بينت دراسة تهدف الى تحديد حجم اثار الاشعاع الذي ينبعث من اجهزة التصوير الشعاعي (أشعة إكس) ان اجمالي الاشعة المنبعثة من تلك الاجهزة واجهزة التخطيط او الجس الشعاعي -ct- تتراوح بين اقل من واحد في المائة الى حوالي ثلاثة في المائة. ويقول العلماء: ان الخطر القليل الذي تشكله الاشعة السينية معروف تماما، الا ان الدراسة التي اجراها باحثون من جامعة اوكسفورد ومؤسسة ابحاث السرطان البريطانية هي اكثر الدراسات المجراة حتى الآن دقة في تقدير مقدار ذلك الخطر. ان مجسات ct المعروفة ايضا باسم cat هي في الحقيقة اشعة اكس معززة تستطيع ان توفر صورة افضل لكافة اجزاء الجسم، الا انها تبث كمية اكبر بكثير من الاشعاع المنبعث في اجهزة اشعة اكس العادي. في الولاياتالمتحدة يدعو الاطباء الى تجنب استخدام اجهزة السكان (ct) على الاطفال الا في حالات الضرورة القصوى لان الاطفال اكثر حساسية لاشعاع، والكمية المستعملة تتراكم في الجسم. وتشير الابحاث الجديدة الى ان خطر الاصابة بالسرطان الذي يتراوح بين 0.26 و 3.2 في المائة، يختلف باختلاف تكرار التعرض لاشعة اكس والجس الشعاعي في البلدان الخمسة عشر التي طالتها الدراسة. وقد ذكر خبراء لم يشاركوا في الدراسة في مقال منشور في مجلة (لانسيت) الطبية البريطانية واحتوى على استنتاجات الدراسة ان فوائد اشعة اكس ومجسات ct تفوق المخاطر بكثير. ومن بين البلدان الخمسة عشر التي تناولتها الدراسة كان خطر الاصابة بالسرطان المعتقد انه له علاقة باشعة اكس هو الادنى في بريطانيا حيث تستخدم بتكرار اقل من البلدان الاخرة، وقدر الباحثون ان 0.6 في المائة من الخطر عند الذين لم يتجاوزوا سن الخامسة والسبعين في بريطانيا جاء من التعرض لأشعة اكس، ويمثل ذلك 700 حالة من 14.0000 اصابة سرطان يتم تشخيصها سنويا في بريطانيا. وسجلت أعلى نسبة خطر في اليابان حيث يمارس التصوير الشعاعي بتكرار اكثر ويمثل 3.2 في المائة من خطر الاصابة بالسرطان اي 7.587 حالة في السنة كما ذكر الباحثون. وفي مقال مستقل في المجلة اشار الدكتور بيتر هرزوغ والدكتورة كريستينا ريغر من جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونخ بالمانيا الى ان الباحثين لم يجروا تقديرا لفوائد اشعة اكس ومجسات ct. وكتب هرزوغ وريغر اللذان لم يشاركا في الدراسة ان الفوائد تشمل الاكتشاف المبكر للسرطان وامكانية المعالجة المبكرة مما قد يتيح شفاء عدد من المصابين بالسرطان يزيد على عدد الاصابات التي قد يسببها التعرض للاشعة. وفي كافة البلدان الاخرى التي حلل الباحثون معطياتها، قدروا ان اشعة اكس تمثل اقل من 12 في المائة من احتمالات الاصابة بالسرطان 0.9 في الولاياتالمتحدة والسويد و 103 في المائة في استراليا و 1.1 في المائة في كرواتيا و 0.7 في فنلندا و 1.5 في المائة في المانيا و 0.7 في المائة في الكويت وهولندا و 1.2 في المائة في النروج و 0.6 في المائة في بولندا وواحد في المائة في سويسرا. وقال الدكتور ادريان ديكسون، استاذ اختصاص المعالجة بالاشعة في جامعة كمبريدح ان التقديرات لم تكن مفاجئة وان الخطر الذي تشكله اشعة اكس صغير نسبيا بالمقارنة مع الاحتمال الاجمالي للاصابة بالسرطان. واضاف ديسكون: ليس هناك ما يدعو الى القلق ابدا، لا ينبغي ان تجري تصويرا شعاعيا الا اذا كانت فوائده تفوق الاذى الذي تسببه، ولهذا السبب ندرس كل طلب تصوير بحرص كبير. وقال الباحثون: ان كافة النسب التي ذكرت اعلاه هي لتشخيص السرطان لدى افراد دون سن الخامسة والسبعين لانه لم تتوافر معلومات عن اصابات السرطان لمن تجاوزوا الخامسة والسبعين في البلدان الخمسة عشر. وبنى الباحثون تقديراتهم على اصابات السرطان في كل بلد والنسب الوطنية لاستعمال اشعة اكس ومجسات ct في الفترة بين العامين 1991 و 1996 وآخر سنة توافرت عنها المعطيات ونماذج للعلاقة بين التعرض للاشعاع والاصابة بالسرطان. وقال الباحثون: انه في حين الاحتمال ضئيل بان يصاب الفرد بالسرطان بسبب التقاط صورة شعاعية له، فان استعمال اشعة اكس والمجسات الشعاعية على نطاق واسع قد يعني ارتفاع عدد الاصابات. واضاف الباحثون ان تخفيض الجرعة الشعاعية في كل تصوير بأشعة اكس او جس شعاعي والحد من مرات الاستعمال من شأنه ان يخفض احتمالات الاصابة بالسرطان.