سافرت في جولة سياحية لعدة دول أوروبية بداية من إيطاليا ثم إسبانيا ومرورًا بفرنسا ومن ثم إسكتلندا، سبقتها عدة رحلات للشرق والغرب، ولعل الوقت قد حان لأعبر عما يجول في خاطري، فبعد تلك الرحلات إن صحت العبارة «ازددت غلوا في حب وطني» واكتشفت أن مهما سافر الإنسان لما يسمى بتغيير الجو أو للسياحة أو اكتشاف دول أخرى، فلا شي يضاهي الوطن ولا ترابه، ولا أهله ولا مطبخه، فكل ما في وطني مختلف، وبصراحة وبعد كل رحلة عودة، لا أشعر بالأمان إلا حين تهبط الطائرة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض. أيام الغربة مليئة بالكآبة فالناس فيها كالأشباح أجساد بلا أرواح، وجوههم عابسة تغشاها غترة، يتغنون بالنظام على حساب الإنسانية، فلا احترام لكبير سن ولا تقدير لمريض أو عاجز «إن لم ينص النظام على ذلك». رأيت كيف أن لا مبادئ ولا عادات ولا تقاليد تحكمهم، لن أقول ولا احترام للذوق العام، فهم أبعد ما يكون عن ذلك، فعلى سبيل المثال: تبادل القبلات، لمس بعضهم البعض أمام الملأ شيء طبيعي وعادي وغير مستهجن، في مشهد أشبه ما يكون بالهمجي إذا لطّفنا العبارة. لن أتحدث عن النظافة الشخصية، فالنقاش فيها يطول ولا أريد أن أثير اشمئزاز القارئ، لكنهم أبعد ما يكون عنها بعد المشرق عن المغرب. عدت لوطني بعد رحلتي. الأخيرة لتلك البلدان، والتي فيها اكتشفت نفسي، وعاهدتها وبكل فخر وثقة بأن لا سياحة بعد اليوم إلا في بلدي المملكة العربية السعودية، في ظل النهضة والتقدم والتطور على جميع الأصعدة ومنها السياحة، ولن أفارق هذا الوطن ما دام فيَّ رمق، إلا إن اضطررت لأمر جلل لا مفر منه، أو سافرت في خدمة ديني ومليكي، فلا سياحة، ولا متعة، ولا اكتشاف، إلا منه وبه وفيه. و" لأهل الجزيرة سلام وللملك طاعة".