يستحق موظفو المساجد إجازات إلا في حالة المرض، ويجوز الإذن بغياب لعذر مشروع مدة شهر في السنة، بشرط أن ينيب عنه من تقبل به الوزارة). كيف تم قبول هذه الفقرة، اقترح ان يتم تعديل هذه الفقرة، لتصبح كالتالي، (يحق لموظفي المساجد اجازة شهر سنوية بحيث يتم التنسيق مع من ينوب عنه في غيابه) او ما شابه ذلك! وماذا عنا نحن المأمومين؟ علينا الكثير من الواجبات حيال بيوت الله، أهم شيء عدم مضايقة المصلين سواء بروائح او أصوات او بملابس غير لائقة، الاقتصاد في الوضوء ووضع الأحذية في الأماكن المناسبة، لا تغلق على مداخل او مخارج المسجد، ولا ننسى أن الدين المعاملة، الدين سلوك، الدين رقي إذا افتقدنا هذه القيم فلا داعي للقدوم للمساجد...