القيادة تعزي في وفاة رئيس إيران ومرافقيه    وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان يكرم البواني لرعايتها منتدى المشاريع المستقبلية    دعم الاقتصاد    فيصل بن مشعل لمجلس الشورى: منجزات رائدة في منطقة القصيم وفقاً لرؤية 2030    النفط في 1 يونيو    معابر مغلقة ومجازر متواصلة    أسرة بن مخاشن تستقبل المواسين في مريم    فراق زارعة الفرح    أمير القصيم يكرم «براعم» القرآن الكريم    الراجحي يصدر قراراً بتعديل تنظيم العمل المرن    حلول السلامة الذكية وطائرة «بارق».. «الإلكترونيات المتقدمة» تستعرض قدراتها التصنيعية    استثمار التقنيات الرقمية في قطاع الطاقة.. «أرامكو السعودية» تعزز ريادتها في الحوسبة الكمية    القضاء على الفقر وليس القضاء على الفقراء    10522 خريجًا وخريجة في مختلف التخصصات.. نائب أمير مكة المكرمة يشرف حفل التخرج بجامعة جدة    القوات المسلحة تواصل تدريبات" الأسد المتأهب"    مكعّب روبيك.. الطفل العبقري    المسألةُ اليهوديةُ مجدداً    واتساب يختبر ميزة تلوين فقاعات الدردشة    بعد وفاة رئيسي في حادث تحطم طائرة.. مخبر رئيساً مكلفاً للسلطة التنفيذية في إيران    بعد وفاة رئيسي.. لا تغيير في السياسة الإيرانية    8 مواجهات في الجولة قبل الأخيرة لدوري" يلو".. " الخلود والعروبة والعربي والعدالة" للمحافظة على آمال الصعود    أنديتنا وبرنامج الاستقطاب    في الرياضة.. انتظار الحقائق والتطوير    اجتماع اللجنة الأمنية والعسكرية المنبثقة عن مجلس التنسيق السعودي - القطري    تعزيز العلاقات مع "تحالف الحضارات"    رسمياً .. الاتحاد يعلن رحيل "جروهي" و "رومارينيو" عن صفوفه    أتعبتهم ولم يتعبوني    " كلوب وأليغري ومورينيو" مرشحون لتدريب الاتحاد    طموحنا عنان السماء    إحباط تهريب 200 كلغ من القات المخدر    خادم الحرمين الشريفين يخضع لبرنامج علاجي    "تعليم جدة" يصدر نتائج حركة النقل الداخلي لشاغلي وشاغلات الوظائف التعليمية    أمير الرياض يستقبل منتسبي جمعية المتقاعدين    إجازة لمكافحة التعاسة    ابحث عن قيمتك الحقيقية    لجين تتألق شعراً    مواجهة الظلام    مبادرة الأديب العطوي    أبطال آيسف يحققون 27 جائزة للوطن    ما الذي علينا فعله تجاه أنفسنا ؟!    سعود بن نايف وكتَّاب الرأي !    زلة الحبيب    وقتك من ذهب    لا عذر لخائن    تسهيل وصول أمتعة الحجاج لمقار سكنهم    العجب    علاقة معقدة بين ارتفاع ضغط الدم والصحة النفسية    الحامل و الركود الصفراوي    أخصائية تغذية: وصايا لتجنب التسمم الغذائي في الحج    خرج من «البحر» وهو أصغر بعشر سنوات    أمير الرياض يرعى حفل تخرج طلبة الجامعة السعودية الإلكترونية    مفتي الهند يدعوا الله بأن يشفي خادم الحرمين    الجنائية تتحرك لاعتقال قادة من حماس وإسرائيل    قدوم 267657 حاجا عبر المنافذ الدولية حتى نهاية أمس    القيادة تعزّي دولة رئيس السلطة التنفيذية بالإنابة السيد محمد مخبر في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    «التعليم» تحدد أنصبة التشكيلات المدرسية في مدارس التعليم العام    جائزة الرعاية القائمة على القيمة ل«فيصل التخصصي»    أمير القصيم يرعى حفل تكريم الفائزين بمسابقة براعم القرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قمة شرم الشيخ إختبار للنوايا الأمريكية

في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى قمتي انقاذ السلام في شرم الشيخ والعقبة يسود تفاؤل حذر في الأوساط العربية والعالمية بامكانية التوصل لاتفاق سلام يضمن قيام دولة فلسطينية وفق الرؤية الامريكية/ الاوروبية / الروسية التي تسمى "بخارطة الطريق" و ذلك في ضوء عدم وجود جدية إسرائيلية واضحة في تنفيذ مااجتمعت عليه الاطراف العالمية والامريكية في خارطة الطريق.
خطة منحازة
وإذا أخذنا في الاعتبار ان خارطة الطريق وفقا لنصوصها تميل في مجملها لصالح الكيان الاسرائيلي وتضمن له الامن على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة، فهي تقضي بوقف العنف الفلسطيني ولا تتعرض لأسباب هذا العنف الذي تقوم به إسرائيل من خلال الحصار ومضايقة المواطنين الفلسطينيين، كما ان الخارطة لا تتضمن آليات التنفيذ وضماناته وبالتالي فهي تعطي لاسرائيل التذرع بأي شيء من اجل التنصل من الاتفاق تحت دعاوي عدم التزام الفلسطينيين بما جاء في الاتفاقية.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما المطلوب من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لإنجاح خارطة الطريق وسد كل الطرق امام اسرائيل التي تجعلها تعرقل عملية التنفيذ؟
إجابة هذا السؤال تكمن كما اكد الخبراء في المشاورات التي تطرح على مائدة القمة
العربية - الامريكية - والقمة التي تشهدها القضية.. ففي القمة الاولى بشرم الشيخ فان
هناك رسالة عربية واضحة في التسوية السلمية في المنطقة وان بوش الذي يشارك القادة الستة يدرك هذه الرسالة والاسس التي تستند إليها وهي تؤكدها المبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية في بيروت وبالتالي فإن الموقف العربي سيؤكد على ذلك خلال قمة شرم الشيخ ويؤكد ايضا على ان إسرائيل لابد ان تكون على وعي وادراك بذلك وان تلتزم باستحقاقات السلام عليها.
