كان يظن أن سعيه سوف يرى، فهدد وتوعد، قال إنه لن يقبل بالغياب، فلم يرجع له سوى صدى صوته في فصول خاوية، هكذا بدا حال التعليم مع وزيره الجديد في الأسبوع الحالي الذي أوشك على أن ينقضي وهو يمر ثقيلاً، على الوزير ومعلميه وطلابه، بعد أن وقف كل طرف من هذه المعادلة في زاوية بعيدة عما يرمي له الآخر، الطلاب يريدونه أسبوعاً ميتاً كما كان، والوزير يريد إعادته للحياة، وما بين أولئك وهذا يقف المعلمون على الحياد. غياب 70 % من طلاب جدة إحصائيات كبيرة ذكرتها مصادر مطلعة في إدارة تعليم جدة ل"الوطن"، وصلت إلى ما يفوق ال70 % في الغياب من نسبة الطلاب أمس، وهي النسبة التي أخذت تتزايد منذ مطلع الأسبوع الحالي، رغم التشديد الكبير من الوزارة على أهمية الحضور حتى آخر ساعة من آخر نهار قبل أن تبدأ الإجازة الفعلية بنهاية دوام اليوم، ولكن سبقت العادة كل الإجراءات الاحترازية التي قامت بها الوزارة، وعاود الطلاب غيابهم المستمر منذ سنين في الأسابيع التي تسبق أي إجازة فصلية أو إجازة نهاية العام. مسؤولية أولياء الأمور كشفت جولة ميدانية ل"الوطن" عن فصول خاوية وأخرى دمجت طلاب عدة فصول في فصل واحد، فيما فضلت مدارس أن تصرف الطلاب مبكراً قبل نهاية الوقت المعتاد لنهاية الدوام الرسمي، وأشار مدير إحدى المدارس – رفض ذكر اسمه – إلى أن معالجة غياب الطلاب في ما يسمى بالأسبوع الميت أمر صعب ويحتاج إلى جهد كبير، خاصة أن الأمر لا يتعلق بالمدرسة أو الوزارة وحدهما، بل يتعلق بفكرة تعلقت بالطلاب وأولياء أمورهم، تجعل من أي أسبوع يسبق الإجازة أو الاختبارات أسبوعاً ميتاً، رغم أن المدارس تحاول التواصل مع أولياء الأمور عبر رسائل الجوال وقروبات واتساب، للتحذير من الغياب وأنه يؤثر على مسيرة الطلاب التعليمية. عادة سنوية أشار خالد العتيبي أحد أولياء الأمور إلى أن فكرة الغياب الجماعية للطلاب أمر محير، خاصة أنها أصبحت عادة سنوية للطلاب، ملمحاً إلى أنه قد يكون للمدرسة دور في هذا الأمر، خاصة أنها لا تقدم التحفيز اللازم للطلاب لتجاوز هذا الأمر، للمحافظة على وقت التعليم. مدارس مغلقة بالدمام على الرغم من تشديد وزارة التعليم على أهمية انضباط المعلمين والطلاب على مدى الفترة الدراسية وخاصة في الأسبوع الأخير ما قبل الإجازة، إلا أن "الوطن" رصدت عكس ذلك تماما في بعض المدارس بالدمام، وكان بعضها خالياً من الطلاب وقائدها والمعلمين، فيما أغلقت بعض المدارس أبوابها، مع أن الوزارة شددت على تطبيق لائحة الغياب على الطلاب والطالبات في الأيام التي تسبق وتلي الإجازات الرسمية.