لم يعد الجمال اليوم نتاج عدسة الكاميرا أو مهارة المصوّر، بل أصبح «ذكاءً اصطناعيًا» يصيغ الملامح ويعيد تشكيلها كما يشاء. فقد باتت الكثير من الفتيات يلجأن إلى تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتجميل الصور، حتى أصبحت الملامح الرقمية أكثر حضورًا من الحقيقة. ملامح رقمية تقول فاطمة القرني طالبة جامعية إنها أصبحت تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعديل صورها قبل نشرها، بين صديقاتها مبررة ذلك أن الذكاء الاصطناعي يصحّح العيوب ويجعل الملامح مثالية أكثر، خصوصًا للبشرة والإضاءة. وأضافت أن الأمر تجاوز حد التجميل البسيط فنجد التطبيقات تغيّر ملامح الوجه بالكامل، حتى إن بعض الصور لا تشبه أصحابها إطلاقًا، وهذا يخلق نوعًا من الانفصال عن الذات الحقيقية. الشعور بالنقص حذر استشاري الأمراض النفسية الدكتور شريف أحمد، من تأثير هذه الممارسات على الثقة بالنفس عندما يعتاد الإنسان رؤية نسخة محسّنة من نفسه، يبدأ بالشعور بالنقص تجاه شكله الحقيقي، وهذا قد يؤدي إلى اضطرابات في تقدير الذات أو حتى رفض المظهر الطبيعي، وأكد أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتجميل الصور ليس مجرد وسيلة رقمية للزينة، بل ظاهرة اجتماعية تعكس اضطرابًا متزايدًا في مفهوم الجمال والهوية الذاتية. انخفاض الثقة بالنفس يقول استشاري الطب النفسي علي حامد، الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي لتعديل الصور قد يُحدث فجوة بين صورة الإنسان الحقيقية وصورته الافتراضية، ما يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس والشعور بعدم الرضا عن المظهر الطبيعي، وأضاف بعض الفتيات يقارنّ أنفسهن بالنسخة المحسّنة رقميًا، وهذا يولد قلقًا دائمًا حول الشكل، وربما يدفع إلى البحث عن حلول تجميلية مفرطة في الواقع، كما يشير إلى أن الظاهرة قد تتطور إلى ما يُعرف باضطراب تشوّه صورة الجسد (Body Dysmorphic Disorder)، وهو حالة نفسية تجعل المصاب منشغلًا بتفاصيل بسيطة في مظهره يراها عيوبًا ضخمة رغم أنها غير ملحوظة للآخرين. يؤكدون أن الذكاء الاصطناعي لم يُصمَّم ليخدع، بل ليُستخدم للفائدة، هذه الأدوات مفيدة في التصوير الاحترافي والإعلانات، لكنها تصبح خطرًا عندما تُستخدم لإخفاء الحقيقة أو خلق معايير جمال زائفة. خبراء التقنية ويرى خبراء التقنية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في تعديل الصور أصبح شائعًا جدًا، لكنه يحمل تحديات واضحة على صعيد المصداقية والوعي الرقمي، حيث يقول المختص في تطوير التطبيقات الذكية المهندس عبدالعزيز فيصل، الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي مفيدة لتحسين الصور بشكل احترافي، مثل تعديل الإضاءة أو إزالة عيوب بسيطة، لكنها تتحول إلى مشكلة عندما تُستخدم لإخفاء الحقيقة أو لإنشاء مظهر غير واقعي تمامًا. الذكاء الاصطناعي لا يعرف مفهوم الجمال الطبيعي، بل يعتمد على البيانات التي يتعلم منها، وغالبًا ما يعزز معايير الجمال الغربية أو النمطية، مما قد يخلق صورًا غير واقعية تضغط على المستخدمين نفسيًا واجتماعيًا.