تحتل المملكة المرتبة الأولى كأكبر أسواق تكنولوجيا المعلومات في منطقة الخليج وشمال افريقيا، وأشار المحللون إلى أن أكثر من ثلث حجم الانفاق على تكنولوجيا المعلومات في منطقة دول المجلس وشمال افريقيا يتم في المملكة التي يعادل حجم الانفاق فيها أكثر من ضعف مثيله في بقية دول الخليج مجتمعة.ويقسم المحللون قطاع تكنولوجيا المعلومات إلى ثلاث فئات هي: خدمات تكنولوجيا المعلومات ومعدات وبرامج الحاسب الآلي. وعلى الرغم من حدوث تراجع في سوق تكنولوجيا المعلومات في الولاياتالمتحدة وأوروبا منذ عام 2000 بسبب الفراغ من الاعمال المرتبطة بمشكلة الألفية والفورة التي أطلقتها تقنية دوت كوم إلا أن حجم الانفاق على تكنولوجيا المعلومات في المملكة لعام 2001 قد أظهر زيادة بلغت 15% مقارنة بالعام 2000. وجاء أهم جزء من هذه الزيادة نتيجة للنمو في قطاع الخوادم ومعدات شبكات الوصول المحلية (LAN) مع استمرار الشركات والهيئات الحكومية في تحديث تقنياتها وبنياتها التحتية المعلوماتية. وحدثت كذلك زيادة في حجم الانفاق على المعدات الطرفية نتيجة لزيادة مبيعات الطابعات، والتي حققت زيادة بلغت 31% في حجم الشحنات الواردة الى المملكة. وقال محمد العقيل رئيس مجلس ادارة شركة جرير للتسويق: لقد استمر سوق معدات الحاسب الآلي في النمو بمعدل جيد منذ عام 2001 قياسا بعدد الوحدات المباعة والقيمة. وكان هناك توجه ايجابي في السوق وهو الارتفاع الكبير في الطلب على معدات نقل البيانات من قبل الشركات. ومن المؤكد ان تطور الانترنت في المنطقة الى جانب ارتفاع درجة القبول للتجارة الالكترونية كوسيلة فعالة سيضمنان استمرار النمو. وسيؤدي ارتفاع استخدام الانترنت في المملكة وضرورة توسيع عرض النطاق الى ارتفاع في الطلب على معدات وبرامج الحاسب الآلي ودمج الشبكات. ومن المتوقع حدوث نمو في مشاريع البنيات التحتية الضخمة في هذا القطاع، فمثلا تنفذ الحكومة السعودية في الوقت الراهن مبادرة ضخمة لتزويد 21.000 مدرسة بمعدات الحاسب الآلي والشبكات والانترنت والمعدات الطرفية، حيث تقدر المتطلبات من المعدات بمفردها بحوالي 800 مليون ريال سعودي خلال فترة المشروع، وسينتج عن ذلك المشروع ارتفاع سريع في قاعدة مستخدمي الانترنت: يذكر ان جرير للتسويق هي الشركة المضطلعة بتشغيل مكتبات جرير. وادراكا من مايكروسوفت التي تعد كبرى شركات تطوير البرامج في العالم بالدور الهام الذي تلعبه المملكة العربية السعودية باعتبارها أكبر الأسواق في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وشمال افريقيا فقد قامت في العام 1998 بإنشاء شركة مايكروسوفت العربية التي مركزها الرئيسي في الرياض ولديها فروع في كل من جدة والخبر. وأوضح بلال سنونو المدير العام لمايكروسوفت العربية ان امكانيات النمو الهائلة في البنية التحتية المعلوماتية في المملكة وما يصحب ذلك من ارتفاع في الطلب على البرامج من قبل القطاعات الحكومية والتجارية والأهلية كانت الدافع الرئيسي وراء قيام مايكروسوفت بإنشاء تواجد دائم لها في المملكة. وأضاف سنونو: والتجارة الالكترونية هي مجال آخر للنمو تركز عليه مايكروسوفت التي تستثمر بليون دولار في أنحاء مختلفة من العالم وتشكل تحالفات مع كبريات الشركات تأهبا لدعم نمو الطلب العالمي على حلول التجارة الالكترونية. وتشير التوقعات فيما يتعلق بنمو مبيعات معدات الحاسب الآلي في المملكة انطلاقا من مستويات أسعار العام 2001 إلى أن حجم المبيعات الاجمالية للعام 2004 ستصل الى 3260 مليون ريال سعودي وسترتفع الى 4590 مليون ريال سعودي في العام 2006.