لمن نكتب؟! وهناك من يفضل الرغيف على الكتاب! وحده القلم يعبر المدى ويوحد الآراء.. ويلغي الحدود.. وحدة يخلط البداية بالنهاية ونعيش من خلال مداد سطوره بين الخيال والحقيقة وذكريات الأمس. واختلاجات اليوم التي تنهار وتتلاشى برمادها ودمعتها وجرحها وألمها فرغم قدسية القلم وعظمة الكتابة كنشاط انساني وحضاري.. الا ان السؤال الذي اصبح يلح وبقوة على الأدباء والشعراء ويباغت خاطرهم لماذا نكتب؟ والحياة قد اصبحت أكثر تعقيدا!! ولمن نكتب؟ وهناك من يفضل الرغيف على الكتابة والدواء على الصحيفة او المجلة.. وهناك من يقتني الكتب الفاخرة.. فقط ليباهي بها امام اصدقائه ومعارفه دون ان يعرف ما تحتويه هذه الكتب المتراصة في مكتبته.. شيء بديهي او طبيعي ان يتبادر هذا السؤال الى ذهن وخاطر الأديب.. فهو انسان اولا واخيرا.. يتمنى.. يحلم.. يغضب.. ويخاف ويهدأ ولكنه وعندما يحيط قلمه بقيد واحد.. هو قيد الضمير ويقدم للقارىء ما يعتقد به بأمانة وصدق.. فان هذا السؤال.. لن يكون هاجسه وعقابه في آن واحد.. لقد اوجد الكتاب لكي تصاغ كلماته دائما وابدا في الصدق والحب والحرية والجمال. أوجد ليضفي على الحياة وعلى هذا العالم التناسق وكل ما هو جميل ونبيل ورائع.. ومهما كان قدر الغدر والجرح فان الانتصار في النهاية سيكون للمبدأ حتى ولو توقف قلب الكاتب عن النجع بين السطور دون شهرة وانصاف. @@ سعد محمد البطيح