* حيث إن رمضان أصبح موسماً فنياً كما هو مشاهد، كنا نتمنى أن يكون هذا الفن وسيلة للمتعة والفائدة وشريكاً في البناء! * الواقع الفني السعودي والخليجي خصوصاً والعربي عموماً، ليس كذلك مع شديد الأسف! فجودة كثير من الأعمال الرمضانية من ناحية السيناريو والتمثيل والإخراج ضعيفة رغم المبالغ الكبيرة التي تصرف عليها! وفوق ذلك فإن أصحابها يسعون لتعويض هذا النقص بإثارة المجتمع وجذب المشاهدين من خلال حملة تشويه عمياء وغير صادقة! * في أعمالنا الرمضانية تضخيم يصل إلى حد التشويه، فليست مجتمعاتنا الخليجية مجتمعات مفككة كما تقدم هذه المسلسلات الرمضانية.. لا يكاد يسلم بيت فيها من مدمن للمخدرات، أو إخوة يتحاربون على الميراث، أو أمهات يتم طردهن إلى الشارع من قبل أبنائهن، بالإضافة إلى إظهار أمراض أخلاقية يستحي العقلاء من ذكرها، فحقها الستر والعلاج المناسب من قبل المتخصصين، لا أن نعطي الفرصة للمخطئ أن يرى أن ما يقوم به أمر طبيعي معظم أفراد المجتمع واقعون فيه! بالإضافة إلى ترسيخ سوء الظن والشك في سلوكيات كبارنا ونسائنا وأهل الخير فينا، فمع ما نراه لا يمكن أن نأمل بوجود قدوة! * من السوء أيضاً في أعمالنا الرمضانية أنها أصبحت وسيلة لتفريق المجتمع، في وقت أحوج ما نكون فيه لاجتماع الكلمة ووحدة الصف، فما إن يبدأ رمضان وتظهر مقاطع من هذه الأعمال أحيانا بتعمد، حتى يثور الناس ويحصل أخذ ورد كنا في غنى عنه، خصوصاً وأننا نعيش شهر الرحمة والبناء! * يقول الحكيم «الرجال أربعة: رجل يدري ويدري أنه يدري، فهذا عالم فاتبعوه، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري، فهذا غافل فنبهوه، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري، فهذا جاهل فعلّموه؛ ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، فذلك الأحمق فاجتنبوه». * وحيث إن القائمين على الأعمال الفنية الرمضانية يعتقدون أنهم قد أتوا بما لم تأت به الأوائل، وأنه لا يحارب أعمالهم إلا أهل التخلف وأعداء النجاح، فاعتقد أن تصنيفها– وفق تصنيف الحكيم- واضح ومعروف! * ومع ذلك لا يزال لدينا أمل!