ممرضون يعاينون المرضى وأطباء بلا تراخيص في مجمع بالخبر كان هذا عنوانا لخبر نشرته (اليوم) أمس وفي تفاصيل الخبر أصدرت المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية قرارات تقضي بإغلاق ومعاقبة 3 مجمعات عيادات خاصة بالخبر والجبيل، بعد ثبوت مخالفتها للأنظمة، ومن بين المخالفات التي تم اكتشافها عدم وجود أي طبيب يعمل في المجمع، فيما يقوم الطاقم التمريضي بمعاينة المرضى وعلاجهم، وأن أغلب الممرضين في المجمع غير مرخصين. هذا الخبر أفرحني وأفرح الكثير من المواطنين وكنا ننتظر الكشف عن أسماء تلك العيادات حتى نتجنبها مستقبلاً، فمثل تلك العيادات المنتشرة بكثرة تنسف عمل وزارة الصحة وجهودها في مراقبة تلك العيادات التي تُسيء للمواطن والمقيم ووزارة الصحة، نحن بحاجة لتكثيف الرقابة على تلك المجمعات الصحية فقد أضحت المستشفيات والمستوصفات الخاصة أشبه ب"دكاكين" للصحّة في ظل كثرتها وقلة عدد المراقبين فالكثير منها لا تستوفي الشروط المطلوبة لتأمين الخدمات الصحيّة اللازمة والمناسبة للمريض، ويبدو أن الإهمال والتسيب أقل ما توصف به بعض مستشفيات وزارة الصحة والكثير من المستشفيات الخاصة، فالمرضى يموتون ويصيبهم العجز دون أن يحاسب الجاني، لقد أصبحت حياة البشر رخيصة إلى درجة التلاعب بأجسادهم وعمل التجارب فيهم، فالبعض من مراجعي تلك المستشفيات خرجوا بعاهات مستديمة للأسف فقد تحولت مهنة الطب من إنسانية بحتة الى تجارية صرف، لتذمر أغلب المرضى والمراجعين للمستشفيات الخاصة من سوء واقعها وارتفاع أجور الفحص (الكشفيات)، وما يلقاه مراجعوها من مضايقات كثيرة منها صغر مكان عيادة الطبيب ورداءة المكان وقلة أماكن الجلوس والازدحام اليومي على تلك العيادات وخصوصا في الفترة المسائية. بعض العيادات الخاصة تتعلم الطبابة في المرضى وقد يحظى مالكها بشفاعة خاصة لغض النظر عن مخالفاتها وتجنب إغلاقها، وقد تفاجأ بطبيب في مشفى خاص يستقبل مرضاه ومهنته ممرض أو كهربائي أو شهادته الطبية غير معتمدة وغير مُصرح له من قبل هيئة التخصصات الطبية، وزارة الصحة مطالبة بالحرص على تطوير خدماتها الصحية في المستشفيات الحكومية والخاصة وتقديمها لكل محتاج من المواطنين، ومتابعة ومراقبة العيادات الخاصة في توفير الخدمات للمواطنين، وأن تصل إليهم على أفضل مستوى. بعض المستشفيات الخاصة أشبه بمحلات أبو ريالين تُعاني من سوء نظافة غرف التنويم ودورات المياه ويتواجد فيها البعوض والحشرات الزاحفة، إضافة إلى سوء التكييف ورداءة المبنى وسوء الخدمات العلاجية وقلة الكوادر الطبية المؤهلة ولذلك وزارة الصحة مطالبة بعمل جولات ميدانية غير مخطط لها وسوف تكتشف أن تلك المستشفيات ينقصها الكثير من التجهيزات والكوادر الطبية. وزارة الصحة غيرت شعارها السابق إلى صحة المواطن أولاً ونحن نقدر عمل وزارة الصحة وجهودها ونطالبها باستمرار تلك الجولات الرقابية والتحقيق في المخالفات والملاحظات على المستشفيات الخاصة، وتحديد المسؤولين عنها ومحاسبتهم، وتطبيق ما يقتضيه النظام بحقهم، ومعاقبة المتهاون والمتباطئ وفق الأنظمة واللوائح، وذلك للاستفادة من الخدمات الصحية للمستشفى وتقديمها للمواطن على أكمل وجه. حل مشاكل المستشفيات الخاصة وسوء خدماتها يتلخص في إنهاء حالة العشوائية التي تعمل بها الوزارة في منح التراخيص لها ووضع خطة صحية متكاملة لاعتماد المستشفيات وبذلك نستطيع تحقيق بعض الأهداف التي تعمل على إصلاح وتجويد الخدمة الصحية في تلك المجمعات الطبية الخاصة، كما آمل من وزارة الصحة التركيز على ظاهرة انتشرت مؤخراً وهي تواجد ممثلي بعض شركات التأمين في المستشفيات الخاصة لممارسة ضغوط قوية على الأطباء (ومن دون رقابة من الوزارة) وذلك لتقليل تكلفة العلاج حتى ولو كان على حساب صحة المريض والكثير من الأطباء المتعاقدين يرضخون لتلك الضغوط ويتم إخراج المرضى المنومين احياناً قبل استكمال العلاج اللازم.