أحلام كثيرة دارت في خلد الفتاة "سوسن" منذ طفولتها حتى بلغت سن الأربعين فتارة تحلم بدخول الجامعة ودراسة الطب وتارة تحلم بامتلاك صالون تجميل نسائي كما حلمت بتأليف كتاب يحوي قصصا قصيرة من واقع الحياة وكان ارتداء الفستان الأبيض وتكوين أسرة أهم أحلام "سوسن" إلا أن أحلامها جميعا بمرور الأيام لم تتحقق وذهبت مع الريح وسط عائلة محافظة ترفض دراسة الفتاة بعد المرحلة الثانوية، وترى وجود الفتاة في منزل أسرتها سترا وحفظا لها بعيدا عن مغريات الحياة اليومية التي لا تجلب للفتاة سوى الانحراف وضياع دينها وشرفها وأخلاقها وعلى الرغم من بلوغها سن الأربعين عاما إلا أن قناعة وفكر أسرتها لم يتغيرا أبدا بل يرون ذلك من صالح ابنتهم بينما ترى "سوسن" والتي تحدثت ل"الوطن" بحرقة وألم أن أسرتها ترفض تزويجها من أجل حاجتهم إليها حيث فقدت والدتها في سن مبكرة ولها من الإخوة 5 أشقاء بحاجة لمن يخدمهم في المنزل ويرعى أبناءهم ويتولى دراستهم في وقت يتمتعون هم مع زوجاتهم متناسين حقها الشرعي والإنساني في الزواج وعلى الرغم من محاولاتي معهم وتوسط الكثيرين إلا أن الأمور لم تتغير بل على العكس باتت فرص زواجي ضئيلة حين شارفت الأربعين عاما. 1.5 مليون عانس فيما رأت العضو في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد أن أحد أسباب العنوسة مرتبط كثيرا بعضل الفتيات، وأضافت تقول "الإحصاءات الأخيرة تشير إلى وجود مليون ونصف المليون عانس في المملكة يتوزعن في مختلف المناطق"، فهناك على حد قولها أولياء أمور يرفضون تزويج بناتهم أو أخواتهم لأسباب متعددة ومختلفة منها طمعهم في راتب الفتاة إن كانت موظفة أو مخافة إسقاط مكافأة الضمان الاجتماعي بزواج الفتاة ممن يستحق الضمان كما أن بعض أولياء الأمور يخيرون الفتاة بين الزواج أو الحرمان من الميراث وآخرون يرفضون تزويج الفتاة إلا لقبلي. العنوسة والانحراف وأضافت الحماد أن عضل الفتيات قد يدفع المعضولات إلى الانحراف أو الهروب من منازلهن إلى مصير مجهول وقد يكون الانحراف وإدمان المخدرات نتائج عكسية لهذا العضل وكثير من المعضولات أصبن بأمراض نفسية في مقدمتها الاكتئاب وانفصال الشخصية حيث تشعر الفتاة المعضولة بالظلم والقهر لتعرضها لعنف بدني في حالات وآخر نفسي ولفظي من قبل أسرتها لمطالبتها بحقها الطبيعي في الحياة وهو الزواج فتُحرم على إثر ذلك من الأمومة والحياة الزوجية وإن كبرت ومرضت لا يوجد أحد يعتني بها وفي الغالب يكون مصيرها إحدى دور العجزة، والذين تسببوا في عضلها لن يسألوا عنها بل هم الذين سيذهبون بها إلى دور العجزة عندما يعجزون عن رعايتها ماديا وصحيا ونفسيا وبذلك تكون الفتاة قد خسرت شبابها وضيعت حياتها دون ذنب لها. يحق للفتاة إقامة دعوى ويرى القاضي بمحكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية الشيخ الدكتور صالح عبدالرحمن اليوسف أن النكاح في تكوينه له ارتباط بالمرأة وموافقتها والزوج وقبوله والولي ووجوده حيث ذكر أن الشرع رتب على الولي مسؤوليات يؤديها فمن تأمل القرآن والسنة وجد أن المرأة لا تخطب إلا من وليها الشرعي سواء كان والدها أو جدها أو أخاها أو بقبة عصبتها وذلك تجنبا للحرج للمرأة وحرصا عليها وإكراما لها، وأضاف "فنكاح المرأة بولي من شأنه جلب الخير للمرأة ودفع الضرر عنها ويقتضي ذلك تقصي الولي حال الخاطب من مختلف الجوانب واتباع التوجيهات الشرعية في ذلك"، وكذلك يقتضي مشاورة المرأة ولزوم موافقتها على الخاطب بعد كون الخاطب مرضيا في دينه وخلقه فلا يزوجها وليها بفاسق ولا كافر ولو وافقت ولا يلزمها برجل تقي لم توافق عليه واستدرك الشيخ اليوسف مشيرا إلى قضايا عضل الولي ومنعه تزويج المرأة دون مبرر شرعي مع توافر الشروط في الرجل وهنا حث أولياء الأمور أن يتقوا الله تعالى في ذلك فإن الزواج مطلب نفسي وواجب شرعي وسنة نبوية وركن اجتماعي به تكثر الأمة ويحفظ كيانها من الفساد وإذا توافرت شروط النكاح لزم الولي تزويج المرأة تحقيقا لمصلحتها وإلا كان سببا لفتنة المرأة وحرمانها وغالبا ما يعالج ذلك في إطار الأسرة ورجالها لإقناع الولي بالتزويج فإن لم تحل الأمور بالود والإصلاح فمن حق المرأة أن ترفع دعوى على الولي تطلب إثبات عضله لها من الزواج وتطلب تزويجها لأن الزواج حق من حقوقها.