متغيرات جديدة
الدكتور محمد السيد سعيد - نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام - اشار الى ان الظروف المحيطة بالقمة القادمة تختلف كثيرا عن الظروف التى احاطت بالقمة السابقة وبالتالى فانه من غير المتصور ان تكون النتائج واحدة وذلك لاعتبارات كثيرة منها الانقلاب الذى حدث للسياق السياسي فى المنطقة سواء المتعلق منه بالقضية الفلسطينية او العراقية ... ففيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقد فشلت سياسية شارون والحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة بعد مواجهتها بالمقاومة الفلسطينية المسلحة التى فرضت بدورها ضريبة على الجانب الفلسطيني دفعها الشعب من دمه وهو الامر الذى عمل على احداث حالة من توازن الضعف بين الجانبين فى اقل من ثلاث سنوات من الانتفاضة وبعد ان فقد الرأي العام الاسرائيلي الامل فى ان يجد طريقة عادية يستطيعوا من خلالها تركيع الشعب الفلسطيني الذى ترتبط مقاومته بالبطش الاسرائيلى بعلاقة طردية بمعنى انه كلما زاد البطش الاسرائيلى زادت وبدرجة اكبر المقاومة الفلسطينية مما ادى فى النهاية الى فرض حالة من العزلة النسبية ووضع قريب من اليأس فى حل سياسى او حتى عسكرى.. وفيما يتعلق بالقضية العراقية فان المنطقة العربية تشهد ملمحا آخر يختلف عن الملامح التى اتسمت بها المنطقة قبل القمة السابقة وهو العدوان الامريكى ليس على العراق ولكن على المنطقة وما يستتبعه من محاولات امريكية لإعادة هندسة المنطقة العربية خاصة بعد ظهور الاداء العسكرى المخجل عربيا لنظام صدام حسين وما تبدو من رغبة للشعب العراقى فى مجرد الانتهاء من نظام صدام.
واكد الدكتور سعيد ان هناك جانبا آخر من الجوانب الهامة والتى قد تجعل من القمة المقبلة نتائج ايجابية وفعالة يتعلق بالسياسية الامريكية تجاه قضية الصراع العربى الاسرائيلى بعد ان اطلقت الادارة الامريكية العنان لحكومة شارون كى تفعل بالفلسطينيين ماتشاء.
تحديات أمام العرب
ويرى الدكتور سعيد ان القمة ستفرض على القادة العرب تحديات جديدة خاصة وانها تضم الجانب الامريكى الذى يعتبر نفسه الدولة المنتصرة ومن ثم فان املاءها للشروط سيكون بدرجة اكبر من المتطلبات العربية ولذلك يجب على القادة العرب اتخاذ موقف موحد تجاه العديد من القضايا منها الشأن العراقى خاصة وان مرحلة التناسق العربى قد ذهبت مع مؤتمر دول جوار العراق الذى انتهى برفض فك الحصار عليه قبل تكوين حكومته ومع ذلك جاء قرار مجلس الامن على عكس رغبة دول جوار العراق مما يفرض تحديا جديدا على العرب بشأن تمسكهم بمواقف ثابتة ومحددة تجاه القضايا العربية خاصة القضيتين الفلسطينية والعراقية التى اختلفت حولها الاراء فى كثير من الدول العربية خاصة فيما يتعلق بكيفية تشكيل الحكومة وهى امور يجب اخذها فى الحسبان وذلك بغض النظر عن اختلاف ظروف الدول العربية التى يشارك قادتها فى القمة.
ويعرب الدكتور سعيد عن اعتقاده بان الهم الامريكى فى القمة سينصب على فكرة تشجيع القادة العرب على تقديم المبادرات لتشجيع شارون على ابداء المرونة فى القضية الفلسطينية ومن المحتمل ان ينتهى الطرح الامريكى الى ان تنفيذ اسرائيل لخارطة الطريق سيكون مرهونا بتقديم بل وتنفيذ الدول العربية لمبادرات جديدة.
فرص النجاح
ويؤكد الدكتور محمد عبد السلام خبير الدراسات الاستراتيجية اهمية انعقاد قمة شرم الشيخ وقمة العقبة في هذا التوقيت خاصة في ظل تحرك امريكي واضح تجاه المنطقة ولكن فرص التسوية السليمة سيظل نجاحها مرهونا بمدى قدرة الولايات المتحدة على إلزام اسرائيل بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه ولكن بالتجارب السابقة فان الاسرائيليين يراوغون في تنفيذ هذه الاتفاقيات وبالتالي فان الافراط في التفاؤل قد يكون في غير محله.
ويضيف انه رغم كل التحفظات التي اثيرت حول خارطة الطريق بالنسبة للحقوق الفلسطينية المشروعة الا ان اسرائيل ترفض تنفيذ هذه الخارطة.
والعقبة الاولى رفضها اعتماد المبادرة العربية التي اقرتها بيروت كأساس للتسوية رغم ان واشنطن ترغب في ان تكون المبادرة من بين المرجعيات التفاوضية اقتناعا بالمشاركة السعودية واهميتها في الجهود السلمية المقبلة، وتقول اسرائيل ان المبادرة تدعو إلى العودة إلى حدود ما قبل 5 يونيه 1967.
اما العقبة الثانية فتتمثل في رفض اسرائيل للبند الذي تتضمنه الخارطة والذي يدعو إلى تجميد بناء المستوطنات في المرحلة الاولى، وتريد تل ابيب تفكيك بعض التجمعات او النقاط غير القانونية وهي التعبير الذي يستخدم للاشارة إلى بعض المستعمرات اليهودية، وذلك في الوقت الذي لم يلتمس فيه التوصل إلى تعريف محدد حول ما يعنيه تعبير مستوطنات غير قانونية وما إذا كان سيسمح بما يسمى بالنمو الطبيعي للمستعمرات وما مصير تلك المستعمرات في إطار الحل النهائي.ثم تأتي بعد ذلك القضية الثالثة التي تتمثل في مسألة حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين طردوا عام 1948 من ديارهم فيما أصبح يعرف الآن باسرائيل، فيما ترفض دولة الاحتلال الاعتراض بهذا الحق من الاساس.
ويمكن القول ان هذه التحفظات الاسرائيلية غير المبررة على خريطة الطريق تقوض روح الخارطة وتدمر ما تعنيه خارطة الطريق للفلسطينيين من معنى وهذه وهذا في حد ذاته أول عوامل الفشل للخطة إذا استمرت اسرائيل في تمسكها بهذه التحفظات.
