(حسين) انت من صجك تبي تشتري الاهرامات؟ هكذا قالها (سعد) متسائلا؟ لم اجد كلمة معبرة تصف نقصنا المعرفي في ادارة عمليات (المشرعة) مثل قرار (حسينوه) بشراء الاهرامات كما في (درب الزلق) ولم يعجبني سؤال مستنكر كما اعجبني سؤال (سعد) الطريف لاخيه بقوله: ما فكرت وشلون بتشيلها؟ كثيرة هي المشروعات (الاهراماتية) التنموية التي فشلت في بلداننا العربية والسبب فيها كما في مشروع حسينوه، هو التبسيط (الطوباوي) الذي يلغي من اجندته (المرونة) و(التفصيل) مأخوذا بجمال الهدف عازبا عن ذهنه الصعوبة والعسر اللذين ينطوي عليهما التطبيق لقد سأل (سعد) عن التفصيل وهو ما نحتاجه. كم هي المرات التي تواضعنا فيها ووافقنا على وضع خطط طوارئ مرنة. المرونة وحدها بعد الله سبحانه وتعالى، هي القادرة على امتصاص الصدمات والتحولات الدراماتيكية التي قد تصيب اي مشروع تنموي ناشيء بالشلل التام؟ ثم دعوني اتساءل متى كانت آخر مرة روعيت فيها الشخصية الوطنية في مشاريعنا المستقبلية؟ هل احترمت المنظمات الوطنية والاجنبية القائمة على مشاريعنا الانسان والزمان والمكان؟ هل كانت الاطر التي سارت وتسير عليها عمليات التخطيط تراعي التكثيف البيئي الاجتماعي والسياسي والثقافة الشعبية السائدة؟ لم نتخلف لاننا قمحيون حمقى او سذج. بل لاننا اخذنا وقتا اكثر مما ينبغي في صنع هويتنا التنموية وحين صنعناها كنا كمن يضع الحروف على النقاط وليس العكس! تخلفنا لاننا كنا الافضل على مستوى العالم في معرفة ما لا نريد والافقر في معرفة ما نريد. فشلنا لاننا لم نستطع التعاطي مع منجزنا الحضاري الماضوي باحترام بل بقداسة, في حين اننا تعاملنا مع منجز الآخر بانبهار واستسلام قدري مذل! يجب ان نمشرع بالطريقة الصحيحة (المدنية) لنتجاوز اخطاء الماضي الساذجة, هذا وحده ما سيجعل الآخرين يبدأون باحترامنا, وآمنوا مثلي ارجوكم باننا امة - ووطن - يملك الكثير مما يستحق الاحترام, لو عقلنا! دون فعل هذا كله فسنستمر نمشي في (درب الزلق) ويا ماشي درب الزلق لا تأمن الطيحة.