شهدت ساحة الكليتين الجامعيتين للبنين والبنات بالقنفذة التابعتين لجامعة أم القرى، منتصف الأسبوع الحالي تدافع أعداد كبيرة من خريجي العام الجاري والماضي تجاوز عددهم 4 آلاف طالب وطالبة للحصول على مقعد جامعي، فيما أوقفت الجامعة القبول خلال أول يومين فقط من بداية التقديم، كما قصرت القبول في بعض الأقسام على 50 طالبا وطالبة لانتهاء طاقة كلياتها الاستيعابية. ورغم إعلان الجامعة عن فتح ثلاثة تخصصات جديدة خلال هذا العام إلا أنها اكتفت بتخصصين فقط بكلية البنين هما الهندسة والحاسب الآلي، وأكتفت ب 100 طالب بهما، واعتذرت عن افتتاح أي قسم بكلية البنات والاكتفاء بالتخصصات السابقة بحجة ضعف الطاقة الاستيعابية. وأبدى عدد من الطلاب والطالبات أسفهم لما آل إليه مصيرهم، ففي الوقت الذي أعلنت فيه الجامعة وعلى لسان مديرها أثناء زيارته الماضية للقنفذة بأن الجامعة أنهت كافة الاستعدادات لافتتاح أقسام جديدة والبدء بالبحث عن مبان مستأجرة إلا أنهم لم يلحظوا أي تطور أو تغيير، حيث اكتفت الجامعة بقبول أقل من 30% من المتقدمين وحرمان البقية من التعليم الجامعي، بل إن بعضهم قبلوا بتخصصات لا تمثل رغبتهم الأساسية لأن التخصصات المطلوبة اقتصر القبول بها على 50 طالبا وطالبة فقط. وأوضح عميد كلية البنين بالقنفذة الدكتور إبراهيم عسيري، أن القبول بالكلية كان نظاميا وتقنيا ولا مجال فيه للواسطة، وأن الجامعة استحدثت تخصصين خلال هذا العام للبنين هما الهندسة والحاسب الآلي، وأنها تسعى سنويا لزيادة عدد المقبولين حسب استيعاب الكلية. ومن جانبها، بينت إحدى مسؤولات القبول بكلية البنات أن الجامعة طالبت إدارة الكلية خلال هذا العام بعدم استقبال أي طلبات بغير التخصصات السابقة بل إن هناك تخصصات مطلوبة كالإنجليزي والحاسب اقتصر القبول فيها على 50 طالبة بكل تخصص، مشيرة إلى أن القبول سيستمر حتى الأسبوع المقبل ولكن الكلية توقفت خلال يومين فقط وذلك لاكتفائها بالأعداد المحددة لها وهن يمثلن نسبا مرتفعة تعادل أكثر من 75% من النسب الموزونة بعد حساب الثانوية والقدرات، بل إن هناك طالبات حصلن على أكثر من 90% في الثانوية العامة ولم يقبلن لتأثر هذه النسبة باختبار القدرات. إلى ذلك، تساءل الطالب محمد الزبيدي، ونسبته 89%، إلى متى تستمر هذه المعاناة، وقال "أنا خريج العام الماضي وخلال هذا العام تكررت المأساة للمرة الثانية بعدم قبولي، فهل يعقل أن متاعب 12 سنة يقضي عليها ضعف الطاقة الاستيعابية أو اختبار القدرات أو ضعف التخطيط ؟". وأشار الطالبان عبدالله الشريف وعوض الهيلي، إلى أن مشكلة الطاقة الاستيعابية ليست جديدة ولها أكثر من 25 عاما عندما لجأت الكلية إلى اختيار مبنى مدرسي ليضمها، متسائلين" ماذا تنتظر الجامعة لإنشاء مبانيها، فالأرض سلمت منذ 3 سنوات ولا تزال كما هي دون أي منشآت؟". وقال مدير التربية والتعليم بالمحافظة سابقا محمد بامهدي، إن عدد سكان القنفذة يقترب من نصف مليون نسمة، وأصبحت في حاجة ماسة للجامعة ، مشيرا إلى أن عدد المقبولين من خريجي الثانوية لا يتجاوز 30% ، والبقية إما يهجرون المحافظة للبحث عن مقعد جامعي أو يكتفون بالتعليم الثانوي. وفي سياق متصل، أوضح محافظ القنفذة فضا بن بين البقمي، أنه وجه بسرعة تخصيص أرض تكفي للمدينة الجامعية وتسليمها لجامعة أم القرى عاجلا للبدء في إنشاء مبان للكليات الجامعية عليها، وقد أنهيت كافة الأمور المتعلقة بالأرض والتي تبلغ مساحتها 6 ملايين متر مربع، وسلمت للجامعة منذ فترة متمنيا أن يشاهد قريبا مباني الجامعة عليها لتضم الطلاب والطالبات والتوسع في دائرة القبول.