برنامج محدد
من جانبه يقول الدكتور مصطفى علوي وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ان القمة العربية الامريكية ثم قمة العقبة لابد ان يخرجا ببرنامج محدد وواضح وضمانات وآليات واضحة بالنسبة لتحقيق التسوية السلمية في الشرق الأوسط، ولابد ان تكون هناك جدية من الولايات المتحدة بالزام اسرائيل بما جاء في خارطة الطريق، حتى لا تضاف هذه النتائج إلى مثيلاتها التي عقدت ابتداء من مدريد وشرم الشيخ وطابا، وواي ريفر وغيرها، لذلك فإن الوقت المتاح ليس طويلا
مرحلة حاسمة
ومن جانبه يقول السفير عادل العدوي خبير الشئون السياسية ومساعد وزير الخارجية المصري السابق ان المرحلة المقبلة مرحلة حاسمة وان الجهود المبذولة حاليا سواء بانعقاد القمة العربية الامريكية أو قمة العقبة تؤكد جدية الإجراءات والجهود المبذولة ويقتضي الأمر تضامن مختلف الجهود من اجل المساهمة في وضع خارطة الطريق موضع التنفيذ والتزام الجميع بالجدية اللازمة حتى يمكن إحلال السلام الشامل والعادل في المنطقة أنها بارقة أمل في وسط هذا الظلام ولابد من العمل السريع من اجل تغيير الأمر على أرض الواقع حتى تتبع شعوب المنطقة السلام والتنمية.
ويؤكد ان خارطة الطريق تمثل وثيقة من واقع خاص اشتملت على خطط ومراحل محددة وخطوات متبادلة وبناء للمؤسسات تحت رعاية اللجنة الرباعية بحيث ينتهي الأمر إلى تسوية شاملة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي بحلول عام 2005م بقيام دولة فلسطينية واخرى اسرائيلية يعيشان جنبا إلى جنب في سلام وامن وقبول رسمي عربي لعلاقات طبيعية كاملة مع اسرائيل لجميع الدول في المنطقة في إطار سلام عربي - اسرائيلي - شامل وهذه الوثيقة تتضمن إلى جانب بنودها التزاما من مختلف المشاركين فيها سواء الولايات المتحدة او الاتحاد الاوروبي او روسيا او الامم المتحدة بالإضافة إلى تعهدات شخصية شبه رسمية وغير مسبوقة من الرئيس بوش الذي تعهد اكثر من مرة بالالتزام باقامة دولة فلسطينية مستقلة بجوار اسرائيل ويلزم لانجاح هذه الخطة ان تتكاتف جميع الاطراف بتنفيذ الخطة.
آليات محددة
اما الدكتور محمد عثمان خبير الشئون السياسية والاستاذ بجامعة جنوب الوادي بمصر، فيرى ان الخطوات والجهود المبذولة حاليا بعقد قمتي شرم الشيخ والعقبة يجب ان تتداخل وتخرج آليات تنفيذية تضمن التنفيذ العادل للتسوية السلمية المتفق عليها والمتمثلة في خارطة الطريق ولكن التجارب اكدت ان امريكا والغرب يعملان على ضمان امن الكيان الصهيوني مع تقييد الحكومة الفلسطينية وتحول القضية الفلسطينية مرة اخرى لمسألة تدور في تلك الندوات والمؤتمرات وبالتالي العمل على إخفاء ما كان قدر له من قبل قيام الدولة الفلسطينية، ان أمريكا دائما تجيد استخدام الظروف لتحقيق كل السياسات التي تخطط لها منذ سنوات. فهي تعلم ان الدول العربية الآن في حالة تمزق وهناك من المشاكل التي مازالت ولا تزال قائمة بين بعض من الدول العربية وبعضها، وكذلك هناك مشاكل داخلية في الدولة الواحدة وهي تذكي مثل هذه الامور حتى تنجح في الضغط على تلك الانظمة بتحقيق اهدافها.
ويضيف الدكتور محمد عثمان انه قد اصبح جليا بالأفعال لا بالأقوال أن إسرائيل لا تريد السلام ولا تريد دولة فلسطين لها حكومة قوية فعلية تقوم بجوارها ولكنها ترغب في سكان محليين يتبعون الكيان الصهيوني وإلا فماذا تعني المجازر التي تحدث صباحا ومساء وهدم المنازل واسر السكان وتجريف الأراضي وقتل الأبرياء وفي نفس الوقت تضع العراقيل أمام ما يعرف بخارطة الطريق التي لا تضمن الآليات اللازمة للتسوية. فهي فارغة من أي مضمون كما ان هناك الكثير من الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها ولم تنفذ حتى الآن.
أما الولايات المتحدة الراعي الرسمي لعملية السلام فقد أعلنت أكثر من مرة أن أمن إسرائيل في مقدمة الأولويات للسياسة الخارجية لها وبالتالي فإنه في ظل هذه السياسة فإن الطرح الحالي بالعمل على تنفيذ خريطة الطريق مستهدف بالدرجة الاولى وقف المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال وبالتالي إعطاء القوى المحتلة ترجمة إعادة ترتيب أوضاعها وترسيخ أقدامها في الأراضي المحتلة وبناء المزيد من المستوطنات بل ان المرحلة المقبلة لا تستطيع امريكا القيام بدور فاعل في هذه العملية لأنها ستدخل في انتخابات الرئاسة وهذا الأمر سوف يمد أجل أي إجراءات لمدة تزيد على عام ونصف العام.
يضاف إلى ذلك الشروط التي تضعها إسرائيل لبدء التفاوض وتعتبرها أساس التفاوض هي بمثابة تجريد الشعب الفلسطيني من كل اسلحته وقتل المقاومة فهل من المنطق ان يحدث ذلك في الوقت الذي لا تلتزم اسرائيل بأي خطوات مثل الانسحاب من الأراضي.
ان المعلوم ان المقاومة هي التي اعطت للقضية الفلسطينية شرعيتها وجعلت العالم كله يعلم ان هناك شعبا يبحث عن حقوقه المسلوبة ولولا المقاومة لأصبح الشعب الفلسطيني بقايا بشر من العصور القديمة مثلما أصبح الهنود الحمر الآن.
ان السلام في ظل حكومة متطرفة في اسرائيل يكون بعيد المنال ما لم يقف المجتمع الدولي وقفه صارمة ويضع عقوبات حاسمة ضد إسرائيل التي تضرب عرض الحائط بجميع الاتفاقيات والمعاهدات وإن لم يحدث ذلك فإن نتائج قمتي شرم الشيخ والعقبة ستكون حبرا على ورق !
رهان اسرائيل
اما الدكتور عبد الله غرباوي استاذ التاريخ بجامعة القاهرة يقول ان الجهود المبذولة
حاليا وتتمثل في عقد القمة الامريكية - العربية وبعدها القمة الامريكية الفلسطينية الاسرائيلية بالعقبة تعد تحركا ايجابيات لتفعيل عملية السلام والمضي قدماً في تنفيذ خارطة الطريق ولكن هذه التحركات لابد ان تضع الاطار الملزم لجميع الاطراف خاصة اسرائيل التي ماتلبث ان تتنصل من كل الاتفاقيات فإذا كانت خريطة الطريق محل التنفيذ تتحدث عن دولتين فلسطينية وإسرائيلية في عام 2005م إلا أنها لا تشتمل على جداول زمنية للتنفيذ كما انها تحمل في طياتها ما يجعل اسرائيل تتنصل منه بمجرد وقوع أول عملية عنف قد تكون خارجة عن سيطرة السلطة الفلسطينية، كما أنها لا تحمل اسرائيل اية التزامات في تحقيق الامن ومنع ما يثير العنف.
