كثيرًا ما تكون بعض القمم التي تعقد حتى على مستوى القادة، وعلى الأخص فيما يتعلق بقضايا المناخ مجرد شعارات تتعارض مع التطبيق العملي، إلا أن لقاء قمة اختتم نهاية الأسبوع في بريست الساحلية الفرنسية أسفر عن نتيجة تبدو مبشرة بالخير لجهة حماية المحيات الغنية بالتنوع الحيوي والضرورية لضبط المناخ من الشاطات البشرية المؤذية والضارة، حيث سيطلق تحالف يضم 39 دولة بينها 27 دولة في الاتحاد الأوروبي لحماية أعالي البحار التي لا تخضع لسيادة أي دولة، والتي غالبًا ما تكون مرتعا لنشاطات غير قانونية أو ضارة. تعهد رسمي تعهد نحو 30 من قادة الدول والحكومات الجمعة الماضي في فرنسا بالعمل على حماية أفضل للمحيطات من خلال الاعتناء بأعالي البحار ومكافحة غزو المواد البلاستيكية. وقطع المسؤولون السياسيون الذين تعاقبوا على الكلمة خلال قمة بريست إن حضوريًّا أو افتراضيًّا التزامات على صعيد ملفات عدة من بينها المضي قدمًا باتجاه التوصل إلى معاهدات دولية لحماية أعالي البحار ومكافحة التلوث بالمواد البلاستيكية. ومن الحضور، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والمبعوث الأمريكي بشأن المناخ جون كيري والرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوسا الذي تستضيف بلاده نهاية يونيو قمة الأممالمتحدة حول المحيطات في لشبونة. وأعلنت فون دير لايين إطلاق تحالف يضم دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين و16 دولة أخرى لإبرام معاهدة طموحة تهدف إلى حماية أعالي البحار التي لا تخضع لسيادة أي دولة. وتجرى مفاوضات للتوصل إلى معاهدة كهذه برعاية الأممالمتحدة منذ 2018 لكن المحادثات توقفت بسبب وباء كوفيد- 19. ومن المقرر عقد جولة رابعة وأخيرة نظريًّا من المفاوضات في نيويورك في مارس. وقالت المسؤولة الأوروبية «اقتربنا كثيرًا من الاتفاق لكن علينا أن نعطي دفعًا لإنجازه خلال السنة الحالية». يوم عالمي عالمياً، يتم الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات في 8 يونيو من كل عام، وسط قناعات تامة بأهمية الحياة الصحية في المحيطات خصوصًا مع الإشكاليات التي طرحها تفشي وباء كورونا، حيث تم التوصل إلى قناعات بأن حياتنا تعتمد على النظم الطبيعية للأرض، ومع وجود 80 % من مساحة المعيشة على الأرض تحت الماء، فإن هذه الأنظمة تشمل إلى حد كبير المحيط. وقالت الأممالمتحدة في تقرير «المحيط الصحي شرط أساسي لكوكب صحي ومجتمعات بشرية صحية، توجد 80 % من جميع أشكال الحياة على الأرض في المحيط. إنه أكبر محيط حيوي في العالم وموطن لمضخات بيولوجية وكربونية كبيرة وشبكات غذائية تتحكم في مناخنا وتدعمنا جميعاً. بعض الطرق التي يدعم بها المحيط صحة الإنسان واضحة للغاية. توفر الأسماك لنحو 3.2 مليار شخص ما يقرب من 20 % من البروتين الحيواني، وهي نسبة ترتفع إلى 50 % في بعض الدول الجزرية الصغيرة النامية، وبلدان مثل بنجلاديش وإندونيسيا وسيراليون. ويوفر المحيط 50 % من الأوكسجين لدينا ويمتص 93 % من الحرارة الزائدة، إضافة إلى 20-30 % من انبعاثات الكربون التي أنتجتها البشرية في ال50 سنة الماضية». حماية محدودة وفق تقديرات الأممالمتحدة فإن 5.3 % فقط من المحيطات العالمية - و1.2 % من أعالي البحار - محمية، وهذا أقل بكثير من المأمول وهو الوصول إلى حماية 10% من المناطق البحرية بحلول 2020، ويظهر الحاجة إلى تسريع العمل إذا أردنا حماية 30 % من المحيط بحلول عام 2030. ولن تستفيد أي منطقة أخرى من الحماية البحرية القوية أكثر من المياه الدولية الجليدية المحيطة بالقارة القطبية الجنوبية، التي تعد ضرورية جدًا لنظام الكواكب بأكمله. والغريب أنه مع كل هذه التحذيرات، فإن كثيرًا من الدول تدعم أنشطة ضارة بالمحيطات مثل دعم صيد السمك وغيرها، وتصل تكلفة هذا الدعم إلى 22.2 مليار دولار حول العالم. التزام كبير رحبت بيغي كالاس من «تحالف أعالي البحار» High Seas Alliance الذي يضم منظمات غير حكومية عدة بالإعلان قائلة «هذا التزام كبير ومرحب به». وأعلنت الولاياتالمتحدة دعم مباشرة مفاوضات برعاية الأممالمتحدة للتوصل إلى معاهدة دولية لمكافحة التلوث الناجم عن المواد البلاستيكية، وانضمت بذلك إلى حوالي 10 دول وجميع أعضاء الاتحاد الأوروبي. وسيبحث في مباشرة هذه المفاوضات خلال الجمعية الخامسة للأمم المتحدة حول البيئة نهاية فبراير الحالي بغية التوصل إلى معاهدة دولية لمكافحة التلوث الناجم عن 8.3 مليارات طن من البلاستيك المنتج منذ خمسينات القرن الماضي. بدوره، أعلن رئيس بولينيزا الفرنسية ادوار فريتش عن مشروع إقامة «منطقة بحرية محمية على أكثر من 500 ألف كيلومتر مربع» ومناطق مخصصة للصيد الساحلي على مسافة مماثلة. وناقشت القمة في بريست مواضيع أخرى مثل خفض انبعاثات غازات الدفيئة في القطاع البحري غير المشمول في اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015 فضلًا عن إلغاء الدعم الرسمي الذي يشجع على الصيد الجائر والصيد غير المشروع. ووعد الرئيس الفرنسي بمزيد من الجهود لحماية السلاحف مع تدابير تحول دون أن تعلق في شباك الصيادين. وترى منظمات غير حكومية أن فرنسا ثاني قوة بحرية عالمية، لم تتخذ إجراءات كافية لحماية بحارها ومحيطاتها بشكل جيد. حماية وأهداف 5.3 % فقط من المحيطات العالمية محمية 1.2 % من أعالي البحار محمية 10 % المستهدف بالحماية من المناطق البحرية بحلول 30 %المستهدف بالحماية من المحيطات بحلول 2030. 22.2 مليار دولار تقدم لأنشطة تضر بالمحيطات حول العالم مبررات ضرورة لحماية المحيطات ملوثة ب8.3 مليارات طن من البلاستيك. 80 % من مساحة المعيشة على الأرض تحت الماء توفر الأسماك لنحو 3.2 مليار شخص توفر ما يقرب من 20 % من البروتين الحيواني توفر 50 % من الأوكسجين تمتص 93 % من الحرارة الزائدة تمتص 20-30 % من انبعاثات الكربون