شخصت ورشة عمل التفكير المنظومي وتطوير خطوط الإنتاج، واقع القطاع الصناعي في المملكة، وسط تأكيدات قادها المشاركون في الورشة على أن التطوير في الصناعة الوطنية لن يتم إلا عن طريق المعرفة التي تقوم على البيانات والمعلومات. وشهدت الورشة التي نظمتها غرفة الأحساء ممثلة باللجنة الصناعية بالتعاون مع فرع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" بالأحساء أمس، استعراض دور التفكير التنظيمي في المنشأة الصناعية، مبينة أن مصطلح المنظمة المتعلمة تقوم على خمس ركائز أساسية هي البراعة الشخصية، النماذج العقلية، الرؤية المشتركة، العمل كفريق والتفكير المنظومي، في حين أن كثيرا من مشكلات المصانع في المملكة لا تعالج من جذورها وإنما تعالج أعراضها الظاهرة فقط. خيار استراتيجي وأكد عضو مجلس إدارة غرفة الأحساء رئيس اللجنة الصناعية بالغرفة فهد العرجي، أن الصناعة ستظل خيار المملكة الأول في تنويع مصادر الدخل، مبينا أن الأحساء تبقى من أكبر المناطق الاستثمارية الواعدة خاصة في القطاع الصناعي، بما فيها الصناعات الثقيلة التي يمكن أن تدعم الاقتصاد السعودي، وتدفعه إلى الأمام، وبها عدد من المزايا النسبية العديدة التي تمتلكها الأحساء في هذا الجانب. وقال إن توسيع نطاق الأحساء الصناعي من خلال خطوات إنشاء المدينة الصناعية الثانية في العقير، ومدينة واحة مدن الصناعية بالأحساء ووجود خطة عمل طموحة لمجلس إدارة الغرفة لجذب مزيد من الاستثمارات الوطنية والأجنبية في هذا القطاع، وكذلك حل مشكلات المناطق الصناعية بالمحافظة وتطويرها، ستسهم معا في بروز الصناعة بالمنطقة وتنمية وتوسيع مجالات العمل في هذا القطاع الحيوي. تطوير العاملين من جهته، أبان المختص في تطوير الإنتاجية المهندس خالد السهلي أن العاملين هم العنصر الأهم والفجوة الكبرى في عملية الإنتاج، ما يتطلب تقويمه وتدريبه وتطويره بشكل مستمر، مشددا على أهمية تحقيق التوازن بين تلك العناصر، لافتا إلى أن الموارد البشرية لم تعط حقها في عملية تطوير المصانع وتعزيز ثقافة العمل وتنمية مهارات العاملين. تفكير منظومي أما استشاري التدريب المتخصص في التفكير المنظومي المهندس محمد البوزيد، فقال إن انتقال التفكير من طريقة التحكم والسيطرة في إدارة المصانع إلى التفكير المنظومي يمكن أن يسهم في خلق الفهم الضروري للحصول على نتائج أفضل على المدى البعيد، وأنه يجعل منه أسلوبا فعالا للغاية في معالجة أصعب المشكلات الصناعية وأكثرها تعقيدا، وذلك لكونه يعتمد بشكل رئيس على المعرفة المبنية على البيانات والمعلومات. وأوضح أن التفكير المنظومي يعالج كثيرا من المفاهيم والممارسات الخاطئة المنتشرة في بيئات العمل المختلفة، وأنه يركز على إدراك النظم في صورتها الكلية، وتحليل المفاهيم والمضامين والعلاقات التي تربط بينها، وبنائها في شكل منظومي متكامل، مشيرا إلى أن عملية اتخاذ القرارات في هذا النوع من التفكير تقوم على البيانات وليس على الرأي الشخصي، مؤكدا على أهمية معالجة المشكلات وليس أعراضها. ولفت إلى مصطلح المنظمة المتعلمة، وهي تلك التي تعمل باستمرار على سرعة التعلم من خلال زيادة قدرتها وطاقتها على تشكيل المستقبل الذي ترغب في تحقيقه، فهي منظمة ذات فلسفة تتنبأ بالتغير وتستعد له وتستجيب لمتطلباته، مبينا أنها تقوم على خمس ركائز أساسية هي: البراعة الشخصية، النماذج العقلية، الرؤية المشتركة، العمل كفريق والتفكير المنظومي.