ويضيف ان تحفظات اسرائيل على الخارطة يمثل عقبة كبرى امام تنفيذها فلا يعقل ان تقول اسرائيل انها لا تعترف بحدود ما قبل 5 يونيه، او انها لن تجمد المستوطنات، او لن تسمح بعودة اللاجئين ثم تتفاوض على ما جاء في الخارطة بعد ذلك، وماذا سيبقى للتفاوض بعد ذلك، فاذا كانت أكبر 3 مشكلات لا تريد حلها إنما يصبح من المستحيل التوصل إلى حل يحقق صالح الشعب الفلسطيني.
المبادرة العربية
ويضيف الدكتور عبد الله ان القمة العربية الامريكية في شرم الشيخ يجب ان تؤكد على المبادرة العربية التي تمت الموافقة عليها بالاجماع في قمة بيروت كأساس للمفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية، وان عدم الاعتماد على هذه المبادرة تصبح أية مفاوضات او حلول معرضة للفشل ولن تجد قبولا عربياً، ومن هنا فإن المبادرة العربية التي طرحتها المملكة العربية السعودية هي الإطار المناسب للتسوية العربية الإسرائيلية، لأنها تحقق مصالح الجميع، وتضمن الأمن والاستقرار لكافة شعوب المنطقة، لأنها واضحة ومحددة في المبادىء وآليات التنفيذ ، وتحقق الهدف المنشود والذي يعيق الامن والاستقرار، فإذا كانت اسرائيل تبحث عن الأمن فان المبادرة العربية توفر لها ذلك وإذا كانت تبحث عن العلاقات الطيبة مع جيرانها فإن المبادرة العربية توفرلها ذلك أيضا
ثغرات بالخطة
ويضيف ان خارطة الطريق بوضعها الحالي تحمل العديد من الثغرات فهي لم تحدد ماهية الدول الفلسطينية ولا عاصمتها ولا صبغها وتركت هذه المسائل للتفاوض في المرحلة الثالثة والأخيرة للخطة، أما أخطر المراحل حقيقة فهي المرحلة الأولى التي يراهن البعض في إسرائيل على أن السلطة الفلسطينية الوفاء ببنودها وبالتالي فلن يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية في الخريطة فالمطلوب حاليا من السلطة الفلسطينية في اطار التزامات متبادلة مع اسرائيل نزع اسلحة الفصائل الفلسطينية ووقف جميع اشكال العنف ضد اسرائيل في أي مكان واستئناف التعاون الامني مع الحكومة الاسرائيلية.
ويشير إلى انه قد يرى البعض نوعا من التفاؤل في تأكيد بوش بالتزامه بتحقيق هدف اقامة دولة فلسطينية الا ان هذا التفاؤل قد لا يستمر طويلا مع وجود التيار المتطرف في اسرائيل الذي مازال يرفض قيام دولة فلسطين او وقف الاستيطان وبالتالي ان هذه الدفعة الراهنة للسلام نحتاج إلى استمرار الضغط الامريكي لوقف الممارسات الاسرائيلية الراهنة التي تعرقل وربما تنسف خريطة الطريق، وأول هذه المهام هي وقف جميع أعمال العنف بمعنى وقف كل اشكال القمع والارهاب التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وهي مسئولية بالأساس.
ومن هنا فان قمتي شرم الشيخ والعقبة ينبغي ان تركزا على تجديد تأكيد الالتزام بالضمانات الامريكية المقدمة للسلطة الفلسطينية بعدم إجراء أو إدخال أي تعديل على خريطة الطريق بما يؤدي إلى إجراء ملموس على ارض الواقع والا تحولت هذه الضمانات إلى مجرد حبر على ورق والزام اسرائيل باستحقاقات مماثلة فمن غير المعقول ان يجرى الضغط على حكومة ابو مازن لكي تبدأ في نزع سلاح المقاومة واعتقال كوادر الانتفاضة بينما دبابات الاحتلال لاتزال تتحرك وتفرض حصارا مشددا وخانقا على جميع أبناء وطوائف الشعب الفلسطيني.
تنسيق مطلوب
ويقول الدكتور طاهر شاش خبير الشئون السياسية ان قمة شرم الشيخ التي يشارك فيها الزعماء العرب والرئيس بوش تكتسب اهمية كبيرة لانها سوف تضع رؤية مشتركة لتحقيق التقدم في طريق السلام من خلال خريطة الطريق والتأكيد على ضرورة ان تستند هذه الخريطة على عدة مرجعيات معروفة منها مبادرة السلام العربية، وقرارات مجلس الامن ورؤية بوش حول إقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية.
وعلى جانب آخر يجب ان يكون هناك تنسيق وتعاون عربي مكثف لتوجيه الموقف العربي والتأكيد على الثوابت العربية في أية تسوية في الشرق الأوسط بين العرب واسرائيل، وان هذا الموقف يكون المهم في هذا التوقيت حتى يمثل عامل ضغط على اسرائيل لتنفيذ التزاماتها بخريطة الطريق وحتى لا تتحول الاتفاقيات إلى حبر على ورق.
تبقى الاشارة إلى ان الولايات المتحدة رغم تمسكها الظاهر بتنفيذ خريطة الطريق إلا أنه مع قرب الانتخابات الرئاسية وما يشوبها من مزايدات انتخابية فإن هذا الحماس يمكن ان يتراجع وترضخ للمطالب الاسرائيلية، وقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست قبل ايام، ان المسئولين الامريكيين على استعداد إلى التخلي عن تفاصيل خارطة الطريق التي وقعت عليها واشنطن بالاضافة إلى الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة ، وهو ما ظهر حين اعربت ادارة بوش عن استعدادها التعامل مع المخاوف الاسرائيلية. خلال تنفيذ مراحل خريطة الطريق وهو ما يعني ان الحديث عما جاء في خارطة الطريق ليس نهائيا وقابل للتفاوض وبالطبع تقديم المزيد من التنازلات لارضاء اسرائيل .
