أعرب الفلسطينيون في غزة عن ابتهاجهم الكبير بتوقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية في القاهرة، ورفع المئات من الفلسطينيين من أنصار حركتي فتح وحماس للمرة الأولى منذ الانقسام الذي وقع قبل أربع سنوات، في ميدان الجندي المجهول بمدينة غزة رايات حركة فتح وحماس إلى جانب علم فلسطين، وصدح صوت الزغاريد في الميدان تعبيرا عن الابتهاج بالمصالحة. وقال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أمام المحتشدين إن "الشعب الفلسطيني موحد، وإن حركتي فتح وحماس موحدتان ومعهما كل الفصائل الفلسطينية"، مشيرا إلى أن هذه الوحدة هي الرد الحقيقي على التصريحات الإسرائيلية الخبيثة ضد أبناء الشعب الفلسطيني ووحدته. وفي السياق ذاته تلقى رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية رسالة من رئيس البنك الإسلامي للتنمية أحمد علي هنأه فيها بالاتفاق بين الحركتين، وأبدى علي استعداد البنك للتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية والمهام الوطنية التي ستتمخض عن اتفاق المصالحة، مشيرا إلى نية البنك دعم الاقتصاد الفلسطيني وخدمة أبناء الشعب الفلسطيني الذي عانى من تجاهل العالم لسنوات. وأوضح أن البنك سيعمل على تمكين الاقتصاد الفلسطيني وإعادة الإعمار، مما يدخل الأمل في قلوب الشعب الفلسطيني. من جانبهم أعلن عدد من قادة الحركة الأسيرة دعمهم لكافة الجهود المبذولة لإنجاز اتفاق المصالحة، مشيرين إلى أن أجواء الفرحة والسعادة تغمر الأسرى إزاء إنجاز المبادرة. وناشدوا الجميع رص الصفوف وتوحيد الطاقات ليحتفل كل الشعب الفلسطيني بطي صفحة الانقسام واستعادة وحدته. إلى ذلك أعاد تلفزيون فلسطين بثه للمرة الأولى من غزة منذ أربع سنوات، وقال حسن أبو حشيش رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن المكتب الإعلامي سمح لتلفزيون فلسطين بالعمل بشكل مباشر في قطاع غزة، و"ذلك استثمارا لأجواء التفاؤل التي تعم الأراضي الفلسطينية وتجسيدا للمبادرات السابقة التي تقدم بها المكتب الإعلامي الحكومي سابقا لتحييد الإعلام وتجنيبه تداعيات الانقسام، وإثباتا لحسن النوايا وصدق الإرادة بإنهاء كافة أشكال الانقسام". في غضون ذلك أكد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهارونوفيتش أنه ينظر بخطورة بالغة إلى اتفاقية المصالحة، مطالبا حكومته بفرض عقوبات اقتصادية على حركتي فتح وحماس وعدم نقل الأموال إلى السلطة الفلسطينية. وعلى النقيض من ذلك فقد أعدت وزارة الخارجية الإسرائيلية تقريرا سريا يتضمن توصيات إلى المستوى السياسي حول النهج الذي ينبغي أن تتبعه إسرائيل عقب تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، يفيد بأن اتفاق المصالحة يشكل فرصة استراتيجية إيجابية من شأنها أن تخدم المصالح الإسرائيلية.