تبدأ اليوم إجازة التعليم لعيد الفطر، وقبل التهنئة والخوض في تفاصيل ومناسبات لم تأت بعد، دعوني أتحدث هنا عن تجربه أتت وانتهت بلا فائدة، لم تحسن وزارة التعليم استثمار واحدة من أهم نقاط نجاحها في الفترة السابقة والمتمثلة في «التعليم عن بعد»، التي أثبتت فاعليتها إبان جائحة كورونا. كانت الفرصة مواتيه ومثالية؛ لأن تعاد التجربة في رمضان الحالي، خصوصًا مع تزايد المطالب بتحويل التعليم عن بعد في ظل معاناة الأهالي والطلاب من التعليم الحضوري، لا سيما وأن حجم الغياب والتفاعل لدى الأوساط الطلابية كان مؤشرًا بأن القرار لو تم عن بعد، لكانت العملية أكمل وأسلم فيما يتعلق بحضور الطالب الذهني، وتخفيف المشقة على أولياء الأمور في التنقل بين مدارس أبنائهم. لن أتحدث حول إرهاصات الفصول الثلاثة ونظامها المتبع الذي أرهق جميع الأطراف، لكن يجب الوقوف هنا حول ما حدث في رمضان من طريقة تعليم لن أتردد بتسميتها بغير المجدية كألطف توصيف، فقد بدأ الفصل الثالث من الفصول الدراسية والأخير قبل شهر رمضان بأسبوع واحد فقط، فكانت ملامح البدايات تتوشح بقناع الخمول والنهايات وهي نتيجة طبيعية، فما إن انتهت الاختبارات النهائية حتى بدأنا بفصل جديد يطرق أبوابه بشكل مزعج، وبضجيج يغطي أصوات صلوات التراويح وضوء الفوانيس، فامتزجت بدايته مع بداية شهر يجبرنا على تغيير روتيننا الكامل وتفاصيل يومنا. كل هذا ألقى بظلاله على حضور الطلبة في المدارس تحديدا في الأسبوع الأول، ثم بدأ الأسبوع الثاني بتناقص حاد في أعداد الطلاب والطالبات، ثم تحولت مهمه المعلمين والمعلمات من تعليم إلى أشبه بمركز اتصالات موحد مهمته الوحيدة الاتصال بأولياء الأمور لأخذ أبنائهم إلى المنزل بسبب عدم حضور الكثير من الطلاب، أما الأسبوع الثالث فتستطيع أن تسمع بوضوح صوت أزيز الرياح وصرير الأبواب وبدأت العناكب البحث عن زاوية مناسبه لبيوتها. ألم يكن من الأولى دراسة روزنامة التعليم قبل أن تبدأ وتوقع اللا متوقع، أم جعل كل شيء في ذمة المفاجأة ليختفي القرار والنظام، ويرتمي في ذمة المزاج وأهواء أولياء الأمور والطلبة في الغياب والحضور. اليوم تجاوزنا كل هذه العشوائيات، ونسير وفق مسار واضح وخطط مدروسة مرسومة على جميع الأصعدة، تصب في صالح عمل محوكم عنوانه «رؤية المملكة 2030»، فمن المزعج جدًا أن نتعثر بهذه الممارسات وفي ملف حساس ومهم مثل التعليم الذي يمس شرائح المجتمع كافة، مؤمن تمامًا، وواثق ومتفائل بأن كل هذا سيتغير قريبًا.