أهمية خاصة
ويشير الدكتور جميل حسين - استاذ القانون الدولي العام ووكيل كلية حقوق المنصورة ونائب رئيس مجمع الاعلام الامريكى -الى ان قمة شرم الشيخ تكتسب اهميتها من انها تعقد عقب حدوث تغييرات جوهرية فى منطقة الشرق الاوسط فى مقدمتها انهيار نظام صدام حسين وتنشيط عملية السلام وتطوير النظام السياسي والاقتصادي فى المنطقة وكلها مؤشرات تدل على ان القمة ستكون مختلفة كثيرا من حيث النتائج هذا بجانب ان الاطراف المشاركة فيها تمثل ثقلا سياسيا فى المنطقة ولها دور هام ومحوري فى دفع عجلة السلام فى منطقة الشرق الاوسط خاصة الدور الذى تقوم به المملكة العربية السعودية والذى تمثل فى مبادرة الامير عبد الله للسلام والتى تعد من اهم الاعمال المطروحة على اعمال القمة وكذلك الدور المصرى الراعي لعملية السلام وهذا الامر يختلف كثيرا عما لو كانت القمة شاملة كل الاطراف العربية ومن ثم كان يمكن القول انها ستنتهي الى نفس ماانتهت اليه القمم السابقة.
تفاؤل حذر
ويعرب الدكتور حسين عن تفاؤله بنتائج القمة القادمة خاصة وانها تعقد بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني ابو مازن وهوالامر الذى جعل الادارة الامريكية ترحب بها لان اسرائيل لم تكن تبدى اى مرونة بشأن القضية الفلسطينية قبل ذلك الى ان اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلى شبه مرونة فى تقبله لخارطة الطريق وهذه المرونة بالرغم من المحاذير التى تحوطها الا انها كفيلة بعقد مثل هذه القمة لاحداث تطور ايجابي.
ثقل المفاوض العربي
واشار الدكتور حسين الى ضرورة تبنى القادة العرب لافكار هامة لتنشيط عملية السلام وتحقيق الامن والاستقرار فى المنطقة وتلك الافكار تتعلق بثلاث قضايا رئيسية اولها الاوضاع فى العراق والتأكيد على ضرورة انهاء الاحتلال الامريكى لها فى اسرع وقت ممكن والمساهمة فى الاسراع بتشكيل حكومة عراقية منتخبة منه تحقق اهدافه واختيار افضل الوسائل لتحقيق ذلك وثانيها قضية السلام فى المنطقة وما يستتبعها من مشاكل مع سوريا ولبنان فيجب ان يكون هناك اصرار عربي على عدم التنازل عن التزام اسرائيل بخارطة على ان يتم التنفيذ بالتوازي مع الجانب الفلسطينى وثالث هذه القضايا هو النظر فى طبيعة العلاقات التى تربط الدول العربية ببعضها البعض من ناحية وبالولايات المتحدة من ناحية اخرى فعلى الصعيد العربى يجب اعادة النظر فى طبيعة العلاقات العربية وتفعيل السوق العربية المشتركة التى هى فى الاساس اقدم من السوق الاوربية المشتركة حيث نشأت السوق العربية عام 1950 بينما نشأت الاوربية فى عام 1957 وهذا هو امل العرب فى تكوين تكتل اقتصادى قادر على مواجعة التكتلات الاوربية على الاقل بين الدول المشتركة فى القمة هذه المرة بجانب النظر فى طبيعة العلاقات العربية الامريكية والعمل على تفعيلها بالشكل الذى يحقق اهداف المنطقة.
ويبدى الدكتور حسين اهتماما بالشأن السوداني ويقول ان الملف السودانى يجب ان يكون ضمن اعمال القمة سواء كان ذلك بشكل مباشر او غير مباشر لان الشأن السوداني يؤثر بطبيعة الحال على الوضع المصري وذلك على اعتبار ان السودان هو امتداد لمصر.
وحول الضمانات التى يجب ان يحصل عليها العرب لتحقيق اهدافهم وسبل الحصول عليها قال الدكتور حسين ان هذا الامر متروك لقدرة المفاوض العربى ومدى قدرته على استخدام وسائل الضغط على المفاوض الاسرائيلى والتى تتمثل اما فى الولايات المتحدة او فى الاتحاد الاوربى وهما الآليات التى يمكن عن طريقهما تحقيق الاهداف العربية.
دعوة أمريكية
اما اللواء طلعت مسلم - الخبير الاستراتيجي- فيشير الى ان القمة فى الاساس هى دعوة امريكية وليست مصرية كما يعتقد البعض ولذلك فانه ليس متوقعا منها ان تعمل لصالح السياسة العربية او لصالح عملية السلام وانما ستراعى بالدرجة الاولى المصالح الامريكية ولذلك فان على القادة العرب المشاركين فيها مراعاة تحقيق المصلحة العربية خاصة وان المنطقة العربية تشهد تطورات من شأنها تهديد الامن والسلام فى كافة الدول العربية اخطرها تصاعد السياسة الاسرائيلية المتعنتة تجاه القضية الفلسطينية وذلك على الرغم من اعلان شارون موافقته على خارطة الطريق الا ان ذلك فى حد ذاته ليس ضمانا لقيام اسرائيل بخطوات جادة نحو عملية السلام لانها سبق وان اعلنت رفضها تنفيذ الخريطة بمبدأ التزامن بمعنى ان يتم التنفيذ على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي فى نفس الوقت وفضلت ان يبدأ الفلسطينيون اولا ثم تقوم هى بعد ذلك بالتنفيذ ودون اى ضمانات هذا بجانب ماتشهده المنطقة من تدخل امريكى سافر فى الشئون الداخلية العربية بشكل لم يسبق له مثيل.
واعرب اللواء مسلم عن اعتقاده بان القمة العربية ستنتهى الى ماانتهت اليه القمة السابقة دون الوصول الى اى نتائج او قرارات ايجابية لصالح قضية العرب الاولى وهى استعادة الاراضي المحتلة ولو بشكل جزئي ودون ذلك يصبح الحديث عن اى مبادرات او محاولات للسلام مجرد محاولات عربية لتقديم مزيد من التنازلات للحكومة الاسرائيلية التى تصول وتجول بفضل الدعم الامريكى الذى اصبح بعد احتلال العراق ليس بعيدا عنها مشيرا الى ان اى قمة عربية يجب ان تقدم خطوة ايجابية نحو حل مشكلة الصراع العربى الاسرائيلى.
وقال اللواء مسلم ان اكثر الموضوعات التى تطرحها الادارة الامريكية على القمة هو المتعلق بمبادرة بوش الاخيرة بشأن منطقة التجارة الحرة وهى اعادة لطرح فكرة الشرق اوسطية وهو الموضوع الذى اصبح مؤكدا انه سيكون على رأس جدول اعمال القمة.
