الشأن العام في مختلف شؤونه وشجونه هو هاجس القيادة السعودية والمسؤولين والمواطنين على حد سواء وتناوله ونقده - في رأيي المتواضع - فرض كفاية اذا قام به البعض سقط عن البعض الآخر ولقد قادني اهتمامي بالشأن العام الى جملة من الحقائق والاوضاع غير السوية ارجو ان اتناولها بصراحة وشفافية كلما اسعفني الوقت وتوافرت المعلومات. @ ان من بين ما يشغل الكثيرين وضع الاداء الوظيفي لدى بعض الوزارات والهيئات الحكومية اذ يلاحظ ان بعضها يضم موظفين لم يجر تعيينهم في مناصبهم وفق معايير تأهيلية ومهنية تستجيب لمتطلبات الوظيفة ومواصفاتها .. ولم يستند تعيينهم على كفاءة وخبرات تراكمية بل على المحسوبية والمجاملة والمصالح الشخصية الضيقة لكبار (المعازيب) والعجيب ان هذا التعيين يستمر طويلاً ويمتد لسنوات دون حسيب او رقيب على جودة الاداء وسرعة التنفيذ وقضاء حوائج المواطنين الأمر الذي يؤدي في النهاية الى شعور هذه الفئة بتضخم الذات والخلود في مواقعهم لكن هذا الوضع الغريب والمريب في آن لم يصل بعد من فضل الله الى حكم الظاهرة وارجو ألا يصل !! @ ونتيجة لكونهم غير مؤهلين للمناصب التي يحتلونها يؤدي هذا الشعور - والعياذ بالله - الى عدم المبالاة فلا اداء يُذكر .. ولا انجازٌ يشكرٌ .. ما يشكل اسلوباً اعمى شأن اساليب المنتفعين .. وفشلاً ذريعاً في الارتقاء الى المستوى الكامل لأصول العمل ومعاييره .. والويل والثبور وعظائم الامور لمن يحاول اختراق الخطوط الحمراء نقداً او تظلماً خاصة الموظفين المخلصين الذين يتمتعون بنفوس غضة تواقة الى العمل واداء المسؤولية على اكمل وجه الذين امام ضعفهم وقلة حيلتهم لا يملكون الا الصبر الجميل والدعاء الى الله في اخبات وتبتل ان يزيل غمامة الضلال والهوى عن اعين هذه النوعية من المسؤولين المحنطين او يبدلهم بخير منهم !! @ والطامة الكبرى ان هؤلاء عادة ما يستعينون في اجهزتهم بمن هم على شاكلتهم من حيث قلة الكفاءة .. وتواضع الخبرة .. وتدني نسبة العطاء لكي لا ينكشف المستور .. واذا ما شعر هؤلاء المسؤولون بعلامات التميّز .. وامارات الاخلاص والتفاني في العمل اخذت هواجس المستقبل تعيث فساداً في نفوسهم المريضة .. وتثير قلقاً لا ينتهي الا باختلاق الاكاذيب .. وامتحال المعاذير للتخلص من هذا (الدخيل) !! @ ولقد بلغ هؤلاء - ومن على شاكلتهم - في (تطويع) الانظمة واللوائح والتحايل عليها شأوى كبيراً .. و (خبرة) واسعة تمكنهم من تحقيق (نبل) المقصد و ( صدقية ) الولاء خدمة (للمصلحة العامة) متناسين ان امانة ومسؤولية العمل .. وما يترتب على ذلك من تعطيل مصالح المواطنين .. واهداف الادارة سوف يحاسبون عليها يوم يقف الناس لرب العالمين. @ اعلم يقيناً لا يخالجه شك بل وافخر ان المملكة دولة مؤسسات تقوم مسؤوليتها على اسس واستراتيجيات آنية وبعيدة المدى لمواجهة متطلبات المستقبل تخطيطاً وتنفيذاً وفي هذا الاطار هناك معايير ومفاهيم تهدف اول ماتهدف الى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب - والامثلة تفوق الحصر والاحصاء - لتحقيق الافضل من حيث حسن الاداء والجودة النوعية في التعامل مع الناس وتحقيق مصالحهم وقضاء حوائجهم كيفاً وكماً دون منّ او اذى ولاتزال توجيهات خادم الحرمين الشريفين ، ورسائل سمو ولي العهد التي برأ سموه ذمته من اي تقصير وتعطيل لمصالح الناس لا تزال ماثلة في الاذهان ومع ذلك تتزاحم في اذهان الكثيرين علامات استفهام حول سبب بقاء هذه النوعية من المسؤولين غير الاكفاء على كراسيهم سنين طوال وكأن المراكز التي يتبوأونها تركة ورثوها كابراً عن كابر او ان الوطن يعاني من شح الكفاءات وندرة الخبرات !! @ إننا اليوم نعيش اجواء الشفافية والصراحة والوضوح في التعامل مع الشأن العام وهموم المواطنين والدولة التي حققت انجازات متميزة في الاصلاح الاداري وتعديل الانظمة التي اكل عليها الدهر وشرب تتسق مع طبيعة المرحلة والجهود الملموسة والمقدرة في مجال تقييم الاداء وجودة الانجاز وتستدعي دراسة اوضاع المسؤولين الذين لا يعبأون بما اوكل اليهم من مهام وما يترتب على ذلك من تعطيل لمصالح المواطنين وعرقلة العمل وجهود العاملين المخلصين من خلال اخضاع هؤلاء المسؤولين للرقابة المشددة والاخذ على ايدي المتهاونين لايقاظ ضمائرهم النائمة واحساسهم بالمسؤولية وتحسين الانتاجية ولدى الدولة من اجهزة الرقابة والتحقيق والمتابعة والتقييم ما يمكنها من تحقيق ذلك كله باقتدار. @ ما احوجنا اليوم الى تحسين الاداء الوظيفي في مختلف اجهزة الدولة والمراجعة المستمرة والمنتظمة للوائح والانظمة وتفعيل الامكانات الادارية والبشرية والفنية ودفعها باتجاه العمل بانتظام وتناغم فيما بينها ضماناً لتحقيق الجودة كماً وكيفاً والقضاء على عوامل الترهل الاداري والبطالة المقنّعة وعلاج اوجه القصور والعيوب في بعض الاجهزة وهنا تبرز اهمية التثقيف واعادة التأهيل وتصحيح المسارات والمفاهيم الادراية الخاطئة ولدى الدولة من المعاهد والمراكز المتخصصة ما يمكنها من تحقيق هذه الغاية التي تكتسب صفة الالحاح مع مرور الايام وضغط الحاجة. @ وختاماً ارجو ان يجد حديثي هذا اثره في نفوس الذين يقرأون القول فيتبعون احسنه ويعملون ما يُصلح المخالفات والتجاوزات الادارية بعيون واعية .. وخبرة وتجربة استناداً الى المعطيات القائمة على الارض.