اتخذ كثير من الدول الأدوية الشعبية والمعالجين الشعبيين أماكن جذب سياحي علاجي ونظمت لها الأنظمة وبنت لها المستشفيات على أحدث ما تكون لتواكب التطور التقني، ففي الصين سوقت الإبر الصينية الشعبية وقدمت لها الدعاية لتغزو العالم بعلاجها الشعبي وإبرها، وهذا جزء ومثال قليل لما تقوم به الصين، وكذلك فعلت تايلند حين اتخذت العلاج الطبيعي والأعشاب لعلاج المعاقين وأصحاب العاهات، واتخذت الهند كذلك العلاج الشعبي دخلا سياحيا للدولة فبنت المصحات التي تعالج بالزيوت والأعشاب الطبيعية الهندية والمساج بطريقة منظمة فصارت وجهة لكثير من الخليجيين وغيرهم، وهناك الكثير من الدول التي توجهت إلى الطب البديل ليكون موازيا للطب الحديث. وفِي وطننا ينتشر الكثير من المعالجين سواء بالعلاج الشعبي أو بالرقية، وما تكاد تجد مدينة أو قرية إلا ويوجد بها معالجون ومعالجات، ويلقون رواجا كبيرا وزحاما من قبل المواطنين وغيرهم، ولعل الزحام الشديد الذي انتشر مؤخرا لمعالج شعبي ظهر أنه يعالج الجلطات وعنده القدرة على أن يجعل المقعد يمشي طليقا بعدد من الكيات بالنار أكبر دليل على رواج العلاج الشعبي واقتناع المرضى به، أضف إلى ذلك أن هناك من اتخذها تجارة، فيكوي بالنار ويصف زيوتا لنباتات طبيعية، وقد يكون بعضها له تأثير جانبي، وهناك أيضا من يعالج بالقرآن حينما يقرأ على المريض ويرقيه ويبيع له ماء وزيتا مقروءا عليه. أضف إلى ذلك أن ثقافة الماء المقروء عليه منتشرة في المجتمع، فيباع في عدد من البقالات العادية، ويجد إقبالا عليه بطريقة تنافسية، ويباع ويروج وينتقل إلى جميع مدن ومحافظات المملكة، وقد يوزع الماء المقروء عليه من قبل الجمعيات الخيرية، وذلك كصدقة علاج، فبعد هذا والزحام من قبل المرضى والبحث عن المعالجين الشعبيين فإنني أسأل لماذا لا تنظم وزارة الصحة العلاج الشعبي وتقوم بإنشاء المستشفيات الخاصة بالطب البديل؟ وتكون هناك شروط واختبارات معينة لمن يستخدم الطب البديل، فأنا لا أنكر الطب البديل لكنني أدعو إلى تنظيمه وخاصة أننا لدينا ثقافة موجودة في ديننا وهي الطب النبوي، فَلَو استخدمنا الطب النبوي ونظمنا ذلك لكانت لنا سابقة غير مسبوقة، ولسوقنا علاجنا الشعبي عالميا، وبذلك يتوافد علينا السياح للعلاج من كل مكان في العالم، فعندنا الرمال الحارة التي تعالج الروماتيزم مثلا، وعندنا الحجامة والكي آخر العلاج، وعندنا الحبة السوداء والحلبة وغيرها من الأدوية الشعبية. وقبل ذلك عندنا المعالجون القرّاء الذين يعالجون بالرقية الشرعية وقراءة القرآن الكريم، ففيه علاج للمرضى النفسيين وشفاء لما في الصدور، فهذه فكرة، وعلى وزارة الصحة تبنيها وتنفيذها، فهي علاج رخيص وبديل ومطلب وثقافة مجتمع، وليس لها أضرار جانبية إذا استخدمت بطريقة صحيحة وعلى معرفة، ومن معالج لديه الخبرة في التركيبات للنباتات الطبيعية، وبهذا نحد من المعالجين الوهميين، ويكون المعالج الشعبي تحت مظلة وزارة الصحة ولديه تصريح بذلك بعد اختبارات طبية يجتازها.