اختبار لجدية واشنطن
اما الدكتور احمد ابو الوفا - استاذ القانون الدولي جامعة القاهرة - فيرى ان القمة يجب ان تراعى خاصة من الجانب الامريكي، ان الدول العربية صادقة فى نواياها تجاه تحقيق السلام فى المنطقة وان نواياها الصادقة هذه تقابل بنوايا غير صادقة من الجانب الاسرائيلي الذى يرفض كل صور للالتزام او الاتفاقيات الدولية او حتى المبادرات العربية وهو مايفرض على الجانب الامريكى التزاما باعتباره الموالى لاسرائيل بفرض احترام اسرائيل للاتفاقيات والعمل على تنفيذها ودلل على ذلك بمبادرة الامير عبد الله وقال ان المبادرة التى تقدمت بها المملكة العربية السعودية جادة ونالت استحسان كثير من الدول العربية وهى مبادرة تحمل فى طياتها سبل ووسائل تحقق فى حالة تنفيذها السلام لكل الاطراف المعنية وهذه المبادرة التى طرحت فى قمة بيروت لم تلق اى اهتمام او رد فعل اسرائيلى مما يؤكد انها غير جادة فى عملية السلام وتزيد من سياسة البطش والتنكيل للشعب الفلسطينى وهو الامر الذى يفرض على القمة تحديات كبيرة فى مدى قدرتها على الخروج بقرارات جادة وملزمة للجانب الاسرائيلى تنفيذ كل ما من شأنه العمل على تحقيق السلام وهذا هوالامل المعقود على قمة شرم الشيخ. واوضح الدكتور ابو الوفا ان قمة شرم الشيخ بجانب انها اختبار لمدى جدية اسرائيل فى تنفيذ خارطة الطريق فهى ايضا اختبار لمدى مصداقية الولايات المتحدة خاصة فيما يتعلق بالاوضاع فى العراق وايضا فى فلسطين ففى العراق سبق وان اعلنت عن قواتها قوات تحرير ولكن سرعان ماتحولت الى قوات احتلال وبالتالى فان على الادارة الامريكية ان تظهر حسن نواياها وتترك العراق للعراقيين . . اما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقد اعلنت الادارة الامريكية من خلال احد خطابات الرئيس بوش الابن انه لابد من قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل تتمتع بالاستقلال والحكم الذاتى وتعتبر قمة شرم الشيخ مجالا لتحويل الافكار والافعال الامريكية الى واقع عملي وهذا ماتكشف عنه اعمال القمة وماتنتهى اليه من نتائج.
الحد العربي الادنى
ويرى الدكتور ابو الوفا ان على القادة العرب الا يتنازلوا عن الحد الادنى من مطالب تحقيق السلام فى المنطقة وهو انهاء الاحتلال للاراضي الفلسطينية والعراقية واعطاء الشعبين العراقي والفلسطينى حق تقرير المصير دون اى قيود من جانب قوات الاحتلال سواء كان الاسرائيلي او الامريكي مع عدم ابداء اى مرونة عربية فى هذا الاتجاه خاصة وان المحتل الاسرائيلى لايبدى اى مرونة وهو الامر الذى يعطى القادة العرب الحق فى المطالبة بها تحقيقا للامن والسلام فى المنطقة.
واعرب عن أمله فى ان تخرج القمة بنتائج اكثر ايجابية من النتائج التى خرجت بها القمم السابقة خاصة وان القمة تأتي فى ظل ظروف صعبة تهدد امن استقرار المنطقة.
الضغط على اسرائيل
على جانب آخر اكد السفير محمد بسيوني سفير مصر السابق في اسرائيل ان القمة ستركز على العملية السلمية وكيفية تنفيذ خارطة الطريق والسلام الشامل في المنطقة.
أشار إلى ان الرئيس بوش يأمل ان تنجح هذه القمة لانه يريد ان يدخل الانتخابات العام القادم 2004 وقد حقق انجازا في السياسة الخارجية وبذلك ترتفع الاصوات المؤيدة له دخل الادارة الامريكية. وبذلك يبذل اقصى جهده للسعي نحو دفع المسار الفلسطيني وخريطة الطريق لإحداث نوع من التقدم.
أضاف ان القمة التي ستعقد في 4 يونيه القادم بالعقبة ستركز على خارطة الطريق وموضوع ان الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني يصدران بيان مشتركا حيث ينص البيان الفلسطيني على حق اسرائيل في الوجود وضرورة محاربة الارهاب ووقف التحريض على العنف ويصدر البيان الاسرائيلي الاعتراف بوجود دولتين فلسطينية واسرائيلية ووقف العنف ضد الفلسطينيين كذلك سيتم في القمة تنفيذ آلية خريطة الطريق بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.واوضح السفير على ضرورة الضغط على اسرائيل لتنفيذ خريطة الطريق وسرعة تشكيل حكومة عراقية منتخبة من الشعب وانهاء مشكلة العراق. وحول ما اذا كان الضغط الامريكي سيكون له تأثير هذه المرة على نجاح بنود القمة قال السفير ان النتائج على الارض هي التي ستحدد مدى التزام اسرائيل بتنفيذ خارطة الطريق مشيراً، إلى ان الرئيس بوش قد اكد ان التصريحات وحدها لا تكفي ولابد ان يبدو قبول الخريطة على ارض الواقع.
وحول حق العودة للفلسطينيين وهل سيرفض الجانب الاسرائيلي صرح السفير ان الولايات المتحدة رفضت اصرار اسرائيل على عدم قبول حق العودة للفلسطينيين واكدت على ضرورة ايجاد حل عملي وعادل مشيرة إلى انه لا يمكن التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين بدون قبول هذا البند. وأشار إلى وجود 4 ملايين لاجىء فلسطيني موجودين خارج قطاع غزة والضفة الغربية ولا يمكن ايجاد حل للمشكلة الفلسطينية إلا بحل مشاكلهم في الداخل والخارج.
قضية العراق
وصرح السفير عبد الرحمن صلاح مساعد وزير الخارجية السابق ان القمة يجب ان تركز على حق العراق في وطن مستقل يديره العراقيون وعلى ضرورة ان تساند كافة الدول العربية وحدة العراق كذلك ان يكون للدول العربية دور في إعادة اعمار العراق .. والزام الولايات المتحدة بدور في خارطة الطريق .. وعدم اتباعها لسياسة الكيل بمكيالين بين العرب والاسرائيليين.وحول ضرورة الزام اسرائيل بتطبيق خارطة الطريق .. أكد السفير عبد الرحمن صلاح ان عدم تطبيق خارطة الطريق سيعني استمرار الحرب واظهار للعالم كله ان اسرائيل هي المتعنتة لذلك من المتوقع ان تلتزم اسرائيل هذه المرة.
