ليس "امرأة بلا اسم" بل امرأة اسمها يتردد هنا وهناك.. من المملكة ومن الخليج ومن المحيط العربي.. لم تكن غريبة على العطاء والإبداع.. فالأب شاعر معروف وللأسرة اهتماماتها الثقافية. امتداد لمسيرة الشعر الذي أخلص له الأب فمنحه السر.. شاعرة هي .. تصمت طويلاً ولكنها لا تتوقف عن العطاء.. وكاتبة.. لا يعرف قلمها المهادنة ولا الرضوخ وباحثة تثري مجال عملها بالأفكار.. تتكلم بكل إنسانيتها الممنوعة من الصرف، غير قادرة على الصمت عندما ترحل نوارسها بالكلام.. تعرف أنها ستعود يدعوها المقام.. "قولي فما للصوت إن ما قلت قيمة.. والاسم إن تنزف الأصداء قافية عقيمة" هي تقول دوماً.. في الصحافة وفي المنتديات وفي المحافل الشعرية، وفي كل مجال للقول.. صوتها قيمة واسمها ليس قافية قديمة.. إنها "ثريا العريض" .. امرأة لها لغتها ..عربية الأبجدية.. ومعاناتها عربية التناقض .. تدرك متى يكون الكلام ومتى يكون الصمت.. تدخر صمتها للبوح وصوتها للحرف المشاكس، للمعرفة قيمتها وللعلم طريقه الطويل.. من أجل ذلك دفعت الكثير من العمر، وبه انطلقت إلى عالم العطاء.. مزجت العلم بالأدب فأثمر النجاح.. نأمل أن يتفجر صمتها شعراً وصوتها نبضاً وأن تقول ما ادخرته طويلاً.. فهل سيطول الانتظار؟