سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد ذبح "داعش" لصحفي أميركي.. لندن: القاتل "بريطاني" "التنظيم" يعلن أن عملية الإعدام جاءت ردا على دعم واشنطن للقوات العراقية والكردية السفير الهولندي السابق في دمشق يستبعد أي تقارب بين الأسد والدول الغربية
توالت أمس ردود الفعل على إعلان تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ذبح صحفي أميركي يدعى "جيمس فولي"، وتهديد آخر بالقتل، والذي جاء عبر بث عدد من المواقع الإلكترونية تابعة للتنظيم أول من أمس شريط فيديو، يظهر فيه شخص ملثم يرتدي زيا أسود، ويحمل بندقية وهو يقطع رأس "فولي" الذي كان مسلحون خطفوه في سورية في نوفمبر 2012. وأكد البيت الأبيض أمس، صحة شريط الفيديو الذي أظهر قطع رأس الصحفي، ودان الرئيس باراك أوباما، أمس، مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين قتلوا الصحفي الأميركي، ووصفهم بأنهم "سرطان"، وقال: إن "فكرهم مفلس، وإن العالم هاله القتل الوحشي لجيمس فولي"، مضيفا أنه اتصل بعائلة "فولي" لتعزيتها. كما دان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند "الإعدام الوحشي" لفولي. وأشار إلى أن الرجل الذي قتل "فولي" كان يتحدث الإنجليزية بلكنة بريطانية واضحة، وقال هاموند "يبدو أنه بريطاني. علينا أن نقوم بالمزيد من عمليات البحث للتأكد من ذلك". وأشار إلى أن أجهزة المخابرات البريطانية ستعمل عن كثب مع الولاياتالمتحدة لمحاولة تحديد هوية الرجل، وبدأت وحدة شرطة متخصصة في مكافحة الإرهاب تحقيقا في محتوى التسجيل. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس اغتيال الصحفي الأميركي على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية بأنه "جريمة رهيبة". وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد أشار في إعلانه عن ذبح الصحفي الأميركي، والتهديد بقتل رهينة آخر عرفه التنظيم بأنه الصحفي الأميركي "ستيفن جويل سوتلوف"، الذي ظهر جاثيا على ركبتيه، وقد أمسك مسلح ملثم برقبته من الخلف، بأنه يأتي ردا من التنظيم على الدعم الأميركي للقوات العراقية والكردية في معاركها ضد مقاتلي التنظيم المتطرف في شمال العراق. وهدد التنظيم بإعدام الأميركي الثاني، إذا لم يوقف الرئيس باراك أوباما الضربات الجوية الأميركية في العراق، فيما كتبت والدة فولي على موقع فيسبوك أن ابنها "منح حياته محاولا إظهار معاناة الشعب السوري إلى العالم". وتابعت "نناشد الخاطفين الحفاظ على حياة الرهائن الآخرين. فإنهم أبرياء مثل جيم. وليس لديهم أي تأثير على سياسة الحكومة الأميركية في العراق وسورية ومناطق أخرى في العالم". وفي شريط الإعدام، وهو بعنوان: "رسالة إلى أميركا" ومدته خمس دقائق تقريبا، يبدأ التسجيل بعرض لإعلان الرئيس أوباما أنه أجاز توجيه ضربات جوية إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، ثم يظهر مقطع لإحدى هذه الغارات، تليه رسالة من الصحفي مدتها دقيقتان تقريبا، ثم عملية الذبح التي ارتكبها شخص ملثم يحمل سكينا ويرتدي لباسا أسود اللون يتحدث الإنجليزية بلهجة بريطانية. وتم تصوير الشريط في منطقة صحراوية ليس فيها أي إشارات تدل على وجودها في سورية أو العراق. ونشر شريط الفيديو هذا بعد إعلان أوباما "اتباع استراتيجية بعيدة الأمد" في القتال ضد "الدولة الإسلامية"، ودعم تشكيل حكومة عراقية جديدة برئاسة حيدر العبادي. وفي آخر حملات التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق مناصروه هاشتاق "رسالة من داعش إلى الولاياتالمتحدة" على موقع تويتر، وأرفقوه بتهديد إلى الولاياتالمتحدة "سنسيل دماءكم". من ناحية ثانية، تباينت أمس الآراء حول إمكانية تعاون الولاياتالمتحدة مع نظام بشار الأسد ضد تنظيم الدولة الإسلامية، إذ أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية "ماري هارف" معارضتها "بشدة" للقول بأن بلادها وسورية هما "على الموجة نفسها في الحرب ضد داعش"، فيما ألمح مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية بسام أبو عبدالله إلى احتمال أن "تصل الولاياتالمتحدة إلى قناعة بضرورة التنسيق" مع دمشق في مواجهة التنظيم الإسلامي المتطرف. كما استبعد السفير الهولندي السابق في سورية "نيكولاوس فان دام" أي تقارب بين الأسد والدول الغربية التي تطالب برحيله منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة له منتصف مارس 2011. إلى ذلك، أصدرت جبهة ثوار سورية التابعة للجيش السوري الحر بيانا ضد جبهة النصرة، متهمة إياها بإخلاء نقاط اشتباكها مع النظام في حلب وحماة ووادي الضيف، وحشد قواتها ومقاتليها عوضا عن ذلك في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في جبل الزاوية وعلى البلدات الحدودية مع تركيا. ودعا البيان جبهة النصرة إلى ترك جبل الزاوية لأهله، وختم برسالة تهديد تعدّ بمثابة إعلان مبدئي للحرب على جبهة النصر. يأتي هذا على خلفية قول جبهة ثوار سورية، إن أخطر ما فعلته النصرة، هو سحب مقاتليها من داخل مدينة حلب، في وقت استغل نظام الأسد هذا الفراغ ليتقدم. من جهة أخرى، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن معارك عنيفة استمرت أمس، بين عناصر في تنظيم "الدولة الإسلامية" وقوات الأسد، التي تحاول صد هجوم على مطار الطبقة العسكري، معقله الأخير في محافظة الرقة في شمال البلاد.