اجتماع غير مسبوق
بدوره اكد السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية ان القمة العربية الامريكية ستناقش خارطة الطريق واوضاع العراق مشيرا إلى ان هذا المؤتمر يعد فرصة طيبة لاقناع الرئيس الامريكي بضرورة بذل مزيد من الضغط على الاسرائيلين فيما يتعلق بالمستوطنات. وأشار إلى ضرورة وجود حوار جديد مع الولايات المتحدة في ظل هذه الظروف التي تشهدها المنطقة بعد حرب العراق لان هذه تعد المرة الاولى لاجتماع عدد من الزعماء العرب مع بوش بعد حرب العراق مشيرا لضرورة ان يكون هناك صوت عربي ممثل في العراق بجانب الممثل التابع للامم المتحدة وضرورة اقناع بوش بذلك بهدف الاتصال بجميع الفئات والاحزاب والمسئولين داخل العراق.
وحول مدى نجاح تنفيذ خارطة الطريق اكد السفير شاكر ان خارطة الطريق في تصوره تم قبولها بناء على ضغط امريكي على الاسرائيلين مقابل بعض التسهيلات التي ستمنحها الولايات المتحدة مستقبلا للاسرائيلين .. مشيرا إلى ضرورة الحفاظ على خارطة الطريق لضمان نجاح الاستقرار في المنطقة.
بداية لدور امريكي
على صعيد آخر أكد هشام يوسف المتحدث باسم الجامعة العربية ان لقاء قادة مصر والمملكة والبحرين والمغرب والاردن في قمة شرم الشيخ هو لقاء في غاية الأهمية نظرا للاوضاع السائدة في المنطقة مشيرا إلى ان التنسيق والتشاور العربي مطلوب في هذه المرحلة اكثر من أي وقت مضى من قبل واضاف انه من المؤكد ان هذا التنسيق والتشاور سيصب في خانة المصالح العربية خاصة عندما يكون على مستوى القمة وأوضح المتحدث باسم الجامعة العربية ان لقاء الرئيس الأمريكي جورج بوش بالقادة العرب في شرم الشيخ له أهمية بالغة نظرا لطبيعة العلاقات الامريكية العربية وكون هذه العلاقات مهمة لكل من الطرفين العربي والامريكي فانها تحتاج لمثل هذا اللقاء للبحث فيما تعرضت له العراق وعن تصوره لقمة العقبة الثلاثية بين الرئيس بوش والملك عبد الله ملك الاردن ومحمود عباس (ابو مازن) رئيس الوزراء الفلسطيني قال اننا نأمل أن يكون هذا اللقاء بداية جادة على طريق تنفيذ بنود خارطة الطريق بشكل متوازن ومتوازي من كلا الجانبين وان يكون بداية لدور امريكي مطلوب يحقق هذا التوازي والتوازن وألا تكتفي بممارسة دورها المعهود بالضغط على الطرف الفلسطيني فقط وأضاف أننا نأمل ان تهتم الولايات المتحدة ايضا بصورتها في العالم العربي لان الصورة يشوبها الكثير من السلبيات لدى الرأي العام العربي وهي تحتاج لمزيد من الجهد من أجل تحسين هذه الصورة وقد يكون سعيها لتنفيذ خارطة الطريق بشكل متوازي ومتوازن بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي خطوة في هذا الاتجاه. وأشار يوسف إلى أن لقاء القمة في شرم الشيخ هو تتويج لمجموعة من اللقاءات والمشاورات التي سعت اليها مصر في الأسابيع الاخيرة سواء بزيارات ومقابلات الرئيس مبارك في مصر او خارجها او عبر الاتصالات الهاتفية نظرا للأوضاع المأساوية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والتي تتطلب التحرك العاجل لوضع حد لعمليات القتل والنسف و التدمير للمنازل والحصار وغيرها من الأوضاع المأساوية.
دور المملكة
من جهته أعرب محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم في الجامعة العربية عن أهمية هذا اللقاء بالنسبة للطرف الفلسطيني مشيرا إلى أن أهمية هذا اللقاء بالنظر إلى حضور الرئيس الأمريكي جورج بوش بنفسه لأول مرة في المنطقة وهو الذي بدأ فترة رئاسته متجاهلا تماما الاوضاع في الاراضي الفلسطينية ومطلقا ليد "شارون" وموفاز وغيرهما من المتطرفين في التصرف، فحضور الرئيس الامريكي جورج بوش لقمة العقبة واعلان انه لن يسمح بفشل هذه القمة ومشاوراته مع القادة العرب في شرم الشيخ تعكس تغيرا للمنظور الامريكي لمشكلات المنطقة. وأكد مندوب فلسطين في الجامعة، على ان المبادرة العربية في قمة بيروت وقبول كل الدول العربية لها بما فيها فلسطين تؤكد على ان العرب والفلسطينيين يمدون أيديهم للسلام مع الطرف الإسرائيلي والسلام الذي يريده العرب واكدت عليه هذه المبادرة غير الاستسلام الذي تريد اسرائيل فرضه على الجميع. وأشاد "صبيح" بالجهود التي تبذلها المملكة مع الطرف الامريكي لكي تضع مبادرة صاحب السمو الملكي الامير عبد الله المعروفة بمبادرة السلام العربية احد مرجعيات خارطة الطريق التي اقرتها امريكا وروسيا واوروبا والامم المتحدة وقال لقد بذلت المملكة جهداً خارقا للغاية من أجل ان تضع مبادرة السلام العربية في صلب خارطة الطريق. وعن التصريحات التي اطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون قبل قمتي العقبة وشرم الشيخ وقال فيها ان اسرائيل لا تستطيع فرض الاحتلال على 3 ملايين فلسطيني إلى الابد وان هذا الاحتلال قد ألحق اضرارا بكل من الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي وهل تعتبر مؤشرا على تغير في فكر رئيس الوزراء الاسرائيلي قال صبيح ان الشعب الفلسطيني يريد افعالا لا اقوالا مشيرا إلى ان عدوانية شارون في فترة رئاسته الممتدة للحكومة الاسرائيلية تسببت في اهدار الدماء الغزيرة للفلسطينيين والإسرائيليين معا كان يمكن حقنها لو استجاب لنداء السلام ووفر على المنطقة وعلى شعبه الكثير من التوتر والمعاناة واكد صبيح ان الشعب الفلسطيني لا ينتظر تصريحات من شارون ولكنه ينتظر ليرى كيف سيتصرف وهل هو يريد التلاعب وإضاعة الوقت انتظارا لفترة ملائمة للانسحاب من عملية السلام وخارطة الطريق كما نفض يده عن كثير من الاتفاقيات والتعهدات السابقة وأوضح صبيح تشككه من قدرة شارون على المضي قدما في طريق السلام مشيرا إلى انه أي شارون هو الذي قاد المستوطنين لاقامة المستوطنات في روابي الجبال وهو الذي وعد بالامن لشرعية والقضاء على ما اسماه بالارهاب الفلسطيني فلم يجلب الا الخراب والدمار وهو الذي حاصر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واتهمه بدعمه للارهاب وهو يعلم كم من الاخطاء التي ارتكبها في حق الرئيس عرفات الذي قاد شعبه إلى طريق السلام ووقع اتفاقيات السلام في اوسلو سار في طريق تنفيذها بكل صدق وشجاعة طريق السلام وهو الطريق الصحيح وان تقترن اقواله بافعال وان يتوجه بصدق إلى السلام كما يفعل العرب والفلسطينيون
تضييع للوقت
ومن جهة اخرى يرى محمد عبد العليم داود عضو مجلس الشعب المصري عن حزب الوفد المعارض انه يخشى ان تكون هذه الاجتماعات ليس الا فسحة من الوقت بالنسبة ل شارون وحكومته حتى تستطيع ترتيب اوراقها في فترة لاحقة و بدون ان يكون لديها سعي حقيقي للاستمرار في طريق السلام واوضح عبد العليم ان كل حكومات اسرائيل السابقة سارت على نفس نهج بيريز ونيتانياهو وباراك ثم شارون تظاهر بالسعي الى السلام من خلال هذه المؤتمرات الدولية ثم التنقل من كل الالتزامات والاتفاقيات فيما بعد دون ان تتحمل أي مسئولية او تبعات كنتيجة لذلك. وبالتالي كانت كل هذه الاجتماعات والمؤتمرات في السنوات العشر الاخيرة مجرد ضياع للوقت.
