على شارع المعذر في مدينة الرياض يقع متحف العملات في المبنى الرئيسي لمؤسسة النقد العربي السعودي، وهو متحف من المتاحف المتخصصة على مستوى العالم من حيث مقتنياته من النقود التاريخية الإسلامية وما قبل الإسلام ومن النقود الحديثة، إلى جانب احتوائه على بعض المواد الخام التي تدخل في صناعة الإصدارات النقدية الحديثة الورقية والمعدنية على السواء، كما أنه يحتوي على صور توضيحية للمعالم الأمنية في النقود الورقية السعودية. تبذل المؤسسة جهدًا حثيثًا لجعل متحف العملات في مصاف المتاحف القيادية على مستوى العالم في هذا المجال، ويتضح ذلك من خلال مقتنياته من النقود النادرة المحفوظة والمعروضة التي تفخر المؤسسة بوجودها في متحفها التي من ضمنها نقود إسلامية نادرة للغاية لا يوجد لها مثيل في أي من متاحف العالم. يضم المتحف خمس قاعات تشتمل كل واحدة منها على عدة قطع نقدية تاريخية إسلامية وما قبل الإسلام ومن النقود الحديثة. من يزر القاعة الأولى يجد على يساره حاويتين في كل منهما درهم فضي نادر أحدهما ضرب في اليمامة سنة 165ه والآخر ضرب في مكة سنة 283ه مع صورة مكبرة توضيحية لكل منهما. في القاعة الثانية على يمين الزائر بعض المواد الخام من منجم مهد الذهب، وبعض المواد التي تشرح وتبين الخطوات المتبعة في صناعة وطبع وسك النقود الورقية والنقود المعدنية، إضافة إلى بعض المواد الخام المستخدمة في نفس الغرض، كما يضم الجانب الأيسر حاويتين تحتويان على صفحات لفئات الخمس مئة ريال مع خطوات طباعتها والمئتي ريال ومائة ريال. وتعد القاعة الثالثة أكبر قاعة، وهي القاعة الرئيسية لعرض الإصدارات النقدية التاريخية المختلفة التي تعرض على ثلاثة أشكال، الأول عبارة عن حاويات جدارية عددها خمس عشرة حاوية، كل حاوية تمثل قرنًا من الزمان، ابتداءً من قرن ما قبل الإسلام وانتهاءً إلى القرن الرابع عشر الهجري، كل حاوية من تلك الحاويات تحوي اثنتين وأربعين قطعة نقدية. أما الشكل الثاني فهو عبارة عن حاويات معلقة على الجدار، الأولى تشتمل على الإصدارات النقدية الورقية والمعدنية المتداولة لدول مجلس التعاون الخليجي، بينما الحاوية الأخرى تشتمل على قسمين، القسم الأول يضم النقود المعدنية التي كانت مستخدمة في أقاليم المملكة قبل وأثناء توحيدها، أما القسم الثاني فهو يحتوي على عملات إسلامية نادرة للغاية مضروبة في بعض أقاليم المملكة عبر العصور الإسلامية. والشكل الأخير يتمثل في حاوية عرض كبيرة تتوسط القاعة يعلوها مجسم يمثل الكرة الأرضية تدور كهربائيا وهي خاصة بعرض الإصدارات النقدية الحديثة المتداولة لمعظم دول العالم. وتعرض النقود السعودية بصفة عامة في القاعة الرابعة إلى جانب عرض نماذج من الإصدارات النقدية السعودية عبر تطورها، ابتداء من إيصالات الحجاج إلى الإصدار الخامس الورقي الأخير الذي أصدر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - إضافة إلى عرض النقود السعودية المعدنية الذهبية والفضية. ويعرض في وسط هذه القاعة حاوية أخرى لعرض النقود السعودية المعدنية ترتكز عليها حاوية أصغر لعرض الميداليات الفضية والذهبية التي أصدرتها المؤسسة في مناسبات عدة. وخصصت القاعة الخامسة لعرض الأفلام الخاصة بمتحف العملات والأوراق النقدية السعودية والعلامات الأمنية الموجودة بها، إضافة إلى عرض الوسائل الإرشادية الواجب اتباعها من قبل الجمهور لمعرفة الأوراق النقدية الصحيحة.