وعن مشاركة امريكا في اللقاءات قال عبد العليم، ان امريكا تعمل على تحقيق مصالح واهداف اسرائيل اولا وقبل كل شيء ولم ينكر هذا القادة الامريكيون بل قالوا ان عملية ضرب العراق هي من اجل تأمين اسرائيل اولا. واعراب "داود" عن مخاوفه بأن يكون اعلان اسرائيل قبولها للدولة الفلسطينية وعزمها عن التخلي عن سياسة الاحتلال مجرد مناورة تهدف من ورائها إلى ان تتحمل السلطة الفلسطينية كبح جماح المعارضة الفلسطينية وخاصة حركتي حماس والجهاد وكتائب شهداء الاقصى وأضاف ان الهدف غير المرئي لاسرائيل هو تقليم اظافر المقاومة لتخفيف العبء عن الجيش الاسرائيلي واكد عبد العليم على خشيته من نجاح المناورات الاسرائيلية في إحداث اقتتال بين المقاومة والسلطة الفلسطينية كما حدث من قبل مشيرا إلى حقيقة مؤداها ان كل اجتماعات تسفر عن اتفاقيات يلتزم بها الطرف الفلسطيني اما الطرف الإسرائيلي فهو ينتقل من تنفيذ التزاماته وتهديداته بدون محاسبة من احد.
تفاؤل حذر
أما اللواء زكريا حسين خبير الشئون السياسية والاستراتيجية والرئيس الاسبق لاكاديمية ناصر للعلوم العسكرية في مصر. فقد أكد على أهمية ألا نفرط في التفاؤل لان التجارب السابقة في مسيرة السلام التي بدأت مع الرئيس الامريكي جورج بوش الاب سنة 1991 انتهت إلى لا شيء وزادت معاناة الشعب الفلسطيني من عمليات القتل والتدمير وسفك الدمار ومع ذلك فاننا لا يجب ان نفقد الامل فيما سوف يحدث او يعقب هذه القمة وتلك. واضاف انه لابد من ارادة قوية وحازمة حتى يمكن التغلب على العقاب التي يضعها الطرف الاسرائيلي مع كل اتفاق مشيرا إلى ان الامة العربية قد اصبحت في وضع صعب جدا سواء في العراق او فلسطين وان كافة القضايا العربية يتم حلها من اطراف خارجية سواء فلسطين او العراق او السودان والصومال وادوات حل الصراعات لم تعد في يد العرب. ولذلك فتطوير العمل الجماعي العربي من خلال القمم المصغرة او القمة العربية اكثر ضرورة لانقاذ ما يمكن انقاذه. وقال ان زيارة بوش للمنطقة وحضوره قمتي العقبة وشرم الشيخ هي محاولة لامتصاص غضب الرأي العام العربي الذي صدم بقوة نتيجة لعملية التدمير التي لحقت بالشعب العراقي والبنية التحتية بل والتراث والثقافة العراقية واشار إلى حالة القلق التي اصابت امريكا من جراء عمليات التفجير في السعودية والمغرب وخشيتها من عمليات تفجير اخرى في المنطقة العربية وبعض الدول الاسلامية قد ساهم في حث الادارة الامريكية على السعي لتحسين صورتها في العالم العربي من خلال التواجد بقوة لحل مشكلة الصراع العربي الاسرائيلي وحرصا من جانبها على اصدقائها من الحكام العرب الذين حذروا من خطورة استمرار الاحتلال الاسرائيلي بدون حل او بدون جهد امريكي لانقاذ الموقف المتدهور وطالبوا امريكا بخطوات جادة في هذا السياق قبل التوسط في الحرب على العراق.
استهداف المقاومة
واعرب زكريا ايضا عن خشيته من ان يكون الهدف الاساسي للتحرك الامريكي هو القضاء على المقاومة خاصة في الاراضي الفلسطينية رغم تأكيده على الثقة التامة في قدرة الفلسطينيين على ادارة صراعهم مع اسرائيل من خلال خبرة اكتسبوها في الخمسين عاما الماضية سواء من خلال الكفاح المسلح او التفاوض فهم لا يحتاجون التدخل من احد ولا المعونة لكي نرشدهم إلى افضل الطرق لنيل حقوقهم. وقال زكريا قد يكون هناك حسن في النوايا من جانب الادارة الامريكية والرئيس بوش من خلال هذا التحرك ولكن القراءة الحقيقية تقول ان الافعال غالبا ما تكون مغايرة للأقوال ومبادرة بوش الاب من 10 سنوات لحل الصراع العربي - الاسرائيلي انتهت إلى لا شيء.وقد تكون خطة خارطة الطريق ثم زيارة المنطقة هي خطوة على بداية حل المشكلة بعد تفاقم وتشابك المشكلات السياسية والامنية مع الوجود الامريكي العسكري على ارض العراق وقد تكون هذه بداية نحو حل للقضية الفلسطينية وايجاد دولة فلسطينية وان كانت بلا قدرات سياسية او اقتصادية او عسكرية.
من لهؤلاء النسوة وابنائهن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.